! تشير دراسات أجريت في مختلف دول العالم إلي أن الأستمرار في سوء استخدام المضادات الحيوية علي النحو السائد في العديد من الدول سوف يؤدي إلي تدني فاعليتها ضد الميكروبات, مما يترتب عليه عدم جدوي استخدامها في علاج الأمراض الميكروبية. كما تفيد دراسات أخري بأن07% من الميكروبات التي تعيش في المستشفيات قد اكتسبت مقاومة ضد بعض المضادات الحيوية, وأن استمرارية سوء استخدامها قد تؤدي إلي تزايد عدد المضادات الحيوية التي لا تؤثر في الميكروبات. وحتي تكون الصورة واضحة أقول إن سوء استخدام المضادات الحيوية أي استعمالها بدون استشارة طبيب يعد من أهم العوامل التي تؤدي إلي تحور الميكروبات تحورا جينيا يجعلها تكتسب مقاومة ضد بعض المضادات الحيوية.. وحتي تكون الصورة أكثر وضوحا, أقدم أهم العوامل التي يترتب عليها اكتساب الميكروبات المسببة للأمراض مناعة ضد المضاد الحيوي بحيث لا يفيد في علاج المرض, وتغري هذه العوامل في الغالب إلي عدم استشارة الطبيب: اعتقاد بعض الناس الخاطئ بأن المضادات الحيوية تعالج الأمراض الفيروسية, مثل البرد والإنفلونزا, ولذلك فإنهم يستخدمونها بمجرد شعورهم بأعراض المرض, ولتصحيح هذا الخطأ أقول إن المضادات الحيوية تفيد فقط في علاج الأمراض التي تسببها البكتريا وبعض أمراض الفطريات, بينما تعالج الأمراض الفيروسية بأدوية تسمي مضادات الفيروسات, وليست المضادات الحيوية. الطبيب هو الذي يحدد نوع المضاد الحيوي الذي يناسب حالة المريض, كما يحدد مقدار الجرعة وعدد مرات تناولها يوميا, وعدد الأيام المطلوبة لإستخدام الدواء. استمرار المريض في تعاطي المضاد الحيوي للمدة المقررة وفي المواعيد المحددة. هناك أطعمة يؤدي تناولها مع بعض المضادات الحيوية إلي تقليل أو انعدام فاعليتها, ولذلك يجب أن يلتزم المريض بتعليمات الطبيب فيما يختص بعدم تناول غذاء معين مع الدواء. تنخفض فاعلية بعض الأدوية إذا تناولها المريض مع أدوية أخري, ولذلك فإن الطبيب يحذر من استخدام أدوية معينة مع المضاد الحيوي, وعلي المريض الالتزام بهذا التحذير حتي يتحقق العلاج. بالإضافة إلي ما سبق فإن هناك أخطارا أخري قد تنتج عن عدم استشارة الطبيب وهي: قد يحظر استخدام المضاد الحيوي في حالة الإصابة بأمراض معينة, مثل الصرع وأمراض الكبد وتحليله وبعض الأمراض الوراثية( أنيميا الفول مثلا), والطبيب هو الذي يختار المضاد الحيوي الذي لا يترتب علي استخدامه متاعب للمريض المصاب بأحد هذه الأمراض. من المضادات الحيوية ما يسبب حدوث تسمم للطفل الرضيع إذا تناولت الأم الدواء في أثناء الرضاعة, ومنها ما يكون محظور الاستخدام للأطفال حتي سن معينة, والطبيب هو الذي يحدد نوع المضاد الحيوي الذي يناسب الطفل, بحيث لا يسبب له متاعب صحية. وبعد أن اتضحت أخطار سوء استخدام المضادات الحيوية أصبح من الضروري أن تصرف بموجب روشتة طبية لضمان الاستفادة القصوي منها في علاج المرض, ولتجنب الأضرار التي قد تصيب المرضي أو الأجنة أو الأطفال, وكي لا تكتسب الميكروبات مقاومة ضد المضاد الحيوي, كما اقترح أن تصدر وزارة الصحة نشرات لتوعية الناس بالاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية وغيرها من المجموعات الدوائية, بحيث تقوم الصيدليات والمستشفيات بتوزيع هذه النشرات, كما اقترح أن تكون توعية الناس بالاستخدام الأمثل للدواء, وبخاصة المضادات الحيوية, ضمن حملات التوعية الصحية. د. عزالدين الدنشاري