قدم عالم واحد للتنمية تحليلأً لخطاب الرئيس محمد مرسى بمناسبة شهر رمضان المعظم .. والذي تبين فيه الملاحظات التالية .. 1-تغير كلمات الرئيس بتغير المناسبات وتغير الجمهور المستهدف منها فيما يبدو ان الرئيس محمد مرسى ينوع من كلماته وألفاظه وفقا للظرف الذى يلقى فيه الكلمة ففى افتتاحية هذه الكلمة ألقى السلام وسماه تحية الإسلام (ابناء شعب مصر العظيم أحييكم جميعا بتحية الإسلام .....) على الرغم من أنه اسماها من قبل التحية الخالدة اثناء القاءه لخطابه بجامعة القاهرة واختار الرئيس هذه الكلمة لان خطابه موجه للأمة الإسلامية والعربية والتى عادة ما تلزم بإلقاء السلام بهذه الطريقة على الرغم من انه لايوجد فارق كبير فى المعنى وهو أيضا بذلك يضع لخطايه صفاته المميزة له عن غيره من الخطابات فمبارك كان يبدأخطابه (بسم الله الرحمن الرحيم ) ثم يلقى متن الخطاب مباشرة أما الرئيس السادات فكان يبدأ (بسم الله....) .. 2-الرئيس يريد تقوية مفهوم العمل والإنتاج خلال شهر رمضان (ادعوكم ياشعب مصر العظيم أن يكون فى هذا الشهر مثالا على قيم رمضان .. ومثالا فى عباداتنا ومثالا فى العلاقة بيننا .. نريد أن نقدم للعالم شكلا جديدا لوطننا لبلدنا فى العمل والإنتاج) حث الرئيس على ضرورة استمرار عجلة الإنتاج وعدم توقفها خلال شهر رمضان وايضا فى تنويه منه لعدم الإعتصام والتظاهر والذى من شأنه أن يعطل العمل والإنتاج خاصة مع تصاعد صوت الإحتجاجات والإضرابات فى الفترة الأخيرة ولذا فقد رأى الرئيس من شهر رمضان مدخلا أفضل للإشارة لمثل هذا والتأكيد على أهمية العمل خلال هذا الشهر فضلا عن غيره من الشهور .. 3-مازال الأمن على قائمة أولويات خطابات الرئيس أوضح مرسى أن الأمن من أهم الأوليات التى يعمل عليها فى هذه المرحلة داخليا وخارجيا وأكد على ذلك كل خطاب تحدث فيه منذ توليه الرئاسة (جهودنا من أجل مصر المشرقة ....علينا أن نقدم النموذج والقدوة فى الإلتزام بالقانون ودعم الجهود المبذولة من أجل دعم واستقرار وعودة الأمن كاملا للشارع المصرى) ولكنه حتى الأن مازال الشارع المصرى يفتقد الامن الحقيقى ومازالت اعمال السرقات والبلطجة منتشرة كما أنه ليس فقط نحتاج الإهتمام بالأداء الأمنى ولكن هيكلة جهاز الشرطة واعادة تأهيله للتعامل السليم مع الشعب خاصة وأن نفس منهج النظام القديم مازال متبع فى تفريق المتظاهرين كما حدث فى احداث متظاهرى السفارة السورية وحدوث حالات اعتقال عشوائى للمتظاهرين. ومن المفرض أن يكون هناك جدول زمنى بترتيب عملى يتم طرحه كل فترة ليعرف الشعب ما تم انجازه فى القضايا الخمس التى يضعها الرئيس فى برنامج المائة يوم (الخبز- الأمن- الوقود- المرور-القمامة)ولكن الرئيس يطرح هذه القضايا لتضافر الجهود مع اجهزة الدولة الإدارية المختلفة (القضايا الخمس ذات الأولوية فى هذه المرحلة ...لايمكن أن تحدث فيها نجاح غير ملموس إلا إذا تضافرت الجهود المخلصة وعمل كل مصرى بالتعاون مع الجهاز الإدارى للدولة ) .. 4- الدولة فى خدمة الشعب يبدو وأن شعار الشرطة فى خدمة الشعب لم يجنى ثماره فى الفترة السابقة ولذا رأى الرئيس أن يجعل المفهوم أكثر عموما وبدلاً من أن يكون جهاز واحد لخدمة المواطنين فتكون أجهزة الدولة جميعها فى خدمة الشعب (نريد فى هذا الشهر أن تعمل كل أجهزة الدولة وموظفيها بكامل طاقاتها من أجل خدمة المواطن المصرى وتذليل كل العقبات من أجل أن يشعر المواطن بأن الدولة خادمة له) فهنا دعوة للتفاؤل ونظرة للمستقبل ونتمنى أن نرى الوقت الذى تصبح فيه الدولة بالفعل فى خدمة مواطنيها .. 5-تكرار الكلمات والدعوات كرر الرئيس محمد مرسى دعوته للعمل والإنتاج ففى بداية الكلمة وجه الدعو للشعب كله ثم فى الفقرة التالية فصلهم تفصيلا وظيفيا فهو يريد مخاطبة الشعب بكافة فئاته العاملة كما فعل فى أول خطاب له عقب اعلان فوزه بالرئاسة المصرية عندما خاطب فئات الشعب المصرى بوظائفهم على مختلف اشكالها ولكن هذا يجعل الكلمات متشابهة وفيها إطالة يمكن اختصارها .(ادعو كل موظف بالدولة موظف الحكومة والقطاع العام وقطاع الأعمال وكذلك الإخوة الكرام العاملين فى القطاع الخاص واصحاب الأعمال الحرة والمهن الحرة والتجار والسائقين والفلاحين والعمال ،الطلاب والأستاذة الجميع رجالا ونساءً شيباًوشباناً ابائى وبناتى .. أن نكون حاضرين فى أعمالنا فى مكاتبنا..) ثم أكمل فى جزء أخر (أهيب بكل فئات المجتمع المصرى الأساتذة والباحثين القضاة والمحامين العمال والفلاحين الإعلاميين والفنانين والثقفين دون أن أنسى أحد) فكثرة التفصيل قد توقع الرئيس فى خطأ النسيان لفئة ما فكان الأفضل أن يتحدث على وجه العموم خاصة وأن كثرة الكلمات لم تؤتى بجديد .. 6- الرئيس مرسى يؤكد على أنه رئيس لكل المصريين بعد أن صنف الرئيس فئات المجتمع وذكرهم ووجه لهم دعوته للعمل والإنتاج أراد أن يثبت أنه رئيس لكل المصريين فبعد أن خاطبهم بأعملهم على اختلافها قصد أن يوجه كلمة للقفراء حتى يعلموا أن الرئيس مرسى هو رئيس لكل فئات المصريين خاصة وأن عدد كبير من هذه الفئات البسيطة هو الذى ذهب وأدلى بصوته فى صندوق الإنتخابات وكل له الدور الأكبر فى نجاح الدكتور مرسى (أن نكون على قلب رجل واحد .. فى دعم اقتصادنا وفى تحقيق التكافل الإجتماعى ودعم الفئات الأشد فقراً ودعم الفئات الفقيرة .. أننى أشعر بكم جميعاً أشعر بكل محروم ) ولكن فى الوقت نفسه لو يوضح الرئيس كيفية دعم هذه الفئات وماهو مفهوم التكافل الإجتماعى الذى ذكره .ولكن هذه الفئات لايكفيها أن يكون رئيس الدولة يشعر بهم وبإحتياجاتهم ولكنهم يريدوا حلول جذرية للمشكلات التى يعانون منها ويكون لديهم إنجازات ملموسة ..
7- حلول لمشكلات الإنتاج على قائمة الرئيس أشار الرئيس فى إطار تهنئته للشعب المصرى إلى وضع قائمة المشكلات التى تعرض لها أصحاب الشركات والمصانع وكذلك العمال على طاولة اهتماماته مثل مشكلة شركة كيلوباترا،شركة غزل المحلة ومصانع الزيوت والصابون بطنطا ففى التسع أشهر السابقة أغلق أكثر من 4500 مصنع بسبب الإضرابات العمالية وعدم صرف المستحقات المالية لعمال هذه المصانع والشركات (اشعر بكل عامل لم يتقاضى أجره أو تأخر راتبه كما أشعر بكل صاحب عمل يريد أن يعود مصنعه أو تعود شركته للإنتاج وأعمل ليل نهار ولا يهدأ لى بال ولا يغمض لى جفن من أجلكم ..) وعلى هذا فإن ذلك من أهمالوعود التى أطلقها الرئيس وينتظر الجميع الوفاء بها .. 8- الرئيس يعتبر مهمته الرئاسية جهاد وأمانة من الجدير بالذكر أن الرئيس يعطينا بين الحين والأخر كلمات ومفاهيم تدل على رؤيته لمهمته الرئاسية فمن قبل اعتبرها تكليف وفى هذا الخطاب اعتبر حله للمشكلات التى يتعرض لها أصحاب المصانع والشركات وعمالهم حهادا يدعو الله أن يوفقه فيه (اسئل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا فى جهدنا وجهادنا وأن يكلل ذا السعى إن شاء الله بالنجاح) وكذلك يحاول التأكيد على أنه لم يرغب فى السلطة (انها أمانة وانها يوم القيامة لخزى وندامة ) فهذا الذى اقره النبى وقاله سيدنا محمد لأبي ذر رضى الله عنه في الإمارة " إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها " وفى نهاية الخطاب ذكر (هذا المنصب لم أكن أرغب فيه، ولا حباً مني في السلطة، وإنما هي المسئولية ) .. 9- الرئيس يعيد اقرار العلاوة فى رمضان بالرغم من الجدل الكبير الذى اثير حول ضعف العلاوة الإجتماعية للعاملون فى الدولة وقطاع الأعمال واصحاب المعاشات والتى لم تصرف حتى يوم 20-7-2012 على الرغم من اقرارها مطلع الشهر الماضى إلا أن الرئيس اعاد اقرراها بجانب التهنئة وقد اعتبر المستفيدين من العلاوة أن نسبة ال15% التى اقرها الرئيس مرسى ماهى إلا تجديد لعهد علاوة مبارك وعلى الرغم من استخدامه صيغة الأمر أى أنه من المفترض أن يكون حصل عليها كافة المستفيدين إلاأن ذلك لم يحدث فعليا بشكل كبير.(قد وجهت بأوامر واضحة تم تطبيقها الأن على هذا الشهر شهر يوليو وزيادة العلاوة الإجتماعية لتكون 15%.....وزيادة معاش الضمان الإجتماعى من 200إلى 300جنيه).كما ان الرئيس اقر بوجود متابعة مستمرة لكل مسؤل فى الجهاز الإدارى للدولة بدون تحديد ألية هذا التقييم فلا يتم تقييم أحد فقط بمجرد سعيه وانما يتم التقييم بقدر الإنجازات التى يتم تحقيقها (سيقيم كل مسؤل فى الجهاز الإدارى للدولة بمدى سعيه وحهده لحل مشاكل المواطنين وتحقيق تطلعاتهم ) .. 10-اقرار الرئيس لجنة بحث أوضاع المحتجزين وأخرى لبحث ملف الشهداء والمصابين وديوان للمظالم اراد الرئيس أن يعيد بناءعلاقة الثقة بينه وبين أسر كل من المحتجزين والمعتقلين سياسيا كذلك اسر الشهداء خاصة وأنه تحدث عن حقوقهم من بداية توليه السلطة ومن قبلها فأصدر مرسى قراراً بالعفو عن العقوبتين الاصليه والتبعيه ل 572 مسجوناً مدنيًا صدرت ضدهم احكاما من القضاء العسكري منهم 523 شخصاً صدرت ضدهم احكام جنائيه و49 ارتكبوا جنحا، ولكنه فى الوقت نفسه اشار إلى أنه يتم مسبقا جمع معلومات دقيقة ويتم الإفراج على من لم يثبت فى حقه أي قصد جنائى ونوه ايضا عن المحاكمات العادلة التى تعكس القصاص ولكن بدون توضيح أو تفصيل فى كيفية عمل هذه المحاكمات وكيف يتم الحفاظ على الجانبين سيادة القانون واعادة المحاكمات (لذلك قمت بإنشاء لجنة لبحث أوضاع المحتجزين فى أحداث الثورة وغير ذلك من المظلومين وقد وقعت اليوم بالإفراج عن الدفعة الأولى منهم وسوف يستتبع ذلك دفعات أخرى حتى لايبقى مظلوم واحد طالما أنه لم يثبت فى حقه قصد جنائى..وتشكيل لجنة أخرى لبحث ملف الشهداء والمصابين وتقديم كل الأدلة المادية التى تضمن القصاص العادل ) ومع معد الرئيس لإستقبال كافة الشكاوى والطلبات فى خطابه فى ميدان التحرير عندما قال (ابوابى مفتوحة ....)ولكنه وجد أن ذلك شيئا صعبا مع مهامه فى الداخل والخارج وعدل ذلك بوجود ديوانين للمظالم أحدهم فى عابدين والأخر فى سراى القبة وقد يكون ذلك جزء من حل المشكلات ولكننا لانريد الرئيس أن يعد بما لايتمكن من تحقيقيه فمن البداية كان من الصعوبة أن يستقبل ذلك كله بنفسه والأن هو يعد بوجود ديوان للمظالم فى كل محافظة وتحدث عن وجود خط ساخن وغيره من الوسائل ولكنها غير مفعلة .. (وأنشأنا ديوانة للمظالم نستكمله قريبا فى كل المحافظات ليكون باب للتواصل معكم من أجل تذليل كل الصعوبات ) .. 11- دعوة مرسى لحملة من أجل وطن نظيف لاتزال قضية القمامة في مصر مطروحة بقوة بعد ثورة 25 يناير, حيث تراخت أجهزة الإدارة المحلية في التعامل مع المشكلة في الفترة السابقة فعلى الرغم من وجود شركات اجنبية فى مصر مسؤلة عن القمامة ولكن كانت هى أهم أسباب تفاقم المشكلة ولذا تعد دعوة الرئيس مجالا مفتوحا لمحاولة التغير ووضع الخطوات الأولى لحل هذه المشكلة وكما دعا لها الرئيس يومى 27-28 يوليو (ادعوكم يوم الجمعة القادم يومى 27-28 يوليو ستكون هناك حملة قومية على مستوى مصر بكاملها من أجل وطن نظيف ليس فيه قمامة ) .. 12- قضايا الإعلام وحرية تداول المعلومات فى كلمة الرئيس لم يغفل الرئيس فى كلمته أن يخص الإعلاميين بالذكر مع غيرهم من أصحاب الأعمال الأخرى حيث شدد الرئيس على الحق فى تداول المعلومات فى محاولة أن يشارك هذا القطاع الكبير فى بناء دولة جديدة تقوم على الحقائق ودرء الإشاعات خاصة وأن الإعلام كان من أهم القطاعات التى دعمت وصول مرسى للحكم وكذلك فى إشارة منه لرغبته فى تحرير جهاز الإعلام من صبغة وبقايا النظام السابق ومن الجائز أن نسمع قريبا عن الغاء وزارة الإعلام فى التشكيل الوزارى الجديد كخطوة على الطريق تحقيق استقلال الإعلام وألا يكون الإعلام أداة لخدمة الحاكم كما اعتدنا وانما يتغير ليكون مجرد انعكاس لواقع اياما كان ولطمئنة العاملين بجهاز الإعلام اوطريقة التعامل مع الإعلاميين وضمان حرية المعلومات التى من شأنها أن تكفل محاسبة عادلة وعدم تداول الإشاعات خاصة بعد اجتماع الرئيس بمجموعة من الإعلاميين لطمئنتهم (حق المجتمع فى حرية تدفق المعلومات وأن يكون الإعلام قادر على تقديم الحقائق .. فالإعلام يحتاج لدعم وأن يتحرر من ميراث نظام قد زال ولن يعود) .. 13- الرئيس يذكر مصريين بحهوده فى الفترة السابقة أراد الرئيس مرسى ان يجمل ما فعله فى الفترة السابقة فى حضوره لأكثر من 40 لقاء وتوضيح حهوده مع التيارات الوطنية المختلفة ردا منه على ممن يتهمه بعدم الحوار أو غير ذلك مع القوى الفاعلة فى المجتمع وفى اشارة منه للقاءاته مع القوى الوطنية التى عقدها لإختيار الشخصيات المناسبة لتشكيل الحكومة الجديدة (وقد حرصت على الإستماع لكل اطياف المجتمع المصرى وعقدت خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 40 لقاء على على مدار اسبوعين مع رموز اشعب العظيم وقواه الفاعلة فى إطار سعى الجماعة الوطنية بعد ثورتنا الخالدة لتأسيس ديموقراطية حقيقة ) .. تساؤلاتنا للرئيس .. 1-تحدث الرئيس على كثير من القضايا التى هى على قائمة اهتماماته ولكنه لم يذكر لنا كيفية التنفيذ والتخطيط لإحتواء هذه القضايا وحلها ؟ 2-لم يتناول الرئيس فى كلمته سوى التنويه عن قضيتين اساسيتين ولم يذكر حتى أى عمل فى القضايا الثلاث الأخرى وهى الوقود والخبز والمرور فهم لايقلون فى الأهمية عن الأمن والنظافة ؟ 3-عندما تناول موضوع جعل اجهزة الدولة فى خدمة المواطنين لم يوضح كيفية عمل هذا؟ 4-استغل الرئيس مناسبة التهنئة بشهر رمضان وأثار العديد من القضايا التى تحتاج كل منها لكلمة وتوضيح بمعزول عن باقى الموضوعات . 6- تحدث الرئيس عن المحاكمات العادلة ولم يوضح هذا المفهوم وهل يعنى بذلك اعادة محاكمات الرموز السابق أم لا خاصة وانه يذكرها للمرة الثانية .