يصل وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاربعاء الى دمشق للقاء المسؤولين السوريين بعد اقتراح بلاده ارسال مراقبين من دول مجموعة الاتصال الى سوريا، في حين اشتدت الثلاثاء حدة المعارك في حلب بينما حصدت اعمال العنف في سائر انحاء البلاد 86 قتيلا على الاقل.
وفي حين حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من "التداعيات الدولية" للازمة السورية، اكد سفير فرنسا في دمشق اريك شوفالييه ان بلاده تدرس بشكل "جدي جدا" تسليح المعارضة السورية.
وبحسب مصدر رسمي فان صالحي يصل الاربعاء الى دمشق حيث يلتقي نظيره السوري وليد المعلم.
وتأتي الزيارة في اعقاب اقتراح ايران على مجموعة الاتصال الرباعية حول سوريا التي تضم ايران وتركيا والسعودية ومصر، ارسال مراقبين من هذه الدول للمساعدة على وقف العنف، بحسب وسائل الاعلام الرسمية الايرانية.
وقدم صالحي، الذي تعد بلاده من ابرز حلفاء نظام الرئيس بشار الاسد، الاقتراح خلال الاجتماع الوزراي الاول الذي عقدته المجموعة الاثنين في القاهرة، بغياب السعودية الداعمة للاحتجاجات المطالبة بسقوط الاسد.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان الوزراء سيواصلون مشاوراتهم على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في نهاية ايلول/سبتمبر في نيويورك.
ونقلت مجلة دير شبيغل في عددها الصادر الاثنين ان ضباطا ايرانيين شاركوا في تجارب للجيش السوري على الاسلحة الكيميائية نهاية آب/اغسطس، علما ان وزارة الخارجية الايرانية نفت الاحد ارسال عناصر من الحرس الثوري الايراني الى سوريا، مؤكدة ان تصريحات قائد الحرس الجنرال محمد علي جعفري في هذا الصدد اخرجت من سياقها.
وفي القاهرة، حذر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من امتداد النزاع السوري الى لبنان، مشيرا الى "التداعيات الدولية" للازمة في سوريا.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو وبعد لقائه الرئيس المصري محمد مرسي، اعتبر فابيوس ان الوضع "بالغ الخطورة ليس على المستوى المحلي فحسب، لانه يتحول الى نزاع اقليمي مع تداعيات دولية".
واضاف "يجب تفادي انتقال العدوى الى لبنان، وهو ما ترغب فيه بالتأكيد عصابة بشار الاسد، ويرفضه اللبنانيون، وهم محقون في ذلك"، مشددا على ان "ما من حل من دون رحيل الرئيس بشار الاسد".
ولكن السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه اكد الثلاثاء ان فرنسا تتعاطى مع كامل المعارضة السورية ومن ضمنها المعارضة المسلحة، موضحا ان موضوع تسليم اسلحة الى المعارضة يناقش ب"شكل جدي جدا".
وردا على سؤال حول طلب المعارضة السلاح قال ان "هذا الموضوع يعالج بشكل جدي جدا"، مضيفا "انه موضوع نناقشه بشكل مكثف والقرار بصدده معقد جدا".
والمعروف ان الاتحاد الاوروبي فرض حظرا على بيع السلاح الى سوريا وتكتفي فرنسا حاليا بارسال معدات لا يمكن ان تستخدم للقتل الى المعارضة.
وقال السفير شوفالييه ايضا "نحن ملتزمون بشكل فعال بدعم الثورة السورية لان هذا الدعم يتناسب مع تطلعاتنا الى الحرية التي تجد جذورها في القيم الفرنسية، الا اننا في الوقت نفسه نبقى متيقظين. هذا الدعم لا يمكن ان يكون بلا حدود".
ولا يزال السفير الفرنسي في سوريا يمسك بالملف السوري في الخارجية الفرنسية بعد مغادرته العاصمة السورية الربيع الماضي.
من جهة اخرى يشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في "مباحثات جدية" حول سوريا، تجمعه الى نظرائه الاوروبيين قبل اجتماعهم القادم في لوكسمبورغ في تشرين الاول/اكتوبر، كما افادت مصادر دبلوماسية اوروبية.
وقال دبلوماسي اوروبي طلب عدم كشف هويته ان لافروف "سيشارك في عشاء عشية الاجتماع القادم للمجلس الاوروبي للشؤون الخارجية" المقرر في 15 تشرين الاول/اكتوبر المقبل في لوكسمبورغ.
وقال دبلوماسي آخر رفيع المستوى "هناك هذه الايام حوار صحي مع روسيا" بشأن سوريا تظهر الاطراف في اطاره "اكثر انفتاحا" مما كانت من قبل.
واستخدمت روسيا ومعها الصين حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات في مجلس الامن لمنع صدور قرارات تدين النظام السوري لقمعه الاحتجاجات المطالبة باسقاطه.
ومن الاردن، اعاد المبعوث الاممي والعربي الاخضر الابراهيمي التحذير من تداعيات الازمة، معتبرا ان الوضع في سوريا "ليس في طريقه الى التحسن بل الى مزيد من التدهور".
وبعد زيارته مخيم الزعتري لللاجئين السوريين (85 كلم شمال عمان) الذي يأوي 32 الف لاجىء سوري، اكد الابراهيمي "بذل كل جهد ممكن من اجل مساعدة الشعب السوري على الخروج من هذه الازمة".
وتفقد الابراهيمي الثلاثاء مخيم التينوزو للاجئين السوريين في محافظة هاتاي (جنوب تركيا).
واعلن وزير الخارجية النمسوي مايكل سبينديلغر الثلاثاء ان بلاده قررت "مضاعفة مساعدتها الانسانية للشعب السوري" بسبب تفاقم النزاع في البلاد "ومأساة اللاجئين".
ومن جهة اخرى، يلتقي الابراهيمي الاثنين سفراء الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي لتقديم تقرير عن محادثاته في دمشق، حسب ما اعلن السفير الالماني في الاممالمتحدة بيتر ويتينغ.
وقال ويتينغ الذي تترأس بلاده مجلس الامن الدولي في شهر ايلول/سبتمبر "اتفقنا على لقائه صباح 24 وسوف نجري مشاورات غير رسمية معه".
ومن ناحيته، سوف يلتقي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الابراهيمي قبل لقائه اعضاء مجلس الامن "خلال عطلة نهاية الاسبوع لدى وصوله (الابراهيمي) الى نيويورك"، حسب ما اعلن المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نيسركي.
وتفيد تقديرات الاممالمتحدة ان اكثر من 2,5 مليوني شخص يحتاجون الى مساعدة انسانية في سوريا، وكذلك 253 الف سوري لاجىء في البلدان المجاورة، تركيا (83 الفا) ولبنان والاردن والعراق.
واعادت السلطات العراقية الثلاثاء فتح معبر القائم الحدودي مع سوريا بعد نحو شهر من اغلاقه وسمحت لعشرات اللاجئين السوريين بالدخول لكنها منعت الشبان غير المتزوجين من العبور.
وقال عامر الخفاجي وهو متحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين التي تشرف على مخيم اللاجئين السوريين في القائم لوكالة فرانس برس ان "السلطات العراقية اعادت اليوم فتح معبر القائم (...) بعدما اغلقته في 15 اب/اغسطس لدواع امنية".
ميدانيا، افادت وكالة انباء الاناضول عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة الساعين الى السيطرة على معبر تل الابيض الحدودي شمال سوريا.
واكد مصدر دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس حصول الاشتباكات، مشيرا الى ان بعض القذائف المدفعية سقطت في الاراضي التركية، من دون ان تؤدي الى اضرار او اصابات. وافاد شهود عيان من الجانب التركي عن مشاركة المروحيات السورية في الاشتباكات.
وفي حلب كبرى مدن شمال سوريا، افاد سكان ان مواجهات اندلعت في حي بستان القصر (جنوب غرب) وحي الاذاعة المجاور اللذين تعرضا لقصف من القوات النظامية.
كما اندلعت مواجهات في حي السكري (جنوب) حيث يتحصن مقاتلو المعارضة، بحسب السكان.
ونقلت صحافية في فرانس برس ان عائلة وصلت الى احد مستشفيات حي الشعار، مؤلفة من والد يقود سيارته ومعه زوجته وثلاثة من اولادهما، بينهم طفل اصيب في رأسه وغطى الدم وجهه.
واشارت الصحافية الى ان العائلة تسكن حي الشيخ فارس، حيث تلقى منزلها قذيفة مصدرها على الارجح دبابة تابعة للقوات النظامية.
كما وصل الى المستشفى نفسه مدنيون اخرون غطى الغبار الناجم عن الدمار وجوههم، تبعته شاحنات صغيرة تقل جرجى من المقاتلين المعارضين.
واشار المرصد الى تعرض احياء الصاخور وهنانو والمغاير والشعار وقاضي عسكر وطريق الباب والكلاسة والانصاري والفرقان وكرم البيك في حلب للقصف.
من جهتها اكدت القوات النظامية انها سيطرت على حي الميدان (وسط) بعد اشتباكات استمرت اسبوعا، لكنها نصحت السكان بتجنب بعض جوانب الحي بسبب القناصة. واشار مراسل فرانس برس في حلب الى ان بعض اجزاء الحي ما زالت غير امنة لعودة السكان.
وذكرت صحيفة "الوطن" القريبة من النظام السوري ان "وحدات من الجيش تمكنت من تطهير حي الميدان الحلبي من فلول المسلحين، في انتظار اعلانه منطقة امنة خلال ال24 ساعة المقبلة".
لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان الوضع في حلب دائم التبدل "عندما يقول الجيش انه يسيطر على حي، فالامر ليس سوى موقتا. يسيطرون على احياء ولا تلبث ان تندلع مواجهات مع الكتائب الثائرة".
واوضح ان القوات النظامية لم "تستعد" الميدان لانه لم يكن اساسا تحت سيطرة المقاتلين الذين "كان يستحوذون فقط على مركز للشرطة وشارعين او ثلاثة".
وفي دمشق، اشار المرصد الى ان اشتباكات تدور على اطراف حيي الحجر الاسود والعسالي (جنوب) مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحيين.
ولاحقا اعلن المرصد انه تم العثور على "جثامين 20 مواطنا مجهول الهوية في حي الحجر الاسود كما استشهد مقاتل من الكتائب الثائرة المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في الحي".
وفي دير الزور (شرق)، شنت طائرات حربية غارات على مدينة البوكمال صباح الثلاثاء، بحسب المرصد.
وتحدث المرصد عن قصف طاول مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما في محافظات حمص (وسط) ودرعا (جنوب) وادلب (غرب) وحماه (وسط).
وادت اعمال العنف الى سقوط 86 قتيلا الثلاثاء بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم 65 مدنيا.
وتجاوز عدد القتلى الذين سقطوا بنتيجة النزاع المستمر منذ اكثر من 18 شهرا، 27 الف شخص، بحسب المرصد.