عبر فريق وكالة الأناضول للأنباء نهر ناف الفاصل بين بنغلاديش وميانمار خلسة على متن قارب ليلًا وصور مأساة مسلمي الروهينغيا الفارين من أحداث العنف في ميانمار. ويسلك مسلمو الروهينغيا طريقًا محفوفًا بالمخاطر إلى بنغلاديش سعيًا للنجاة بأطفالهم وأرواحهم من العنف الذي يستهدفهم في بلادهم حيث يترك العشرات منهم كل ما يملكونه من حطام الدنيا ويعبرون نهر ناف للوصول إلى بنغلاديش.
ولا يعد عبور النهر العريض المتموج الذي يصب في المحيط الهندي بقوراب صغيرة نزهة جميلة بل رحلة خطيرة ربما تنتهي بعودة قسرية إلى ميانمار في حال وقوع اللاجئين الفارين في قبضة السلطات البنغالية.
"انطلقنا مع أدلتنا المحليين من مسلمي الروهينغيا الذين يقيمون في بنغلاديش" والكلام لمراسل وكالة الأناضول ،"من أجل تصوير رحلة اللاجئين المسلمين الخطيرة إلى بنغلاديش". وتابع" نزلنا من العربات بعد مسيرة 3 ساعات في منطقة قريبة من النهر وأكملنا مسيرنا على الأقدام".
وأضاف المراسل:"أدخلنا ادلاؤنا المحليون إلى الحقول على الطريق المؤدي إلى النهر لأن الجنود يقومون بالحراسة على طول النهر". ويتابع:"عبرنا حقولا و عصنا بركا وصلت مياهها إلى أواسطنا لنصل إلى ضفة نهر ناف حيث ركبنا قاربًا كان مخبأً بين الأشجار الى الضفة".
ويصف المراسل ما واجههوه خلال المغامرة وقال:"استمرت الرحلة حوالي ساعة ما بين تجديف و إفراغ للمياه التي كانت تملأ القارب مع تقدمنا الى أن وصلنا مع نهايتها إلى الضفة الأخرى للنهر في أراكان".
واستمر مسير الفريق على الأقدام بحثا عن المسلمين الذين يستعدون للفرار إلى بنغلاديش. وعثر الفريق على مجموعة مكونة من 25 من مسلمي الروهينغيا على بعد 5 كيلومترات من النهر.
روى مسلمو الروهينغيا للأناضول ما يعانونه في بلادهم ، وقال أحدهم ويدعى يونس إن مؤونتهم من الطعام انتهت، مؤكدا أن المسلمين يتعرضون للتعذيب ويُمنعون من الصلاة في المساجد ولا يستطيعون الخروج من المنزل نهارا.
وقالت خديجة والدموع تملأ عينيها أن الجنود الميانماريين لا يسمحون لهم بالعبادة ويزيدون من جرعة التعذيب في شهر رمضان، موضحة أنه سبق لها وأن فرت إلى بنغلاديش إلا أن حرس الحدود أعادوها إلى ميانمار.
أما محمود يوسف فقال إنه إذا استمر الحال على هذا المنوال فلن يبقى في أراكان مسلمون خلال 15 أو 20 عامًا، متهمًا حكومة ميانمار بارتكاب إبادة في حق المسلمين.
استقل الفريق القارب وتوجه إلى بنغلاديش مع مسلمي الروهينغيا الذين ركبوا قاربهم يحدوهم الأمل بعيش أكثر أمنًا من بلادهم.
أمضى هؤلاء المسلمون الفارون ليلتهم خلسة في أحد الأكواخ ليتابعوا في اليوم التالي طريقهم إلى داخل بنغلاديش محاولين تدبير أمورهم بطريقة ما.
الإقامة في أحد مخيمات اللاجئين تعتبر حلما بالنسبة لهم لأن الحكومة البنغالية لا تسمح للوافدين الجدد بالإقامة في المخيمات. ليواجهوا خيارين أحلاهما مر، إما العودة إلى ميانمار حيث الموت والقتل في انتظارهم وإما العثور على كوخ يأوون إليه دون الوقوع في قبضة الشرطة البنغالية.