. في الهندسة يا أصدقائي كما تعرفون المسألة هي التي تبدأ بالمعطيات التي يعطيها الأستاذ أو الكتاب طلبا لإيجاد الحل و لا أقول الحلول لأن لكل مسألة رياضيه حلا واحدا أما في المسائل التي يطرحها علينا زماننا الكريم هذا فلكل منها حلول مختلفة وقد تكون شتي و متنوعة وقد تختلف عن الحل الذي يقتضيه المنطق والعقل . وقد يكون هذا مرجعه سريان قانون اللخبطه والخلل و المتاهة التي تخدم كل الأطراف المعادية في هذا الزمان الغبي المدلهم الغشوم الذي تعبث بمقدراته أيدي شريرة تهوي الدماء والدمار واستلاب أوطان الغير .
وهذا يقودنا لمسألة الربيع العربي وأيامه التي نعيشها الآن والتي بات واضحا لنا أن هذه التسمية بعيده كل البعد عن الواقع المرير الدامي الذي تعيشه دول هذا الربيع والتي تفقد كل يوم أمنها ومستقبلها وخيرة أبنائها من خلال مخطط جهنمي وآلة فتك وحشيه بين أبناء الشعب الواحد تحت دعاوي الحرية و الديمقراطية و أصبحت الأنظمة الحاكمة هي العدو الذي يجب محاربته و إسقاطه بدلا من أعداء متربصين حقيقيين ينتظرون الانقضاض علي جسد الأمة العربية المثقل بالجراح لتقطيعه وتفتيته وتوزيعه مغانم مابين إسرائيل و أمريكا ودول الغرب الحليفة لهما . وكما يقال إن الطغاة يأتون بالغزاة وهذا يثبته التاريخ ويثبت أيضا أن الأمة العربية لم تحسن استخدام ثرواتها الطائلة وتركت مقادير أمورها بيد عدوها فأحسن استخدامها لصالحه وصالح أهدافه وبذل ما في وسعه لكي يفتت هذه الأمة القوية المتماسكة في مخططات متلاحقة استخدم فيها الحكام ومن أحاط بهم من مسئولين تكالبوا علي متاع الدنيا وتباروا في صفقات الملايين والمليارات وباعوا أوطانهم وشعوبهم ووضعوا أيديهم في أيدي أعدائهم .
لقد بات المخطط واضحا وضوح الشمس فمؤامرة الحادي عشر من سبتمبر المدبرة من قبل أمريكا نفسها و إسرائيل تم اتخاذها كذريعة لتدمير العراق و الإطاحة بزعيم عربي تم شنقه ليلة عيد الأضحى فكان شهيدا وبطلا استقبل الموت غير هياب ولم يدرك الحكام العرب اللذين شاركوا في وليمة ذبح العراق أنهم أكلوا يوم أكل الثور الأبيض وجاءت ثورات الربيع العربي كما يسمونها في الغرب وتساقط الحكام الجبابرة اللذين وضعوا أيديهم من قبل في يد أعداء الوطن .
وهاهي مؤامرة قتل السفير الأمريكي وزملائه تتضح خيوط تدبيرها لتكون ذريعة للقوات الأمريكية للنزول لأرض ليبيا الشقيقة لبسط السيطرة عليها بعدما أنهكتها الحروب الدموية بين أبناء الشعب الواحد .
هل هذه إذن أيام ربيع عربي ؟ .. أم أن الطغاة يأتون بالغزاة ؟ .. أم أن التاريخ يعيد نفسه ؟ .. أم أن الأقدار تسوقنا جميعا لمواجهات كبري قادمة ينزل فيها المسيح والمهدي المنتظر ليخلص الأرض من شرور الإنسان وشرور بني صهيون الذين يسعون في الأرض فسادا ويدمرون الشعوب والخير وهم الساعون الآن لحروب نوويه يدقون طبولها ويعلمون أو لا يعلمون أنهم سيكونون أول وقودها
دعونا من هذا الآن حتى لا يبدو أننا نتكلم في الغيبيات ولنعد لحديث المسائل و الأحوال و ما يحدث في دول الربيع النزيف العربي من أفعال ودمار حيث يتضح أن هناك أيادي خفيه دمويه تحرك الأمور و الأفعال وتزود الأطراف المعنية بوسائل القتال كي يمهد لها الطريق عندما يحين وقت الاقتحام و السيطرة علي سائر أنحاء البلاد من الجنوب للشمال وهكذا تبدو مسائل الربيع العربي سهلة الفهم إن أردنا أن نفهم ونعي .. واضحة الحلول والبدائل وتحتاج منا فقط للمنطق وحلو الشمائل حني ندرك أننا لسنا أعداء لبعضنا وان ما بيننا من بغضاء مفتعل وزائل وانه لابد لنا أن نتوحد ونضع أيدينا في أيدي بعضنا حتى نكون صرحا حقيقيا أمام هذه المؤامرات ونكون وطنا ليس بزائل . وقد عرجنا عل بعض الثورات في الربيع العربي المائل المنحدر الحائل ما بيننا ومابين المسمي الصائب له وهو الأحرى أن يكون أيام النزيف العربي السائل وللحديث بقيه ستناولها في المسألة الثانية من كتاب الأحوال والمسائل ونستودعكم الله سبحانه وتعالي حتى نلتقي الأسبوع القادم بإذن الله .