قرارات جديدة ل"الأعلى للاعلام" لتنظيم بعض البرامج الرياضية    العصر بالقاهرة 4.29.. جدول مواعيد الصلوات الخمسة فى محافظات مصر غداً الأربعاء 4 يونيو 2025    محافظ سوهاج يستمع إلى مطالب وشكاوى المواطنين في اللقاء الجماهيرى    افتتاح سوق اليوم الواحد بالإسماعيلية بمناسبة عيد الأضحى بتخفيضات 30%    الترحيل والمنع 10 سنوات للمخالفين.. السعودية تشدد على الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج    الحكومة: الإعلان عن برنامج رد أعباء التصدير قبل بداية السنة المالية    وزير الخارجية والهجرة يستقبل وفد برلمانى رفيع المستوى من الهند    الشرطة الأمريكية: المصري المشتبه به في هجوم كولورادو خطط للعملية لمدة عام    زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر يضرب بحر إيجه فى تركيا    عقيقة فهد وبطولة دوري وجائزة الهداف.. أسبوع السعادة فى حياة إمام عاشور    «متستعجلش ومتستغربش».. أحمد سليمان يكشف مفاجأة بشأن عودة زيزو للزمالك    غرفة أزهر كفر الشيخ: لم نرصد مخالفات بلجان الثانوية ولا شكاوى من امتحان الفقه    كواليس اجتماع أحفاد نوال الدجوى للتوصل إلى تسوية وإنهاء النزاع.. إنفو جراف    "الزراعة": التفتيش على 289 منشأة بيطرية خلال مايو واتخاذ الإجراءات ضد 64    كوريون يزورون "القراموص" بالشرقية لمشاهدة زراعة وتصنيع البردى    مها الصغير: حسبنا الله فى من قال فينا ما ليس فينا    أخبار سارة على صعيد العمل.. توقعات برج الجدي في يونيو 2025    "يونيسف" تطالب بفتح تحقيق دولى بعد عدوان إسرائيل على طالبى المساعدات فى غزة    محافظة القاهرة تجهز 366 ساحة لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك    فضل دعاء شهر ذي الحجة كما جاء في السنة النبوية    رئيس هيئة الرعاية الصحية يشارك فى المنتدى المصري الألمانى    الرعاية الصحة بالأقصر تعلن نجاح تدخل جراحى مزدوج يجمع بين جراحة القلب المفتوح    أخصائية إصابات وتأهيل علاج طبيعي تقدم روشتة ذهبية لصحة المرأة بعد الأربعين    تشيلسي يقترب من ضم جيتينز قبل كأس العالم للأندية    حقيقة الممر الشرفي لبيراميدز.. هاني سعيد يتحدث عن نهائي الكأس ضد الزمالك    الهلال السعودي يسعى للتعاقد مع صفقة برازيلية    محافظ الجيزة: رصف وتطوير الطريق أسفل الطريق الدائري أمام المتحف المصري الكبير    أداء القطاع الخاص بمصر يتباطأ إلى أقل وتيرة في 3 أشهر بمايو    وزيرة البيئة تطلق الحوار المجتمعي الوطني حول تغير المناخ    «أمن المنافذ»: ضبط 2628 مخالفة مرورية وتنفيذ 162 حكمًا قضائيًا خلال 24 ساعة    ضبط أصحاب شركة المقاولات المتورطة في التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر    ضبط جراج به 500 كيلو دواجن غير صالحة للاستهلاك في دمياط    تكريم الفائزين بتحدي القراءة العربي في الحفل الختامي للدورة التاسعة    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ رئيس الجمهورية وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى    نائب رئيس اتحاد نقابات عمال مصر من جنيف: المنصات الرقمية تفرض تحديات جديدة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعاملين    بلدية غزة تطلق نداءً عاجلا لتوفير الآليات والوقود    المركز القومي للمسرح ناعيا سميحة أيوب: أفنت عمرها في تشكيل ملامح تاريخ الفن    موعد ومكان جنازة الفنانة سميحة أيوب    بالأسماء، الطلاب الفائزون في مسابقة "تحدي القراءة العربي"    الصحة الفلسطينية: مراكز المساعدات في غزة تحولت إلى مصائد موت تهدد حياة المدنيين    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 990800 فرد    مدبولي يبعث برقية تهنئة لشيخ الأزهر بمناسبة عيد الأضحى 2025    سويلم يتابع ترتيبات "أسبوع القاهرة الثامن للمياه"    محافظ القليوبية يتفقد منافذ خير مزارعنا لأهالينا بمناسبة عيد الأضحى.. صور    تعرف على خريطة منافذ فحص المقبلين على الزواج في عيد الأضحى بالقليوبية    ضبط سيدتين بالجيزة لقيامهما بسرقة مشغولات ذهبية من طالبة بأسلوب "المغافلة"    محمد مصيلحى يرفض التراجع عن الاستقالة رغم تمسك المجلس ببقائه    وفاة الفنانة سميحة أيوب عن عمر يناهز 93 عامًا    من الصفائح التكتونية إلى الكوارث.. كيف تحدث الزلازل ؟    هيئة الأرصاد: أجواء ربيعية ممتعة اليوم والعظمى بالقاهرة الكبرى 31 درجة    مستشار الرئيس للشئون الصحية: مصر تشهد معدلات مرتفعة في استهلاك الأدوية    الحج 2025 .. ماذا يقال عند نية الإحرام ؟    لوفتهانزا تمدد تعليق رحلاتها الجوية إلى إسرائيل حتى 22 يونيو الجاري    وزارة التعليم: فتح باب التحويل للمدارس الرسمية الدولية على موقعها    إيذاء للناس ومخالفة لأخلاق الإسلام.. دار الإفتاء توضح حكم ذبح الأضاحي في الشوارع    الحج 2025.. هل يجوز للمحرم إزالة شيء من شعره أو أظفاره أثناء إحرامه    «هاجي في يوم وهقتله».. يورتشيتش يمازح مصطفى فتحي بسبب عصبية الشيبي    الكشف عن حكام نهائي كأس مصر بين الزمالك وبيراميدز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان مفتح أبواب الجنان
نشر في الفجر يوم 20 - 07 - 2012

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى من صاحبه ونال سعده ...
يقف ابن آدم مشدوها في تسارع الزمن ، وطي صفحاته بسرعة عجيبة ‘ فهذه أيام وليالي سنة كاملة انصرمت وطويت في سجل الماضي وفي أرشيف الحياة الكبير بما حوت من أحداث مفرحة أو محزنة ، ويئس ابن آدم من عودة هذه الليالي والأيام التي قضى ربك بالتصرف فيها ، وتلك الأيام يداولها بين الناس سبحانه ، ثم وضعت تحت أقدام الماضي الغليظة ، فهل كان لك فيما مضى عبرة وعظة ؟ أم أنها مرت كمر السحاب على من هو سالك بالصحراء يكابد ضمأها وجوعها ولا ظل يقيه حر شمسا ؟ ويرى أنه سيتغلب عليها ويهزمها ، فإن في هذا المشهد صورة لرحلة الحياة في هذا الوجود إلى ربنا الموجود سبحانه .
- فهل تجاهلت كل أعمالك فيها ؟ فإن كانت أعمال خير لا تريد إطرائها لترى أثرها يوم لا ينفع مال ولا بنون ، وحتى لا تعجب ويصيبك الكبر والرياء فتخسرها ، فنعم التناسي .
- أما إن كانت خلاف ذلك فلما التناسي ؟ ولما التجاهل ؟ ولما تحميل نفسك بديون المعاصي والآثام ليكون السداد من حر حسناتك وليس لك بديل عنها ؟ ولما التراخي ولما الكسل ولما الخمول ولما التواني ؟؟ وأنت في دار الصلاح وأرض الفلاح تزرع أرضك وتتعاهد حرث وتجني ثمرات توفيق الله لك . فاغتنم أيامك ولياليك ودقائقك وثوانيك ، واستغفر ربك وتب إليه مما كان الشيطان يناديك إليه ، ويسعد بصحبتك فيه حتى يؤذيك .

- فإن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله ويتوب إليه في يومه أكثر من سبعين مرة وقيل مائة مرة ، فارتق بنفسك إلى مصاف المهديين في إتباع هدي خير المرسلين ، والإقتداء بالصدقين ومرافقة الصالحين المتقين ، وطلب إدراكك جائزة الشهداء وأحسن لتكون لهؤلاء رفيقا ، و أعتذر مما قصرت فيه من حق ربك الذي وهبك الحياة ومتعك بالصحة ونعمه التي لا تحصى.
- وعليك بنفسك أحمل عليها عصى التقوى وقدها بزمام الخشية من الله ، واحذر منها فإنه إما أن تسوقها إلى الجنة ، أو تنكص بك إلى درك الجحيم .
- فها أنت قد أمهلك ربك ومنحك فرصة أخرى فقدها غيرك لتدرك شهر الغفران وتتنعم بموائد الرحمن ذكر وقرآن وصيام وقيام ، يناديك ربك الحنان بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) ، فما هي التقوى التي اختصها بشرف الصيام؟؟!! إن هذه التقوى ، أن يطاع الله فلا يعصى ، وأن يذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر .
- وقال سبحانه بعد هذا النداء : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185) ثم عقب جل في علاه ببيانه سبحانه بأنه قريب مجيب لكل من لجأ إليه فقال تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) ، وكأنه بهذا يوحي أن بعد إكمال الصيام يحثك لرفع يديك لتشكر فضله و تطلب رحمته وترجو عفوه ومغفرته وتسأله جنته وتتعوذ به من ناره.
فالمقصود الأعظم من الصيام هي تقوى الله تعالى : وتفسير هذه التقوى ‘ الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ،والرضا بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل .. فما أجمل الصيام كيف يهذب النفس ويرفع من قدرها ويعلي منزلتها ويرتفع بها إلى طبقات النفوس الزكية والأرواح المطهرة ، لأنه سبب لغفران الذنوب وتعظيم الأجور، فقد أضافه ربك لنفسه فزاده تشريفا وترغيبا . حيث قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى : ( كل عمل ابن آدم له ؛ الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه . وقال أيضا :( لكل عمل كفارة، والصوم لي وأنا أجزي به ) رواه البخاري . ثم أتبع ذلك سبحانه بقوله: ( كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي ) متفق عليه . فمن أكرم من الله في العطاء وأوفى منه بالإتمام بما وعد فسبحانه له الكرم والمنة. وانظر إلى دور الإيمان في ماهية الصيام في هذا الشهر الفاضل بالذات ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدّم من ذنبه )متفق عليه ، ( و من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .
- فأين المشمرون وأين أصحاب المكاسب والتجارة الرابحة مع رب العالمين .
- وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر التي من قامها إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، وإليك يهدي ربك النفحات التالية لتخلص النية فتنال شرف العطية ، فعَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ، - رضى الله عنه - اَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "‏ اِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ اَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ اَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ "‏ .‏ متفق عليه ، وورد أيضا عن أبي هُرَيْرَةَ، - رضى الله عنه – أنه يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "‏ اِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ اَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَغُلِّقَتْ اَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ "‏ . رواه مسلم .
- فو الله وتالله ، إنه لمما يفرح الصدور ويبهج القلوب ، أن تشم عبق الجنة من خلال أبوابها بعد أن تفتحها بالطاعات لرب السماوات ، وإنه لمن دواعي السرور أن تغلق أبواب جهنم ويقيد معها أعوان المغرور والداعي إلى أعظم الشرور ذلك المأسور بحب الفجور ، الشيطان الرجيم .

نقف للنظر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم في استقبال رمضان فنراها على صنفين:

الساهي اللاهي : أعد العدة وأشغل أهله وشد ثيابه لتحمل بطنه فكدس أنواع الأطعمة والأشربة وكنز منها ما يكفي لسنة كبيسة ، وكأن الجوع الذي استعاذ منه نبينا صلى الله عليه وسلم يبدأ مع أول ليلية من رمضان ، وظلم رمضان بتحويله إلى شهر منافسة عظيمة ومؤتمر تسمين في التفنن في الأطباق والموائد العجيبة فسبحان الله ، ثم اجتهد في تقسيم شهره مابين أكل وشرب وقطع نهاره بالنوم و ليلة بالسمر و لم يغفل شراء الأثاث والملابس ليباهي بها في آخر أيامه ، فأين المقصود والغاية النبيلة من صيام رمضان ‘ فبدلا من الشعور بحاجة الفقراء والجوعى والعطف عليهم عكس ذلك ونسي أن في كل كبد رطبة أجر ، فعطف على نفسه فأتخم وبطر وأسرف وبذر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ملأ بطنه فغلبه الخمول والكسل فأخلد للمخدة فثقل نومه وتراخى عن صلاته إن لم يدعها بالكلية هجر القران في اشرف زمن وابتعد عن تزكية نفسه أكثر من اللغو والغيبة والنميمة وتفنن في أكل لحوم الناس ولم يكفه أكل لحوم الأنعام ، وتناسى قوله جل جلاله : ( ...أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ... ) الآية – الحجرات ، ومتع نفسه الأمارة بالسوء وأطلق نظره في الأفلام والمسلسلات ناهيك عن التنقل بين القوات وما أدراك مالقنوات وتمتع بما فيها من هفوات ، استهزاء وتنقص ، تهكم وسخرية.. فتجده ، إن كان ليس لديه عملا قلب نهاره ليل فنامه بأكمله وضيع جميع صلواته ، وإن كان طالبا ذهب لمدرسته متراخي الأطراف قد أجمع أمره أن ينام على منضدته الدراسية ، و إن كان موظفا قدم إلى عمله كسلانا خاملا ضيق الصدر قليل الاهتمام بمراجعيه بحجة أنه صائم ، ويظهر أن الصوم قد أنهكه ، وقد نسي المسكين أن رمضان شهر النشاط والجد بل شهر الجهاد في سبيل الله ، فقد كان أسلافنا يقدمهم محمد صلى الله عليه وسلم يشتاقون للجهاد في سبيل الله في رمضان خاصة ، فهل معركة بدر عنك بعيدة والله يقول فيها : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فالتقوا الله لعلكم تشكرون ) (آل عمران: 123) ؟ وهل فتح مكة غاب عن الأذهان والله يقول فيه : ( إذا جاء نصر الله والفتح) (النصر:1) ؟ وهل عين جالوت طمسها حاضرنا المريض ؟ وهل فتح الأندلس وضع في أرشيف النسيان ؟ ومعارك كثيرة يكفي منها ما أشرنا إليه . كانت كلها في رمضان المبارك ، كأني أنظر لتلك الرؤوس الطائرة وتلك الدماء السائلة على صعيد الأرض ، فهل كان الصيام مانعا لهؤلاء الرجال الأفذاذ ولم يتوانى أو يحجم أحد منهم قط ؟ فعباراتهم قولهم للحياة : إنها لحياة طويلة لأن آكل هذه التمرات ؟؟!! ، أو قوله بخ بخ ؟؟!! لهذه الحياة ، وأنت تنام جالسا وتتضجر واقفا ، ولا تقوم بعملك الذي هو أمانة في عنقك ، واعجبا لهذا المنطق العقيم والمبدأ السقيم !! فالجد في رمضان يرجى من ورائه الثواب وإرضاء رب الأرباب . فيا من كنت من هذا الصنف أو خططت لتكون أو لتشارك فالبدار البدار إلى العودة قبل فوات الأوان .. فلا يكون أول شهرك مشغول بالطعام ووسطه بالسهر والسمر وآخرة التنقل بين الأسواق بشراء الملابس وأثاث البيت ، فينصرم رمضان ويرفع خيمة بركاته ، وقد حرمت كرم الرحمن ورضوان الحنان المنان وفقدت غفران الذنوب والتقرب إلى ربك بكل محبوب .
المتيقظ الواعي : دعا الله ستة أشهر أن يبلغه رمضان وتوعد نفسه لترين ماذا سأصنع في رمضان فقادها بلجام الشوق إلى نفحات الرحمن ووعدها بالغفران فاشرأبت ورفرفت فرحا للقاء رمضان لتقوم ليلة وتصوم نهاره وتقرأ قرآنه وتقلب نظرها بين آياته وتبتهج بذكره آناء الليل وأطراف نهاره ، فقل نومها واستغلت وقتها بالتقرب إلى ربها فلا تراها إلا شاكره ذاكره .. فطوبى لمن كانت هذه نفسه . فهل حاسبت نفسك قبل أن تحاسب وقبل أن تعاقب وقبل أن يغلق الباب إن كنت من ذوي الألباب .

تحذير من الشيطان : حذار من تلاعب الشيطان بك في إهدار وقتك في الأعمال الملهية عن طاعة الرحمن وكثرة التسويف ، وحذار مما يصنع بعض الناس من التنقل بين المساجد طلبا لأحسن الأصوات ، فتصلي فرض العشاء في مسجد والتراويح في آخر ،وأحيانا قد يضيع عليك الفرض لتقيم سنة فتهتم بالمفضول عن الفاضل . وتهجر مسجدك القريب وله حق الجوار عليك فتفقد لذة انتظارك للصلاة في مسجدك المجاور فقد تتعثر مركبتك بخلل أو خلافه فتفقد الواجب والسنة مع جماعة المسلمين . وقد لا تجد مكانا إلا في آخر المصلين فتكون من المؤخرين الذي قال صلى الله عليه وسلم عنهم : ( لا يزال أقوام من أمتي يتأخرون عن الصلاة حتى يؤخرهم الله ) أو كما قال .

وأنت يا أمة الله ، أيتها الدرة المصونة والجوهرة المكنونة ، أوصيك أن تخلصي النية وتحتسبي جهدك في بر والديك وبر زوجك و تربية أولادك وعمل بيتك ، و الإقبال على عبادة ربك ، قربة عند مولاك جل في علاه ، ولا يشغلك مطبخك عن طاعة ربك أو المباهاة بأصناف المأكولات ولكن توسطي بين القيام بالطاعة وأداء الواجب وليس الهدف من رمضان الأكل حتى الإتخام ولا الإشباع حتى الامتلاء ، كلا ولكن الشعور بحاجة من لا يجد ما يأكل ناهيك عن الشبع ، والتزمي التقوي فإنها سلم النجاة من النار ، وإذا أكرمك الله بالصلاة مع جماعة المسلمين ، فإني موصيك عند خروجك من بيتك بالإخلاص لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أتى المسجد لشيء فهو حظه) سنن أبي داود . ثم الاستئذان من الزوج فإن أذن و إلا فلا ، الخروج متسترة متحشمة غير مكشوفة اليدين والرجلين ، لا تخرجي متعطرة حتى لا يظن بك السوء ، احذري من البخور في المسجد ، تجنبي أكل الثوم والبصل أو الروائح الكريهة ، خروجك مع ذي محرم لصيانتك من مرضى القلوب ، غض بصرك ، خفض صوتك ،تجنب اصطحاب الأطفال حتى لا يتأذى المصلون فتأثمي ، أمن الطريق إلى المسجد ، الصلاة خلف الرجال ، وعدم مزاحمتهم أو الاختلاط بهم ، عدم مكثك في المسجد إن كنت حائض أو نفساء . الانصراف قبل الرجال ، وخلاصة ذلك صلاتك في بيتك أفضل من صلاتك في المسجد كما قال نبيك صلى الله عليه وسلم.

- إياك والأسواق وضياع وقتك بها فالأمر أثمن من ذلك ، إنها الجنة تعرض لك خلال شهر رمضان لتدخلي من أبوابه المفتحة.

- يا من أحياك الله إلى شهر الغفران أهديك وصيتي ؟!: أقدم على شهرك بجد و اجتهاد وصمه وكأنه آخر صوم لك من الرمضانات القادمة ، اهتم بقيامه مع الإمام ولا تنصرف قبل أمامك ، وأهتم بصيامه واهتم بقراءة قرآنه وأكثر من الطاعات ، كالاعتكاف ، والنوافل والصدقات ومنها تفطير من استطعت من صوامه ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان ) الحديث. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، واجهد نفسك في التقرب لمولاك لتكون من أهل الغفران ، وشد مئزرك وأيقظ أهلك واسأل ربك مغفرة ذنبك .
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا أبدا ما أبقيتنا واجعله الوارث منا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا . . للهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخط .
اللهم أنفع بهذه الكلمات ، وأمح بها عظيم السيئات ، وضاعف بها صغائر الحسنات ، لكاتبها وقارئها ومن حملها ونشرها وأوصى بقرائتها .. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.