أوردت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية خبرًا بعنوان "التوقف الرمزي للرئيس المصري في إيران"، أشارت فيه إلى أن زيارة الرئيس محمد مرسي إلى إيران تعد الأولى منذ بداية الثورة الإيرانية في عام 1979. واعتبرت أنه من خلال توجهه إلى طهران اليوم الخميس في إطار قمة دول عدم الانحياز، يفتح محمد مرسي "ثغرة في جدار الجليد" الذي يفصل بلاده عن إيران منذ استيلاء آيات الله على الحكم. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن ياسر علي، المتحدث باسم الرئيس محمد مرسي، حاول التقليل من هذه الزيارة موضحًا أنه "توقف لساعات قليلة" وأن هذه الزيارة مخصصة فقط لتسليم إيران رئاسة حركة عدم الانحياز. وشدد على أنه لا يوجد موضوع آخر من المتوقع طرحه، وقضى بذلك على الأمل الذي أعرب عنه وزير الخارجية الإيراني في استعادة العلاقات بين القاهرةوطهران.
وأوضح مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية: ""مهما يقولون، فإننا لا نستطيع تجاهل البعد الرمزي لهذه الزيارة". واعتبر اللباد أن "قيام مرسي بالتوجه شخصياً إلى طهران يعد شكلًا من أشكال التقارب. وخلاف ذلك، فإن كان يستطيع إرسال وزير خارجيته".
ويرى مصطفى اللباد أن "الرئيس المصري الجديد لديه أسبابه في الرغبة في البقاء حذرًا". وأشار إلى أن مرسي يرغب في تقديم بعض المرونة مع إيران، متجنبًا الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يحتاج إليها من أجل انتعاش الاقتصاد المصري والتي فرضت حملة عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي. فالجيش المصري يحصل على مساعدات أمريكية تصل إلى 1,3 مليار دولار سنوياً. وأضاف أن التقارب الملحوظ مع إيران الشيعية قد يغضب أيضًا المملكة العربية السعودية السنية التي تعد في منافسة سياسية ودينية مع طهران.
وشددت الصحيفة الفرنسية على أنه من الصعب تجاهل إيران، حيث أوضح مصطفى اللباد أن ذلك سيكون متناقضًا مع الدبلوماسية المصرية الجديدة التي تعهدت بعدم استكمال السياسة المتبعة في عصر مبارك والحوار مع العالم بأسره.
ولم يتنظر الرئيس محمد مرسي – الحالم بدور الوسيط الإقليمي على حد وصف الصحيفة الفرنسية – التوجه إلى طهران من أجل الحديث عن الملف السوري الشائك. فقد تم دعوة طهران – حليفة بشار الأسد – للانضمام إلى لجنة رباعية إقليمية بمبادرة من القاهرة من أجل مناقشة الأزمة السورية جنبًا إلى جانب مع مصر وتركيا والسعودية. وأوضح ياسر علي أنه "إذا نجحت هذه المجموعة، ستكون إيران جزءاً من الحل وليس المشكلة".