ترسانة الأسلحة المهربة التى تسربت إلى مصر خلال الفترة الماضية، أصبحت تمثل قنبلة مؤقتة خفية. يعلم الله وحده متى وكيف ستنفجر، وفى أى حرب وكم ستكون أعداد الضحايا من المصريين. لكن السلاح ليس هو الخطر الوحيد، بل إن هناك ظاهرة أخطر وهى تفشى تعاطى المخدرات بين المصريين، وبمستويات لم يسبق لها مثيل من قبل!
والمخدرات ليست جديدة على المصريين، فالشعب المصرى اشتهر بأنه شعب «صاحب مزاج»، والمزاج والكيف عادة مصرية قديمة.
فى وقت من الأوقات فى تاريخ كانت الدولة المصرية تفرض الضرائب على زراعة الحشيش وتصرح بتعاطيه والأفيون فى المقاهى الشعبية.
ورغم أن الظاهر بيبرس أمر بإلغاء زراعة المخدرات فى مصر، وإلغاء الضرائب عليها بالطبع، إلا أن صداقة المصريين بالمخدرات توطدت، وأولاد البلد المصريون يشربون الحشيش وفى زمانهم، فى بيوتهم وفى المقاهى والغرز.
لكن الحشيش شهرته أنه كان مزاج وكيف أولاد البلد والطبقات الشعبية. والخمور كانت للذوات والناس الارستقراطيين.
وهذا ما تغير خلال الفترة الماضية. فقد انتشر تعاطى الحشيش فى مصر بين كل الطبقات والمستويات، هناك أطباء ومهندسون ومدرسون وصحفيون وسياسيون يدخنون سجائر الحشيش، وفى أى مكان وبلا حرج أو خجل أو خوف!
والأدهى من ذلك أن الحشيش عرف الطريق إلى حقائب السيدات والفتيات، وأصبح شيئا عاديا أن تجد سجائر الحشيش بل والحشيش نفسه فى حقيبة يد سيدة أو فتاة، وبعض النساء فى مصر يقمن بتدخين الحشيش على الكافيتريات أو فى دورات مياه السيدات فى المطاعم بل والنوادي!
وإذا كان الحشيش حلو ولذيذ وآخر دماغ، كما يقول الحشاشون والحشاشات الجدد، لكن أخطاء المخدرات لايمكن أن ينكرها عاقل، وأكد لى واحد صاحبى أن الحشيش لايسبب الإدمان، لأنه هو نفسه أقلع عن تعاطى الحشيش بكل سهولة أكثر من 50 مرة!
والسؤال ياجميل هو: هل يريد المصريون أن يهربوا بتعاطى المخدرات من أشياء أخرى مؤلمة على أرض الواقع؟
لماذا يريد المصرى أن يتوه عقله فى سحابات الدخان الأزرق؟
هل هو تعاطى المدمنين.. أم تعاطى الخائفين؟! ولماذا انتشر الحشيش فى مصر هذه الأيام؟