فور إصدار محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد قرار تأجيل نظر قضية مذبحة بورسعيد والمتهم فيها 73 متهما بقتل 74 شخصا وإصابة آخرين أثناء مباراة الدوري بين فريقي النادي المصري والنادي الأهلي بإستاد بورسعيد إلى جلسة غداً نظرا للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد ونبهت على النيابة العامة احضار المتهمين من محبسهم لسماع مرافعة النيابة العامة .. صرخت احدى السيدات من أهالي الشهداء بعدما علمت بقرار المحكمة بتاجيل القضية واخذت تبكى قائلة حرام عليكوا احنا مش عارفين ننام ودم ولادنا لسه صاحى ولم نشعر بشهر رمضان ولم نذق حلاوة العيد الذى مر علينا لاول مرة بدون ابناءنا ونريد القصاص لدماء ابناءنا الذى راح غدرا .. شهدت اولى جلسات المحاكمة بعد اجازة عيد الفطر المبارك حالة من الهدوء النسبى وغياب واضح للقيادات الامنيه التى انشغلت بتامين القاهرة الكبرى وميدان التحرير وقصر الاتحادية تحسبا لوقوع ايه اشتباكات وحالات شغب فى مظاهرات 24 و25 اغسطس ولم يتم فرض الحراسة الامنيه المشددة كالمعتاد .
ولم يحضر احد من المتهمين من محبسهم فى الصباح الباكر ولم يحضر احد من اهالى المتهمين بينما حضر بعض اهالى الشهداء مرتدين الملابس السوداء رافضين ارتداء ملابس العيد الملونة الا بعد القصاص لدماء ابناءهم الشهداء
وبدات وقائع الجلسة فى تمام الساعة الحادية عشر الا ربع ولم تعتلى المحكمة منصة القضاء وقام سكرتير المحكمة باخبار الحاضرين بقرار المحكمة بتاجيل القضية لجلسة غداً الأحد الموافق 26 أغسطس 2012
وكان من المقرار ان تستمع المحكمة الى مرافعة النيابة العامة ثم تستمع الى مرافعة المدعيين بالحق المدني وستكون الجلسات متعاقبة لحين الأنتهاء من المرافعة ..
كانت المحكمة برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد قد استجابت لجميع طلبات الدفاع الحاضر عن المتهمين وصرحت لهم بالحصول على ما ارادوا من مستندات وامرت بتشكيل لجنة فنية وضعت تقريرها حول الحادث والاشرطة المحرزة فى القضية كما شاهدت المحكمة فى الجلسات الماضية مقاطع الفيديو المقدمة من النيابة العامة والمدعين بالحق المدنى ودفاع المتهمين والتى صورت المجزرة اكثر من مرة حتى تتضح الحقيقة .
واستمعت الى شهود الاثبات وشهود النفى التى طلبهم الدفاع على مدار اكثر من 15 جلسة لم تكل فيها المحكمة من سماعهم كما انتقلت المحكمة بنفسها بكامل هيئتها و ورئيس النيابة العامة الى استاد بورسعيد مكان الحادث الاليم وتفقدوا الاستاد وغرف الاعبين وغرف التحكم و المدرجات بعد ان شاهدت الممر الذى شهد عدد كبير من الوفيات نتيجه التكدث والتدافع و سقوط البوابة التى تم غلقها باستخدام الللحام عقب المبارة وبعدها تم معاينه البوابة والمكان خارج الاستاد الذى تم القاء جماهير النادى الاهلى من اعلى المدرج وقامت بقياس السور الخلفى للمدرج الشرقى وسئل مدير هيئة الاستاد عن المسافه الفاصلة بين المدرج الغربى الذى نزل منه جماهير المصرى و بين المدرج الشرقى فرد مدير هيئة الاستاد ان المسافة عبارة عن 110 متر و هى طول الملعب الاخضر بالاضافة الى 100 متر اخرى هى عبارة عن التراك الاحمر و3 متر هى المسافه الفاصلة بين البوابات التى تبلغ عددها 6 المؤدية الى المدرج وبين اول مشجع فى مقاعد النادى الاهلى و سألة رئيس المحكمة عن الاضواء داخل الاستاد فاجاب مدير الاستاد الى وجود الفنار بجانب الاستاد وهو ما اتاح وجود انارة على الرغم من قطع التيار عن الكشافات داخل الاستاد .
وطلب رئيس المحكمة من مدير الإستاد معاينة أماكن وجود الاحتياطى للناديين الاهلى والمصرى و المقصورة و غرفة اللاعبين وتوجه رئيس المحكمة الى غرفة اللاعبين عبر الممر و قام بمعاينتها و الطريق المؤدى اليها على الرغم من انقطاع الكهرباء عن الاستاد كما قام بمعاينه وفض احراز غرقه التحكم الخاصة باللوحة الالكترونية والاذاعة الداخلية وتشغيل كاميرات المراقبة و هى حجرة صغيرة مطله على الاستاد ثم توجه الى غرفة التحكم الخاصة بالكهرباء والتى تم من خلالها قطع الكهرباء عن الاستاد ثم توجه رئيس المحكمة الى المقصورة الرئيسية للاستاد وطلب الجلوس بها لمعاينه المشهد بالكامل داخل الاستاد بعدها توجه الى المكان المخصص لرابطه مشجعى النادى المصر وهى غرفه مفتوحة خلف المدرج الغربي .
وحددت جلسة اليوم لسماع المرافعة التى تبدا بالنيابة العامة ثم المدعين بالحق المدنى واخيرا الدفاع الحاضر عن المتهمين وستستمع المحكمة بعد انتهاء المرافعات الى دفاع المتهمين عن انفسهم لتغلق بعدها باب المرافعة نهائيا وتحجز القضية للنطق بالحكم .