تساءلت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم الثلاثاء عن جدية رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو فى ضرب ايران حيث يمارس دورا سياسيا متوازنا ومعقدا فى نفس الوقت داخل اسرائيل والولاياتالمتحدة . وذكرت الصحيفة أنه من الصعب معرفة إن كان نتنياهو جادا في تهديداته بضرب إيران أم أن تصريحاته النارية هدفها الترويع فقط كما عليه تهيئة شعبه لهجوم احادى الجانب عن توجيه انتقادات حادة ضد الرئيس شيمون بيريز عندما تجرأ وقال علنا انه ينبغى على اسرائيل أن تتحرك بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة. وأوضحت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها الالكترونى بإن هناك عاملا مهما في موضوع القرار المحتمل لنتنياهو وهو معارضة الكثير من الشخصيات السياسية لضرب إيران وعلى رأسها الرئيس شيمون بيريز والشخصيات الأمنية وفي مقدمتها رؤساء سابقون لأجهزة الموساد والشين بيت والشخصيات العسكرية ويمثلها رئيس الأركان بيني غانتز باستثناء وزير الدفاع ايهود باراك . وأشارت الصحيفة الى أن هذه المواقف المعارضة للهجوم تعرض سجل نتنياهو للخطركرئيس للوزراء وانه ذاهب الى تجاهل وجهة نظرهم متمسكا بقوة بأن فوائد الضربة تفوق كثيرا المخاطر . ولكن المشكلة مع نظرية "عدم الجدية" -نوهت الصحيفة استنادا إلى قول الكاتب الإسرائيلي ديفيد جروسمان- أن نتنياهو يعتقد بأن رسالته في الحياة هي منع إيران من إنتاج قنبلة نووية .أما المشكلة الأخرى فهي هل سيجازف نتنياهو بإمكانية فقدان مصداقيته إذا تراجع عن ضرب إيران؟ ولفتت الصحيفة الى انه إذا كان نتنياهو جادا فى ضرب ايران فإن احتمال توقيت الضربة قبل الانتخابات الأمريكية قد يكون منطلقا من أن إسرائيل لا تملك قنابل قادرة على الوصول إلى منشآت نووية إيرانية تحت الأرض والتى يصفها الرئيس الامريكى باراك أوباما بانها منطقة محصنة ، وبالتالي فسوف تحتاج إلى أن تزودها بها الولاياتالمتحدة. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول باراك أوباما قد يضطر في خضم حملته الانتخابية إلى دعم خيار نتنياهو بتوجيه الضربة، حتى ولو لم يكن مقتنعا تماما بصواب ذلك.