لا أعلم ابدأ مقالي من أين، وأنا مسيحي متدين ،ولكن ما يحدث على الساحة الآن يجعلنا نقول أننا مصريين ولا فرق بيننا وكلنا تحت مظلة هذه البلد التي جمعت بين مسيحي ومسلم على أرض الكنانة . ولكن نأسف بشدة لما حدث و ما تعرض له نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا يجعلنا نحرك أقلامنا لكي نعبر عن روح المحبة التي ذكرها الله فى الإنجيل وقال "وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي ِللهِ فِينَا. اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ" (رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 16) . وأيضا "أَكْرِمُوا الْجَمِيعَ. أَحِبُّوا الإِخْوَةَ. خَافُوا اللهَ. أَكْرِمُوا الْمَلِكَ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 17). وهذه المحبة تجعلنا نقترب من بعضنا البعض، ونقف بجوار إخواننا المسلمين ،وندافع معهم عن نبيهم الذي أهانته أشخاص تريد وقوع فتنة بيننا وبينهم . ولذلك قررت أن أرد وأقف معهم فى نصرة النبي الكريم الذي تحدث عنه القرآن الكريم، وكانت رسالته واضحة للعالم دون تجريح أو اهانه للبشرية كما صوروه أعداء الله بطريقة لا تليق به . ولقد قال الله تعالى فى كتابة الكريم: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4]. فالنفس الإنسانية بصفة عامة مُكَرَّمَةٌ ومُعَظَّمَة.. وهذا الأمر على إطلاقه، وليس فيه استثناء بسبب لون أو جنس أو دين، قال تعالى في كتابه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70]. وهذا التكريم عام وشامل، وهو يلقي بظلاله على المسلمين وغير المسلمين؛ فالجميع يُحمل في البر والبحر، والجميع يُرزق من الطيبات، والجميع مُفضَّلٌ على كثيرٍ مِن خلْق الله. إن العالم -بشتى مرجعياته وعقائده- ليحتاج حقيقةً إلى هذا المعين الصافي من أخلاق النبوة، ويوم يعرف الناس هذه الأخلاق ستتغير -لا محالة- الكثير والكثير من أوضاع الأرض، وستفتح طرق واسعة للخروج من كثير من المشكلات والأزمات. تُرَى ماذا يكون تعامل قُوَّاد العالم في التاريخ والواقع مع مَنْ يدبِّرون مؤامراتٍ لقتلهم؟! وماذا سيكون ردُّ فعل هؤلاء الزعماء عند مقتل أصحابهم وأحبابهم؟!! عند القياس سيزول الالتباس!! وعند المقارنة ستتضح المفارقة!! إنه لا ينبغي لأحد من أهل الأرض -كائنًا من كان- أن يقارن أخلاقَ أحدٍ بأخلاق رسول الله ؛ فأخلاقُ عمومِ البشرِ شيءٌ، وأخلاقُ النبوةِ شيءٌ آخر تمامًا.. تتوق أحلام العقلاء من الناس أن يتعايشوا في سلام وتفاهم مع المخالفين لهم في العقيدة والجنس والأفكار، وقد تتطور هذه الأحلام والآمال فتطلب احترامًا متبادلاً بين الأطراف المختلفة، أو تطلب عدلاً في التعامل؛ فلا ظلم ولا عدوان. وقد يحلم القليل بما هو أسمى وأرقى، وهو أن يصل التعامل -ولو في موقف من المواقف- إلى درجة الألفة والإحسان؛ فتتبادل الابتسامات -وأحيانًا الهدايا- ويسود جوٌّ من الهدوء والأمان. ومن خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: 1-أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم في عهده وبعث أن يؤمن به ويتبعه ولا تمنعه نبوته أن يتابع نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم . وكل نبي أخذ العهد والميثاق على أمته أنه لو بعث محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم . والدليل قال الله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جآءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ء أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) . ومن من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم ، عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" – الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي. هذا هو الإسلام الذي لا يعرفه كثير من العالمين، وهذا هو نبي الله محمد ،ونتمنى أن تكون مصر بخير وأمان وأن يحفظ الله أبنائها مسلمين ومسحيين ونكون تحت مظلة الوحدة الوطنية ومصر الغالية .