نفي الفريق رضا حافظ وزير الإنتاج الحربي،و قائد القوات الجوية السابق ، الشائعات التي اثيرت خلال الفترة الماضية عن عقد اتفاق بين الرئيس " محمد مرسي " والمجلس العسكري بشأن إحالة أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة للتقاعد، قائلاً: " لم نعلم عن قرارات الرئيس بإحالتنا للتقاعد إلا من التلفزيون ". وأضاف خلال حوار ببرنامج " الحياة اليوم " بقناة الحياة : " المجلس العسكري قام بعقد اجتماع صباح يوم إحالة أعضائه للتقاعد، ولم يكن هناك أي دلائل من جانب أي شخص على قرارات الرئيس ".
وأشار إلي أن أعضاء المجلس العسكري يتمتعون بقدر كبير من النزاهة، قائلاً: " لم يفكر أحد من المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الانقلاب على قرارات الرئيس أو حتى عدم أطاعتها ".
وشدد حافظ علي أن الرئيس محمد مرسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة حتى وأن لم ينص الإعلان الدستوري المكمل على ذلك صراحة ، قاطعاً بذلك الشك الذي يساور البعض من أن الدستوري المكمل لم يعطي حق قيادة المجلس للرئيس مرسي لأنه شخص مدني .
وقال أنه يرى وغيره من العسكريين أن المناورة السياسية تختلف تماماً عن المناورة العسكرية، وأن العسكري ظُلم عندما وجد نفسه يدخل في اللعبة السياسية، متابعاً "على الرغم من ذلك سعى المجلس بكل جدية علي حفظ مصر من حمامات الدم .
وأضاف : "على الرغم من السلبيات التي قيلت في حق المجلس العسكري، إلا أنه كان يهدف للحفاظ على البلد من الوقوع في غمار الحرب الأهلية، لافتاً إلي أن أي ثورة في العالم لابد أن يحدث فيها تجاوزات لأنها تكون ناتجة عن مجموعة من الضغوط التي كان يتعرض لها الشعب .
وأوضح وزير الدولة للإنتاج الحربي أن أي خطأ وقع فيه المجلس العسكري كان غير مقصود، ومع ذلك أعترف بتحملنا كمجلس المسئولية، ولكن المحاسبة تكون فقط في حالة التعمد في الأضرار بمصر .
وفسر البعد بين عقلية أعضاء المجلس العسكري والشعب، قائلاً : "طبيعة حياة العسكريين تجعلهم منفصلين عن حياة الناس، لذلك فنحن كنا نعلم عقليتهم بشكل بسيط , وعندما دخلنا في الأمور السياسية وجدنا صعوبة حتى نستطيع فهم عقلية ونفسية الشعب، على الرغم من الإهانة الكبيرة التي تعرضنا لها".
وعاد الفريق رضا حافظ ليتذكر أيام ثورة 25 يناير وما ترتب عليها من قرارات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، معبراً أنه شخصياً توقع أن يحدث شيء كبير في البلد قبل ثورة 25 يناير، قائلاً: "نحن لدينا أهل وأصدقاء شعرنا بمدى ضيقهم من الظروف التي تعيش بها الدولة".
وأكد حافظ أنه لم تكن هناك أي نية من جانب أعضاء المجلس العسكري عند نزول الجيش إلى الشارع خلال ثورة يناير وبعدها في ضرب الشعب أو توجيه السلاح ضده، قائلاً : " لم يكن هناك أي تفكير ولو قليلاً من قادة القوات المسلحة بتوجيه السلاح نحو الشعب، ولم نكتفي بذلك بل أصدرنا تعليمات لجميع الوحدات بعدم إطلاق النار على أحد".
وعن الإتهامات الموجهة لهم بالوقوف مع الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ضد الشعب، قال : " لم يساورنا الشك أبداً في الوقوف مع الشعب، فنحن نظرنا إلى تاريخ الجيش وعلمنا أنه لن تستطيع يد القوات المسلحة أن تقترب من الشعب , و لم يكن هناك بديل أمامنا ".
وأوضح الفريق حافظ أن أعداء مصر متواجدون في الداخل والخارج، وكانت هناك مخاطر من داخل البلد ومن خارجها تحيط بالثورة وتهدها، ولكن المجلس العسكري بذل جهد كبير لحماية الدولة وعدم أخذها لمنجرف أخر مثل سوريا .
وعن المرحلة المقبلة ، أكد حافظ أنها مرحلة غاية في الصعوبة، فهناك مخاطر تهدد مصر كأحداث سيناء، لذلك علينا توحيد صفوفنا لمواجهتها، بالإضافة عن ضرورة التفكير الهادئ لحل جميع مشكلاتنا.