داهمت ذاكرتى تفاصيل جلسة جمعتنى قبل سنوات بالتوأم الفنى الراحلين المؤلف أسامة أنور عكاشة والمخرج العظيم الذى غادرنا منذ ساعات إسماعيل عبد الحافظ وكانت بمنزل عكاشة بحدائق الأهرام ، وكانت جلسة ساخنة ، حيث كان محورها المؤلفين والمخرجين من الباطن وأثناء الجلسة عد لى الكبيرين الكثير من المؤلفين الكبار الذين يكتب لهم من الباطن مغمورون ، كما ذكرا لى مخرجين كبار أيضا يكونوا فى منازلهم أو بإحدى السواحل لقضاء الصيف ويوكلون لمساعديهم إدارة البلاتوهات ، والحقيقة قد هالنى الأسماء التى ذكرها لى الكبيرين لدرجة الصدمة . داهمتنى هذه الواقعة وانا أقوم بتحقيق صحفى حول القرار الذى أصدرته مؤخرا نقابة السينمائيين بتشابه مسلسل " مولد وصاحبه غايب " للمؤلف الكبير مصطفى محرم مع مسلسل " نوسة " للمؤلف الصاعد او المبتدئ طارق البدوى ، حيث جاءت التقارير التى كتبها ثلاثة من كبار السينمائيين فى مصر مخجلة وبشدة فى حق محرم وتنصف البدوى ، ولا اعرف لماذا انحازت وجاملت ولا أقول - تواطئت – أقلام بعض الكبار لقلب الحقيقة لإظهار محرم هو المنتصر مع ان هذا مجاف تماما للحقيقة .
ان الحكاية تبدأ حينما كان هناك مشروع مسلسل باسم " نوسة " بين المؤلف طارق البدوى والنجمة هيفاء وهبى والتى رفضت بعد ان وافقت وهذا حقها , لكنها فى نفس الوقت أعلنت عن هيفاء دخولها مسلسل باسم " مولد وصاحبه غايب " من تأليف مصطفى محرم ومع بداية التصوير فوجىء البدوى بمن يخبره ان مسلسله تم اقتباسه من قبل مصطفى محرم الذى اضفى بعض التعديلات فثار المؤلف الصاعد وتقدم بشكوى ضد محرم الى نقابة السينمائيين .. الى هنا تبدو الواقعة عادية كالمعتاد مثل غيرها مؤلف صاعد يبحث عن الشهرة على سمعة مؤلف كبير ولكن تقارير نقابة السينمائيين اثبتت العكس ، فماذا قالت التقارير التى كتبها على ابو شادى وكرم النجار ومحمد كامل القليوبى ؟ .
ذكر على أبو شادى فى تقرير الممهور بخاتم نقابة السينمائيين بعد توقيعه ، قال ابو شادى " مبدئيا تبين ثمة تشابه بين المسلسلين واعتقد ان الكاتب مصطفى محرم اطلع على مسلسل البدوى " وهى جملة تجرح بشدة الكرامة المهنية لمصطفى محرم وتعنى انه اقتبس او " نقل " مسلسله من مسلسل طارق البدوى الكاتب الصاعد الذى يبحث عن ربع فرصة كما قال لنا فى حواره بجريدة الفجر – العدد الاسبوعى – ورد محرم عليه فى حواره معنا أيضا : بانه لو هناك تشابه سيكون البدوى هو الذى سرقه أولا ولكن البدوى رد عليه بالمنطق متسائلا ولماذا صمت الأستاذ الكبير على سرقتى له فقد شكوته اولا ؟!
التقرير التالى للمؤلف كرم النجار جاء أكثر تفصيلا حيث أكد وجود تشابه بين مسلسل مصطفى محرم والشاكى طارق البدوى فى تسع نقاط كاملة تفصيلا وتؤكد وجود تشابه بين المسلسلين ، الغريب ورغم تلك التقارير الحاسمة إلا ان الكاتب مصطفى محرم يعود وينفى ذلك تماما بقوله انه لا يعترف بتلك التقارير وانه ينتظر حكم القضاء فى الدعوى التى أقامها ضده طارق البدوى بل والمحرم يدعى ان البدوى هو الذى سرقه ! عموما سننتظر كلمة القضاء .
ولكن مصطفى محرم تحديدا من المؤلفين الذين قاربت منهم نار الشائعات لدجة انه احترق بها فى الكثير من الاحيان ، ورغم الادعاءات التى يواجهها كبار المؤلفين أحيانا الا ان محرم يأتى وضعه مختلفا حيث لاحقته مثلا شائعة انه ليس مؤلف فيلم " الهروب " للراحل احمد زكى وإخراج عاطف الطيب وجاء تفاصيل تلك الشائعة لتقول ان محرم كان قد كتب فيلما سيئا للغاية وسافر لاحدى الدول فقام عاطف الطيب بالاستعانة بالكاتب الكبير بشير الديك ليكتب الفيلم من البداية مع وعد منه ومن احمد زكى للديك بوضع اسمه بجانب اسم مصطفى محرم كمؤلفين للسيناريو كتقدير له حيث قام بما قام به بدافع الصداقة مع عاطف الطيب ، المهم ان بشير أعاد كتابة الفيلم ليصبح فيلما اخر غير الذى كتبه محرم وهو الذى شاهده الجمهور ولكن حينما عاد محرم من الخارج رفض وضع اسم بشير الديك بجوار وهدد بإثارة المشاكل مما وضع الراحلين عاطف الطيب واحمد زكى فى حرج أمام الديك الذى انسحب غاضبا واسفا على ما فعله محرم .
شائعة أخرى طاردت محرم فى الكثر من أعماله حيث ردد البعض ان محرم كان يكتب أفكارا جيدة ولكنه كان ضعيف للغاية فى السيناريو والحوار وهذا ما جعل الفنان نور الشريف يستعين بالممثل الموهوب عماد رشاد فى أعادة كتابة اى عمل لمحرم يقوم به الشريف مقابل دور فى المسلسل ومائة ألف جنيه حيث ان رشاد معروف بموهبته الفذة فى كتابة السيناريو والحوار .
وذكر آخرون ان محرم احيانا يقيم ورش تأليف يحصد هو ثمارها دون عناء يذكر .. وفى النهاية لا اعرف موقع تلك الشائعات من الحقيقة ولكن هذه الأقوال تتردد بقوة فى الوسط الفنى والصحفى , اكثر ما افزعنى فى تلك الأزمة هو الباطل الذى نشره البعض على جثة مؤلف صاعد بان نقابة السينمائيين انصفت محرم وهذا امر مخالف لما حدث وبين يدى القراء صور التقارير الصادرة من نقابة السينمائيين ليس دفاعا عن طارق البدوى ولكن لتحرى الصدق ونصرة الحق بقول الحق دون اى رياء .