اصدر خادم الحرمين الشريفين, الملك فهد بن عبد العزيز, مرسوما ملكيا بتعيين الامير بندر بن سلطان, رئيسا للمخابرات السعودية . و تنشر بوابة الفجر الاليكترونية معلومات هامة عن الامير الذي تولي منصبا سياديا في المملكة العربية السعودية . و يعد الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز, والذي ورد اسمه في التحقيق الذي أجراه مكتب جرائم الفساد الكبرى البريطاني أحد أبرز أمراء الأسرة المالكة السعودية وصانعا مهما لسياستها الخارجية، بالاضافة الى كونه أهم مهندسي صفقات التسلح التي عقدتها بلاده خلال العقدين الأخيرين.
ولبندر بن سلطان شهرة واسعة بين الاوساط السياسية والدبلوماسية في واشنطن، والتي عمل فيها كسفير لبلاده على مدى 22 عاما، باعتباره سفيرا نشطا ومضيافا. وكان يطلق عليه لقب "جاتسبي العرب،" تيمنا بشخصية "جاتسبي العظيم" التي اخترعها الكاتب الامريكي سكوت فيتزجيرالد. وبوصفه همزة الوصل في العلاقات بين واشنطن والرياض كان لبندر صلات غير مسبوقة بالرؤساء وكبار المسؤولين في الادارات الأمريكية المتعاقبة خلال السنوات الثلاثين الماضية. وخارج الأوساط الدبلوماسية اشتهر بندر بعد أن ظهر في فيلم المخرج الأمريكي مايكل مور فهرنهايت 9/11 الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان عام 2004 والذي ركز فيه على الصلات التي ربطت بين عائلتي بوش وبن لادن. وفي الفيلم قال مايكل مور إن الرئيس الامريكي جورج بوش دعا بندر بن سلطان لعشاء خاص في البيت الأبيض بعد يومين فقط من هجمات سبتمبر. ومن ضمن ما جاء في الفيلم أيضا أن بندر قريب جدا من عائلة بوش حتى أنهم يعتبرونه فردا من العائلة ويطلقون عليه اسم بندر بوش من باب التدليل. كما كانت العلاقة الخاصة بين بندر وعائلة بوش أحد ابرز المواضيع التي تطرق لها الصحفي الأمريكي المخضرم بوب وودوارد في صحيفة واشنطن بوست في كتابه الذي تعلق بالفترة التي سبقت غزو العراق والذي اطلق عليه اسم " خطة الهجوم".
و تربط بندر والادارة الأمريكية صداقة قوية, ويقول وودوارد في كتابه " خطة الهجوم" إن الأمير بندر اطلع على تفاصيل حيوية بشأن خطة الحرب ضد صدام حسين حتى قبل ان يعلم بها وزير الخارجية الأمريكي كولين باول نفسه.
ويضيف وودوارد أن الأمير السعودي ذكر بشكل عابر أن الحكومة السعودية بمقدورها زيادة انتاج النفط للحفاظ على انخفاض اسعار الوقود وأشار الى ان بندر طلب لقاء بوش شخصيا في وقت لاحق وهو الطلب الذي استجيب له. ويعد ريتشارد فيربانكس الذي شغل منصب سفير الولاياتالمتحدة في عدة دول خلال ادارة الرئيس الأسبق رونالد ريجان بالاضافة لمنصب المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، أحد هؤلاء الذين عرفوا الأمير بندر على المستويين الدبلوماسي والاجتماعي. و سبق ان قال فيربانكس عن بندر " إنه ذكي وذو شخصية ساحرة ودبلوماسي نشط للغاية". ويضيف " لقد بدأ كملحق خاص في واشنطن ثم أصبح سفيرا بعد ذلك حيث لعب دورا محوريا للغاية في العلاقات بين واشنطن والرياض.
ويستطرد قائلا إن الفترة التي قضاها بندر كسفير للسعودية بواشنطن تعد الأطول اذا ما قورن بكل من سبقوه في هذا المنصب وأنه لعب دورا كبيرا في المرحلة الحساسة التي تلت هجمات الحادي عشر من سبتمبر والتي كان معظم منفذيها من السعودية. و يعتبر بندر أحد أبرز وجوه الأسرة المالكة السعودية .
وبندر بن سلطان الذي يبلغ عمره حاليا 63 عاما هو ابن الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع السعودي السابق , وهو حفيد مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز آل سعود. ولم تخل حياة عميد دبلوماسيي واشنطن السابق والرئيس الحالي لمجلس الأمن القومي السعودي من احباطات كان أبرزها ما تضمنه لقاء اجرته معه عام 2003 مجلة النيويوركر حيث اشار الى انه لم يتعاف قط من الفشل الذي منيت به محادثات السلام بشأن الشرق الأوسط.
وكان بندر يتحدث تحديدا عن الدور غير المعلن الذي لعبه في مفاوضات الأسابيع الأخيرة من رئاسة بيل كلينتون في عام الفين. يذكر ان بندر بن سلطان بن عبد العزيز تخرج من الكلية الملكية للقوات الجوية في كرانويل بانجلترا وانضم بعدها لسلاح الجو السعودي في عام 1968 كطيار مقاتل لمدة 17 عاما.