فين حقنا للسكن الكريم والآدمى "ولا إحنا مش مصريين"
منشأة ناصر هى أشبه بمنطقة الدويقة الشهيرة , وهى معروفة بإنتشار العشوائيات بها وخاصة فى شارع المعدسة الذى لايصلح للسكن فيه مُطْلَقًا نظرا للكتل الصخرية التى تحيط هذه المنطقة وسط تجاهل المسئولين لها وكأنها ليست جزءًا من أرض مصر .
ولكن السؤال هنا هل سينتظر المسئولون أن تحدث نفس كارثة الدويقة ؟ !!
توجهنا إلى رئاسة حى "منشأة ناصر" لمعرفة التفاصيل الإدارية والخطوات التنفيذية الذى يقوم بها مسئولوا الحى , حيث أردنا مقابلة رئيس الحى ، وكانت المفاجأة أن العاملين بمكتبه أنكروا وجوده داخل المبنى بالرغم من تواجده هناك , فحاولنا مجتهدين لمقابلته , وبالفعل قابلناه ولكنه إستقبلنا بشكل سئ جدًا ولم يتعاون معنا فى سرد الحقيقة وتوضيح الأمور الغامضة وإزالة الشكوك حول عملهم , حيث بدا عليه القلق والتوتر أثناء حديثه لنا وكذلك رفضه إظهار أى تقارير أو أى شئ يخص المناطق العشوائية وخاصة "حارة المعدسة" , والتى تنتظر حدوث كارثة أخرى .
وحاول رئيس الحى تضليلنا بشتى الطرق , حيث أعطانا الكثير من المعلومات المغلوطة والتى تأكدنا منها من سكان المنطقة وكذلك ما رأيناه بأعيننا على أرض الواقع وكذلك المستندات التى بين أيدينا .
ثم توجهنا إلى المنطقة لنرى الحقيقة على أرض الواقع وحتى نُزِيل الغمامة التى تُغطِّى عيون المسئولين , ودخلنا إلى البيوت التى تقع تحت هذه الكتل الصخرية وبسؤال عدد من سكان المنطقة عن المشاكل التى تواجههم وعن طلباتهم التى يأملوا بأن يحققها لهم أى أحد , تم إجابتنا على النحو الآتى .
أحد ساكنى "حارة محسن بشارع المعدسة" , رفض ذكر إسمه : المسئولون يرفضون دخول المنطقة حتى ليحددوا المشكلة على أرض الواقع .
مشيرًا إلى: أنى قدمت شكوى ضد رئيس الحى الأسبق "اللواء مصطفى عبيده" عام 2010 وردَّ على شكوتى قائلا:"لما يحصل لكم زى منطقة الدويقة هنبقى نيجى نساعدكم" .
وتابع: المفروض أن لنا شقق بمساكن سوزان مبارك فى الدويقة بشرط إزالة المنازل التى تقع فى محيط 20 متر من الكتل الصخرية ومنزلنا داخل هذا المحيط ولا نجد مكان آخر نسكن به .
وأخبرنا عبيده : أن علينا أن نترك منازلنا حتى يتم إذابة الصخور بمادة مذيبة لها ولكن لم يُقَدَّم لنا مكان للسكن به حتى ينتهى ذلك الأمر , ورفضنا الخروج إلا بعد أن نحصل على البديل , وبعد ذلك تم تسجيل أن شارع المعدسة تم إزالة المنازل منه رغم أنه لم يتم إخلاء سوى 7 منازل فقط .
رضا محمد ، سيدة تسكن "بشارع المعدسة بمنشية ناصر": بعد هدم إحدى الصخور فى أحد الكتل الصخرية المحيطة بشارع المعدسة ب"حارة محسن" عام 2010 , أصبحنا مهددين بخطر كارثة الدويقة .
وأضافت رضا قائلة : "أصبح بيتنا وكرًا للعقارب والثعابين والتى تهدد بحياتى أنا وأطفالى وليس هذا وحسب , فهناك رشح المجارى فى المنزل برائحته الكريهة والتى أتعبت إبنى الصغير وأصبحت كل فترة قصيرة أتردد به على مستشفى ابو الريش" .
وإختتمت كلامها: نفترش بطاطين على الأرض بسبب الرطوبة , ولى إبنة عمرها 8 سنوات لم تدخل المدرسة سوى هذا العام بسبب ضيق حالنا حيث لا نمتلك سوى قوت يومنا ولا نستطيع تحمُّل تكلفة المدارس , وزوجى عامل باليومية .
فيما أكد الشيخ عبد الجواد , أحد ساكنى المنطقة التى تعيش فى قلق وخطر كارثة أخرى: "والله حرام اللى بيحصل لينا ده , لو إحنا حيوانات مش هيهملونا كده , إحنا عايشين علشان أكل العيش ، والله إحنا خايفين نصحى من النوم فى أى وقت نلاقى الجبل وقع فى دماغنا" .
وأضاف عبد الجواد قائلاً : السكن فى المقابر أفضل بكثير من المنازل التى نسكن فيها , نحن نسكن هنا منذ حوالى ثلاث سنوات , لقد كنا من الثوار آملين التغيير , فأين الملاذ ؟!
فهل يظل المسئولون نائمون هكذا أم متجاهلون لما يحدث فى مصر ؟ , فإلى متى السكوت والتغاضى عن الكوارث والقضايا التى تؤثر كثيراً فى إستقرار البلد ؟!
وستتابع"بوابة الفجر" معكم هذه القضايا الهامة حتى يتم حلها نهائيًا بإذن الله , وكذلك سننقل لكم العديد من المناطق التى لا تصلح الحياة الأدمية بها... فتابعونا .