شير دراسات أجريت فى مختلف دول العالم إلى أن الاستمرار فى سوء استخدام المضادات الحيوية على النحو السائد فى العديد من الدول سوف يؤدى إلى تدنى فاعليتها ضد الميكروبات، مما يترتب عليه عدم جدوى استخدامها فى علاج الأمراض الميكروبية، كما تفيد دراسات أخرى بأن 70% من الميكروبات التى تعيش فى المستشفيات قد اكتسبت مقاومة ضد بعض المضادات الحيوية، وأن استمرارية سوء استخدامها قد تؤدى إلى تزايد عدد المضادات الحيوية التى لا تؤثر فى الميكروبات، وحتى تكون الصورة واضحة أقول إن سوء استخدام المضادات الحيوية، أى استعمالها دون استشارة طبيب، يعد من أهم العوامل التى تؤدى إلى تحور الميكروبات تحورا جينيا يجعلها تكسب مقاومة ضد بعض المضادات الحيوية، وحتى تكون الصورة أكثر وضوحا، أقدم أهم العوامل التى يترتب عليها اكتساب الميكروبات المسببة للأمراض مناعة ضد المضاد الحيوى بحيث لايفيد فى علاج المرض، وتعزى هذه العوامل فى الغالب إلى عدم استشارة الطبيب: 1- اعتقاد بعض الناس الخاطئ بأن المضادات الحيوية تعالج الأمراض الفيروسية، مثل البرد والأنفلونزا، ولذلك فإنهم يستخدمونها بمجرد شعورهم بأعراض المرض، ولتصحيح هذا الخطأ أقول إن المضادات الحيوية تفيد فقط فى علاج الأمراض التى تسببها البكتريا وبعض أمراض الفطريات، بينما تعالج الأمراض الفيروسية بأدوية تسمى مضادات الفيروسات، وليست المضادات الحيوية. 2- الطبيب هو الذى يحدد نوع المضاد الحيوى الذى يناسب نوعية المرض، كما يحدد مقدار الجرعة وعدد مرات تناولها يوميا، وعدد الأيام المطلوبة لاستخدام الدواء. 3- استمرار المريض فى تعاطى المضاد الحيوى للمدة المقررة وفى المواعيد المحددة. 4- هناك أطعمة يؤدى تناولها مع بعض المضادات الحيوية إلى تقليل أوانعدام فاعليتها، ولذلك يجب أن يلتزم المريض بتعليمات الطبيب فيما يختص بعدم تناول غذاء معين مع الدواء. 5- تنخفض فاعلية بعض الأدوية إذا تناولها المريض مع أدوية أخرى، ولذلك فإن الطبيب يحذر من استخدام أدوية معينة مع المضاد الحيوى، وعلى المريض الالتزام بهذا التحذير حتى يتحقق العلاج. بالإضافة إلى ما سبق فإن هناك أخطارا أخرى قد تنتج عن عدم استشارة الطبيب وهى: 1- قد يحظر استخدام المضاد الحيوى فى حالة الإصابة بأمراض معينة، مثل الصرع وأمراض الكبد وبعض الأمراض الوراثية (أنيميا الفول مثلا)، والطبيب هو الذى يختار المضاد الحيوى الذى لا يترتب على استخدامه متاعب للمريض المصاب بأحد هذه الأمراض. 2- من المضادات الحيوية ما يسبب حدوث تسمم للطفل الرضيع إذا تناولت الأم الدواء فى أثناء الرضاعة، ومنها ما يكون محظور الاستخدام للأطفال حتى سن معينة، والطبيب هو الذى يحدد نوع المضاد الحيوى الذى يناسب الطفل، بحيث لا يسبب له متاعب صحية. وبعد أن اتضحت أخطار سوء استخدام المضادات الحيوية أصبح من الضرورى أن يصرف أى مضاد حيوى بموجب روشتة طبية لضمان الاستفادة القصوى منه فى علاج المرض، والطبيب هو الذى ينصح المراة الحامل أو المرضع باستخدام المضاد الحيوى الذى لايشكل خطراً على الحمل أو الجنين أوالطفل الرضيع، كما ينبغى ألايسرف المريض فى تعاطى المضاد الحيوى حتى لا تكتسب الميكروبات مقاومة ضد الدواء بحيث لايجدى استخدامه فى علاج المرض بعد ذلك. وأقترح أن تصدر وزارة الصحة والهيئات الصحية نشرات لتوعية الناس بالاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية وغيرها من الأدوية بحيث تقوم الصيدليات والمستشفيات بتوزيع هذه النشرات على المرضى وذويهم. كما أقترح أن تتضمن حملات التوعية الصحية تبصير الناس بالاستخدام الأمثل للأدوية بوجه عام والمضادات الحيوية على وجه الخصوص.