هذه دمشق وهذه الكأس والراح .. أني أحب وبعض الحب ذباح
أنا الدمشقي لو شرحتموا جسدي .. لسال منه عناقيد وتفح
ولو فتحتم شراييني بمديتكم .. سمعتموا في دمي أصوات من راحو
بتلك الكلمات وصف الشاعر نزار قبانى سوريا، تلك الدولة العربية الشقيقة التى لا تبعد عنا سوى بضع كيلو مترات تفصلنا عنها ولأنها الآن تستقبل عهدا جديد بعد بشار الذى على وشك السقوط فالطريق اليه ملئ بالدماء.
بدأت سوريا ثورتها فى 15 مارس 2011 يوم الثلاثاء عندما تظاهر العشرات أما الجامع الأموى وفرقتهم قوات الأمن وتوالت المظاهرات فى اليوم التالى حتى كان يوم 18 مارس فى يوم الجمعة شهدت المظاهرات امتداد من درعا وحمص ودمشق وخرج الالاف من المساجد الامر الذى جعل قوات الأمن تتعامل بعنف شديد أسفر عن سقوط 150 قتيلا فى هذا اليوم وحده واستمرت المظاهرات فى جمعة 25 مارس واستمر نزيف الدماء فى سوريا.
وكان يوم 25 أبريل من الأيام الفاصلة فى تاريخ سوريا حين شارك الجيش فى عمليات القمع بقيادة وزير الدفاع المقتول دواد راجحة واستمرت القوات تدك حمص ودرعا وريف دمشق مما اعاد الى الاذهان مذبحة حماة التى قام بها الراحل حافظ الاسد ضد الاخوان المسلمين فى العهد المنصرم.
شهد يوم 18 اغسطس تحولا كبيرا من المجتمع الدولى الذى انتقد نظام الأسد بعد شهور طويلة وطالبت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا نظام الاسد بالتنحى بعد فقد شرعيته وعلى النقيض استخدمت روسيا والصين حق الاعتراض مما جعل مجلس الامن يده مغلولة لا يصدر شيئا اضافة الى دعم ايران الواضح لنظام الأسد.
لم يتخلى بشار عن منصبه بل كل ما فعله هو تشكيل حكومة واعادة هيكلة التشريعات الامر الذى لم يرضى الثوار معتبرين تلك الخطوات ماهى إلا للتهدئة فقط.
وتعتبر ثورة سوريا من أكثر الثورات التى زهقت بسببها أراوح فبحس المرصد السورى لحقوق الانسان فقد فقدت سوريا ثمانية الاف شخص بينهم 590 طفلاً حتى فبراير من عام 2012 وتوقع بتضاعف الاعداد خلال تلك المدة.
وبدأت الانشقاقات السورية تحدث فى الجيش السورى كثيراً إضافة إلى العمليات التى قامت بها المعارضة السورية هى اغتيال داود راجحة وزير الدفاع السورى واغتيال عدد من القادة الاخرين فيما عمليه اعتبرها البعض الانذار الاخير لسقوط نظام الأسد.
تشهد سوريا العديد من الانقسامات داخلها خاصة ان بها العديد من الطوائف وان من يحكمها من الطائفة العلوية فهل سوريا قابلة للتقسيم وهل هناك تقسيم فعلا يتم ونحن لا ندرى وما موقف مصر من أمنها القومى فى حالة تلك السناريوهات هذا ما سنعرفه فى الحلقة القادمة.