يسلك مسلمو الروهينجيا بمينامار طريقًا محفوفًا بالمخاطر إلى بنجلاديش سعيًا للنجاة بأطفالهم وأرواحهم من العنف الذي يستهدفهم في بلادهم حيث يترك العشرات منهم كل ما يملكونه من حطام الدنيا ويعبرون نهر ناف للوصول إلى بنجلاديش. روى مسلمو الروهينجيا ما يعانونه في بلادهم ، وقال أحدهم ويدعى يونس إن مؤونتهم من الطعام انتهت، مؤكدا أن المسلمين يتعرضون للتعذيب ويُمنعون من الصلاة في المساجد ولا يستطيعون الخروج من المنزل نهارا. وقالت خديجة والدموع تملأ عينيها أن الجنود الميانماريين لا يسمحون لهم بالعبادة ويزيدون من جرعة التعذيب في شهر رمضان، موضحة أنه سبق لها وأن فرت إلى بنجلاديش إلا أن حرس الحدود أعادوها إلى ميانمار. أما محمود يوسف فقال إنه إذا استمر الحال على هذا المنوال فلن يبقى في أراكان مسلمون خلال 15 أو 20 عامًا، متهمًا حكومة ميانمار بارتكاب إبادة في حق المسلمين. أمضى هؤلاء المسلمون الفارون ليلتهم خلسة في أحد الأكواخ ليتابعوا في اليوم التالي طريقهم إلى داخل بنجلاديش محاولين تدبير أمورهم بطريقة ما. الإقامة في أحد مخيمات اللاجئين تعتبر حلما بالنسبة لهم لأن الحكومة البنغالية لا تسمح للوافدين الجدد بالإقامة في المخيمات ليواجهوا خيارين أحلاهما مر، إما العودة إلى ميانمار حيث الموت والقتل في انتظارهم وإما العثور على كوخ يأوون إليه دون الوقوع في قبضة الشرطة البنغالية.