انتهت المفاوضات في الأممالمتحدة لإعداد أول معاهدة دولية حول تجارة الأسلحة التقليدية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، من دون التوصل إلى توافق في نيويورك حيث حمل ديبلوماسيون الولاياتالمتحدة مسؤولية الفشل. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول انه يشعر «بخيبة أمل» لأن الدول الأعضاء أخفقت في التوصل الى اتفاق بعد أعمال تحضيرية استمرت سنوات و4 أسابيع من المفاوضات. وبعدما وصف لك بأنه «تراجع»، دعا الى التزام «ثابت» للتوصل الى معاهدة «متينة» حول تجارة الأسلحة، مشيرا الى ان الدول اتفقت على مواصلة المفاوضات.
واضاف ان «هناك ارضية مشتركة واسعة ودولا يمكن ان تبنى على العمل الشاق الذي أنجز في هذه المفاوضات».
وصرح ديبلوماسيون بأن واشنطن رفضت التصويت على النص المقترح مؤكدة انها تحتاج الى بعض الوقت قبل انتهاء المهلة المحددة منتصف الليلة قبل الماضية ، وتخشى رفضه من قبل الكونغرس. وحذت روسيا ودول أخرى حذوها. وتمثل الولاياتالمتحدة نحو 40% من التجارة العالمية للأسلحة التي تقدر بسبعين مليار دولار سنويا.
وقال ديبلوماسي غربي طالبا عدم كشف هويته ان «الولاياتالمتحدة تتحمل مسؤولية فشلنا».
واضاف ان الولاياتالمتحدة «حرفت العملية عن مسارها وينبغي انتظار الانتخابات الرئاسية الاميركية» في نوفمبر للخروج من المأزق.
لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند قالت في بيان الليلة الماضية ان الولاياتالمتحدة تدعم اجراء جولة جديدة من المفاوضات حول المعاهدة العام المقبل، تجرى على أساس توافقي.
واضافت ان تهريب الأسلحة التقليدية يشكل مصدر قلق كبير للأمن القومي في الولاياتالمتحدة لكن واشنطن لا تدعم فكرة اجراء تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذا النص.
وتابعت الناطقة الاميركية «كنا نأمل في انهاء هذا الشهر من المفاوضات باتفاقية لكن طلب مزيد من الوقت امر منطقي لقضية على هذا القدر من التعقيد والحساسية». ورأت ان «هذا النص يعكس تقدما ايجابيا واضحا لكنه يحتاج الى مزيد من المراجعة والتحرير». ولم تذكر نولاند اي تفاصيل اضافية.
وصرح رئيس المؤتمر الارجنتيني روبرتو غارسيا موريتان بأن بعض الدول اعترضت على المسودة النهائية للنص.
وستقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد اجتماعها السنوي في نهاية سبتمبر ما اذا كانت مفاوضات جديدة ستجرى ومتى.
وقال ان «النص الذي طرحته كان مشروع معاهدة، وهو لم يرق لبعض الدول لكن الغالبية الكبرى وافقت عليه».
وردا على سؤال عما سيحصل لاحقا، اوضح موريتان ان احد الاحتمالات هو «الطلب من الجمعية العامة (للأمم المتحدة) ان تتخذ قرارا» في شان اجراء مفاوضات جديدة وموعدها.
ووقعت تسعون دولة بينها دول الاتحاد الاوروبي واميركا اللاتينية وجزر الكاريبي وافريقيا بيانا يؤكد انها تشعر «بخيبة أمل» لكنها «مصممة على التوصل قريبا الى معاهدة حول تجارة الأسلحة».