اكد التلفزيون الرسمي السوري السبت ان نائب الرئيس فاروق الشرع "لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانت"، نافيا بذلك معلومات تداولتها وسائل اعلام عدة عن ان انشقاقه وفراره الى الاردن. وبث التلفزيون في خبر عاجل بيانا صادرا عن مكتب نائب رئيس الجمهورية جاء فيه ان "فاروق الشرع لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانت"، مضيفا انه "كان منذ بداية الازمة يعمل مع مختلف الاطراف على وقف نزيف الدماء بهدف الدخول الى عملية سياسية في اطار حوار شامل لانجاز مصالحة وطنية".
ورحب الشرع بتعيين الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة الى سوريا، وذلك بحسب بيان اصدره مكتبه واذاعه التلفزيون الرسمي.
وجاء في البيان ان "الشرع يرحب بتعيين الاخضر الابراهيمي ويؤيد تمسكه بالحصول على موقف موحد من مجلس الامن لانجاز مهمته الصعبة من دون عوائق".
من جهة أخرى رحبت روسيا السبت بتعيين الاخضر الابراهيمي وسيطا دوليا في سوريا واعلنت انها تتوقع منه العمل على اساس خطة السلام التي اعدها المبعوث السابق كوفي انان واتفاق جنيف حول مبادىء الانتقال السياسي في هذا البلد.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نتوقع ان يستند الاخضر الابراهيمي في عمله على اساس خارطة الطريق للتسوية في سوريا وهي خطة السلام التي اعدها كوفي انان وبيان اللقاء الذي اصدرته في يونيو ,مجموعة العمل حول سوريا في جنيف وكذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن الدولي".
كما رحبت بكين السبت بتعيين الاخضر الابراهيمي مؤكدة رغبتها ب"التعاون" معه ودعمه في مهمته لانهاء النزاع الدموي الدائر في هذا البلد.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان "الصين ستدعم وستتعاون بشكل ايجابي مع جهود الابراهيمي في وساطته السياسية".
وبكين، الحليف التقليدي لدمشق، لا توافق الغرب رؤيته للطريقة الواجب اتباعها لحل النزاع المسلح في سوريا الذي بدأ في منتصف مارس 2011 انتفاضة شعبية سلمية ضد الرئيس بشار الاسد.
ووصفت الخارجية الصينية في بيانها الابراهيمي بانه "صاحب خبرة دبلوماسية غنية والشخص المناسب لهذا المنصب".
واضاف البيان ان بكين تأمل ان يحاول الابراهيمي التوصل الى "حل سلمي عادل ومناسب" للنزاع في سوريا يبدأ بوقف لاطلاق النار من جميع الاطراف "في اسرع وقت ممكن".
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة تعيين الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة والجامعة العربية في الازمة السورية خلفا لكوفي انان الذي استقال في 2 اغسطس الجاري منتقدا عدم تمتع مهمته بدعم دولي كاف.
من جهته أعلن الابراهيمي، انه ليس واثقا تماما حيال فرص انهاء النزاع في سوريا، لكنه اكد في الوقت نفسه انه ورغم كل شي متسلح بالامل
وردا على سؤال لمحطة التلفزيون الفرنسية "فرانس 24" لمعرفة ما اذا كان واثقا من امكانية وضع حد للحرب في سوريا، قال الابراهيمي "لا، لست واثقا".
واضاف "ما انا واثق منه هو اني ساقوم بكل ما استطيع، سأبذل فعلا جهدي".
وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" قال "ربما افشل ولكن احيانا يسعفنا الحظ ونتقدم".
واضاف "امل ان يتعاون السوريون منذ البداية وان تدعمني الاسرة الدولية ايضا"، مكررا ما قاله سلفه كوفي انان الذي كان يطالب بجبهة موحدة في مجلس الامن لاقناع الرئيس بشار الاسد بوضع حد للنزاع.
واعلن الابراهيمي انه سيتوجه قريبا الى نيويورك للقاء اعضاء مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وقال الابراهيمي ايضا "طلبوا مني القيام بهذا العمل ولكن في حال لم يقدموا لي الدعم فان هذا العمل لن يكون موجودا اذن انا متلهف للنقاش معهم".
واضاف "هم منقسمون ولكن بامكانهم بالتأكيد ان يجدوا ارضية تفاهم".
وفي تصريح لصحيفة النهار اللبنانية نشر السبت قال الابراهيمي، الذي كان مبعوثا للجنة الثلاثية العربية الى لبنان في اواخر فترة الحرب الاهلية (1975-1990) انه عندما كان وسيطا لانهاء الحرب في لبنان، "لم تكن امكانات النجاح فيه آنذاك أكبر مما هي الآن" في سوريا.
وقال الابراهيمي "عندما ذهبت الى لبنان، لم تكن امكانات النجاح أكبر مما هي الآن. وواحدنا يجب أن يقبل الفشل إذا كان مكتوبا له الفشل، معليش فليأت غيري من بعدي وينجح ، مؤكدا انه "متسلح بالأمل" على رغم كل شيء.
وردا على سؤال للصحيفة عمن اعطاه هذا الامل، اجاب "لا أحد ولا أي شيء سوى أن الأممالمتحدة وأيضا جامعة الدول العربية لا يمكن أن تتركا سوريا من دون محاولة، مهما كانت الظروف صعبة وامكانات النجاح متواضعة".
وشدد مبعوث الاممالمتحدة على انه يريد ان يرى "أين توقف كوفي أنان" والاستفادة "من الدرس الكبير الذي سمعناه منه عند استقالته، أي الأسباب التي دفعته الى الإستقالة، وأهمها أن تأييد الاناس الذين عينوه لم يكن في المستوى المقبول"، مؤكدا انه يريد "دعما قويا وحقيقيا" من مجلس الامن.
ولكن المبعوث الجديد اكد ان الدعم القوي لا يعني بالضرورة قرارا تحت الفصل السابع لميثاق الاممالمتحدة الذي يجيز فرض عقوبات وصولا الى السماح باستخدام القوة.
وقال ان صدور قرار تحت الفصل السابع او عدمه هو "أمر ثانوي. المهم هو وجود تأييد حقيقي وقوي من مجلس الأمن، ومن المجتمع الدولي بشكل عام، ومن الدول العربية من دون أي شك أيضا".
ولهذه الغاية سيجتمع الابراهيمي في نيويورك الاسبوع المقبل مع الامين العام للامم المتحدة ومندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن.
وأضاف انه سيتوجه من نيويورك الى القاهرة لعقد اجتماعات عدة أبرزها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مشيرا الى انه يعود الى الجامعة العربية ان تقرر ما اذا كان نائبه سيبقى الفلسطيني ناصر القدوة، الذي كان نائبا لانان، ام انها ستختار بديلا عنه.