نشر موقع ياهو نيوز خبراً أورد فيه أن إسلاميين متطرفين لهم صلة بتنظيم القاعدة في شمال مالي قاموا بتجنيد مقاتلين جدد من المليشيات القبلية وذلك لتعزيز قبضتهم على المنطقة، وفقًا لشاهد عيان، وسط قلق دولي متزايد بأن مالي يمكن أن تصبح نقطة انطلاق للنشاطات الإرهابية التي ينعدم فيها القانون. وقال أحد سكان بلدة دوينتزا لوكالة أسوشيتد برس اليوم الأحد إن نحو 400 مقاتل من ميليشيا جاندا كوي المدعومة من الحكومة يبدو أنهم انشقوا وإنضموا إلى صفوف الإسلاميين ، مما يقوي ويعزز جانب المتطرفين على المتمردين الطوارق في المنطقة. ورفض الشاهد، الذي تم التوصل إليه عن طريق الهاتف من باماكو، الكشف عن اسمه خوفًا من الانتقام من قِبَل الإسلاميين في جماعة أنصار الدين.
وبعد الانقلاب الذي أطاح بحكومة مالي الديمقراطية فى مارس، سعى متمردو الطوارق إلى انفصال السيطرة على شمال البلاد - وهي منطقة مساحتها أكبر من فرنسا - ولكنهم طُرِدوا في يونيو من قِبَل الإسلاميين الذين تعهدوا بتطبيق المفهوم المتطرف الصارم للشريعة الإسلامية. ويبلغ عددهم حوالي700 مقاتل، لكن الأرقام الدقيقة غير متوفرة.
وقال الرئيس الفرنسي هولاند خلال حديث له حول الوضع في مالي إن "هناك تهديد بتمركز مجموعات إرهابية في شمال مالي؛ هناك تدخل خارجي يزعزع استقرار مالي وينصب مجموعات مهمتها تدخل يتجاوز مالي بكثير إلى إفريقيا وقد يكون أبعد من ذلك"، وفق تعبيره".
وأضاف الرئيس الفرنسي الجديد أنه "في حال تقرر القيام بتدخل، فيعود الأمر للأفارقة لكي يقوموا بذلك وفرنسا مثل القوى الأخرى تضع نفسها في تصرف الأممالمتحدة".
وكان هولاند يتحدث عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، وقال "أولاً يجب أن تكون هناك حكومة حقيقية في مالي تستطيع تحمُّل المسؤولية، والتدخل يكون في إطار الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة، وهو أمر ممكن القيام به، وما على الأفارقة إلا تحديد الموعد والكيفية".
وتعتبر دوينتزا، على بعد نحو 250 كيلومتراً (150 ميلاً) إلى الجنوب من تمبكتو، أنها تقع على طول خط المواجهة بين جيش مالي والمتمردين الطوارق الانفصاليين في الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
وأكد المتحدث باسم جماعة أنصار الدين، ساندا أبو محمد، أيضًا أن عناصر جاندا كوي، "الذين يحترمون مبادئنا"، وصلوا إلى دوينتزا، مضيفًا أن سبب وجودهم هناك هو السيطرة على أحد الطرق الهامة التي تربط جنوب البلاد بشمالها.
وصرحت الحكومة في باماكو أنها لم يكن لديها صورة كاملة عن الوضع الجديد حتى الآن. وتابعت "لكن ما نقوله للشباب هو الحرص على الالتفاف وراء الحكومة لاسترداد السيطرة على شمال مالي"، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم الحكومة حمدون توريه.
وفي بلدة جوندام، التي تقع على نحو 100 كيلومتراً إلى الغرب من تمبكتو، اعتقل الإسلاميون لفترة وجيزة نحو 90 من المحتجين وقاموا بجلدهم في محاولة واضحة لترهيب السكان المحليين عقب اندلاع مظاهرة ضدهم يوم الجمعة، بحسب ما أفاد به السكان.
وقد قام الإسلاميون أيضًا بتدمير الأضرحة الإسلامية والمواقع التاريخية، بما في ذلك بعض في تمبكتو والتي هي جزء من موقع التراث العالمي لليونسكو، في إشارة تُذكِّر المجتمع الدولي بشكل مخيف بتدمير تماثيل بوذا الشهيرة القديمة في أفغانستان عام 1990 على يد عناصر من حركة طالبان.