نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك اورد فيه تساؤلات هل كان هناك في الشرق الأوسط في أي وقت مضى حرب نفاق من هذا القبيل؟ حرب الجبن والاخلاق الوضيعة كهذه، الاحاديث الكاذبة والإذلال العلني من هذا القبيل؟ أنا لا أتحدث عن ضحايا المأساة السورية. بل اشير الى الكذب المطلق وكذب سادتنا والرأي العام لدينا - الشرقية، وكذلك الغربي علي حد السواء - في استجابتهم للمذابح. في حين أن قطر والمملكة العربية السعودية يمدون المتمردين بسوريا بالمال والسلاح للاطاحة ببشار الاسد / و ديكتاتورية حزب البعث العلوي الشيعي ، لا تتمتم واشنطن بكلمة نقد ضدها. ويقول الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته، هيلاري كلينتون، إنهم يريدون دولة ديمقراطية في سوريا. لكن قطر دولة استبدادية والمملكة العربية السعودية كذلك من بين الدول الملكية الأكثر دكتاتورية في العالم العربي. يرث الحكام في كلتا الدولتين السلطة من عائلاتهم - مثلما قام به بشار - والمملكة العربية السعودية هي حليف للمتمردين السلفيين الوهابيين في سوريا، كما كانت الداعم الأكثر حماسا لطالبان من القرون الوسطى خلال العصور المظلمة في أفغانستان.
ويشير فيسك إلى أن 15 من أصل 19 عنصرا من الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة كانوا من أصل سعودي, و بطبيعة الحال، قاموا بعدها بقصف أفغانستان. يقمع السعوديون الأقلية الشيعية نفسها تماما كما يرغبون الآن في تدمير أقلية العلوية والشيعة في سوريا. فهل نعتقد أن السعودية تريد اقامة الديموقراطية في سوريا؟ ثم ينتقل الكاتب الى المفارقة في موقف حزب الله الذي يدعم نظام الاسد، وهو الذي على مدى 30 عاما كان في صف الشيعة المقموعين في جنوب لبنان الذين عانوا من العدوان الإسرائيلي. فقد قدم الحزب نفسه على أنه المدافع عن حقوق الفلسطينيين، لكنه لم يتحالف مع المطالبين بالحرية في سوريا.