رحيل منى الشاذلى عن دريم ، يفتح ملف مهم للغاية ، وهو لماذا تتخصص إدارة قنوات دريم بالتضحية بمن صنعوا إسمها، لتنتهى دائماً علاقتها بإعلاميها بصورة مخجلة ! قبل عشر سنوات ،إستطاعت هالة سرحان ان تجعل من قناة دريم ، القناة الأولى بالوطن العربى ، صنعت وقتها توليفة عبقرية من ابراهيم عيسى ومجدى مهنا ومحمود سعد ، عمرو خفاجى ، لتجعل القناة تقف على اعمدة صحفية ،تحقق لها النجاح والإنتشار ، وبمنتهى السهولة قررت إدارة القناة التضحية بهالة سرحان وإذاعة خبر أيقاف جميع برامجها على شاشة القناة مع إحتفاظها بعملها الإدارى ، كنوع من إرضاء السلطة وقتها ، بعد أن فجرت هالة سرحان قضية التوريث بعد عرضها لندوة الاستاذ هيكل الشهيرة بالجامعة الأمريكية عام 2003 ، ليتحدث خلالها الكاتب الكبير لأول مرة عن فكرة مشروع التوريث، هالة قامت بعرض الندوة ثلاث مرات متتالية ، وقبل أن تظهر على الهواء جاءها تليفون من صفوت الشريف ، يامرها بعدم تقديم الحلقة ، والتوجه لمكتبه صباح اليوم التالى ، ليهددها بأنها ستدفع ثمن الهجوم على الرئاسة وعائلة الرئيس ، وبعدها مباشرة نشرت جريدة الوفد عنوانها بالصفحة الأولى " فضيحة هالة سرحان والعادة السرية " بعد أن ركزت الصحيفة على حلقة قديمة لهالة عرضتها القناة ، كانت تناقش موضوع البطالة وتحدث ضيوف الحلقة من الأطباء النفسيين عن أن البطالة تذهب الشباب عموماً للأدمان والضياع وإدمان العادة السرية والتحرش، لعدم قدرتهم على الزواج ، قبلها كانت هالة سرحان قد سافرت للندن لتسجل حلقات عن "كيف تصنع إرهابى " مع معدها الرئيسى فى برنامجها السياسى "الحقيقة" والذى تركته للأبراشى ليقدمه بعدها ، هالة قابلت فى لندن كل المجموعة الأرهابية المصرية ، ومنهم ابو حمزة المصرى ، الذى قال لها نصاً "سنأتى الغرب من الغيم" ، وتوقفت هالة سرحان امام الكلمة ولم تدرك معناها الا بعد احداث 11 سبتمبر ، ولو كانت إدارة دريم أذاعت الحلقة لانتبه اى جهاز أمنى لكلام ابو حمزة ، ولكن بعد عودة هالة من لندن ، فوجئت باختفاء شرائط الحلقات من دريم ، وعندما سألت عنها ، الجميع أنكر علمه بالأمر ، وفى النهاية رحلت هالة سرحان وقامت قناة دريم بمقاضاتها بعد كل ما قدمته للقناة من نجاح وشهرة وإنتشار.
ليست هالة وحدها التى وضعتها إدارة دريم على مذبحها ، فبعد ان نجح برنامج محمود سعد الأول "على ورق" ، طلب من إدارة دريم زيادة اجره فى الحلقة ليصل الى 3000 جنيه بدلاً من 2000 جنيه ، ولكن الإدارة رفضت ووبخت سعد واعتبرت مطلبه إهانة لها لتعرفه بأنها هى من أعطته الفرصة ليظهر على الشاشة ، وقرر سعد الرحيل دون ان يعرف وجهته المقبلة ، لتلتقطه قناة mbc ويتحول بعدها سعد لغول إعلانات ندمت دريم على تفريطها فيه ، وهى نفس الفعلة التى قامت بها إدارة القناة مع الكابتن احمد شوبير، والذى كان برنامجه الرياضى اليومى على شاشة القناة ، اهم برنامج رياضى يومى في الفضائيات ، حيث جلب للقناة ملايين الجنيهات بفضل حجم الاعلانات التى اجتذبها البرنامج ، وعندما طالب شوبير ، بزيادة اجره عند تجديد تعاقده مع المحطة ، رفض العضو المنتدب للقناة "اسامة عز الدين"، معتقداً أنه يدير مصنع من مصانع دكتور بهجت وليست قناة فضائية ، فرحل شوبير وخسرت دريم صاحب أقوى برنامج رياضى فى مصر وقتها ، وحتى الأن لم تعوض دريم غياب شوبير ، ليظل اسم اسامة عز الدين مرتبطا برحيل نجوم القناة ، فتقرر أنجى على مغادرة المحطة ، بعد أن رسم اسامة عز الدين خطة تطفيشها ، لتصعد نادية حسنى كبديلة لها ، ورغم ان انجى على وبإسمها فقط ، جلبت لبرنامجها نجوم مصر والوطن العربى وبدون أى مقابل مادى ، قرر اسامة عز الدين التخلص منها ليرضى نادية حسنى ، ليصنع منها نجمة تليفزيونية ! ، حتى الاعلامى حافظ المرازى ، لم يسلم من ندالة إدارة قناة دريم ، فبعد ان قام المرازى بإستضافة مجدى الجلاد ، ومناقشته ، فى علاقته بجمال مبارك ،ورأيه السابق بانه الأصلح لقيادة مصر ، تخلت القناة عن حافظ المرازى بعد أن تبنى احد الصحفيين حملة ضده ،لتجرأه على مجدى الجلاد ، وقررت حذف الجزء الذى تناول فيه المرازى علاقة مجدى الجلاد بالحزب الوطنى وبجمال مبارك ، فى موقف لا يوصف إلا بالندالة ، فاتخذ اسامة عز الدين قرارا بحذف الحلقة ، وكان المرازى وقتها بالولايات المتحدةالامريكية !! ولا اعرف كيف احتمل المرازى ، ان يكمل داخل قناة وضعته فى هذا الموقف ! ، ثم يأتى الدور على دينا عبدالرحمن ، الوجه المبشر والمثقف بقناة دريم ، والتى حملت رقبتها على كفيها وقت إندلاع ثورة ناير ، وصنعت من برنامج "صباح دريم" منبر للثورة لرصد طغيان النظام السابق، وبمجرد ان اصطدمت دينا بأحد جنرالات الجيش ، تخلت عنها دريم حفاظاً على مصالحها وخوفاً من نفوذ المجلس العسكرى ، رغم ان إدارة دريم تردد دائماً بأنها القناة الوحيدة التى كانت تنتقد النظام الماضى وتقف فى وجهه !! ، وقبل دينا عبدالرحمن بسنوات طويلة قرر حمدى قنديل مغادرة القناة ، بعد التضيق على برنامجه "قلم رصاص"، وشعوره بأن إدارة دريم لا تحتمل نقده للنظام ، فرحل فى هدوء دون أن تحاول حتى إدارة دريم تكريمه او الأحتفاء باحد الاسماء التى منحت القناة قوة وجرأة. دريم تعودت على ان تخذل نجومها وتضحى بهم فى أول منعطف ، فدكتور احمد بهجت كما قال كل من تعاونوا معه وفى مقدمتهم هالة سرحان رجل محترم ، وجرئ ، ولكننى أرى ان ما يعيب الدكتور بهجت أنه يعطى إذنيه لصديقه اسامة عز الدين ومنحه صلاحيات لا تتماشى مع خبراته بالعمل الإعلامى ، فالرجل تعرض لصدمة عندما وجد نفسه جالساً وجها لوجه امام هالة سرحان ، ومنى الشاذلى ، ودينا عبدالرحمن ، وهبة مندور ، وانجى على ، فكان يحاول أن يظهر أمامهم كأنه الكل فى الكل داخل القناة ، وكل ما أخشاه أن يأتى اليوم على الدكتور بهجت ، ليجد نفسه وحيداً داخل مكتبه بدريم برفقة اسامة عز الدين ونادية حسنى ، لتنتهى قصة قناة كانت في يوم من الأيام الأولى فى مصر والوطن العربى !