نشرت صحيفة التليجراف خبراً أوردت فيه أن شهود عيان في مدينة تمبكتو، شمال مالي، أخبروا وسائل الإعلام أن متطرفين إسلاميين مسلحين بمجارف ومعاول قاموا بمهاجمة وتدمير أضرحة قديمة موجودة بالمدينة. واستمرت حملة التخريب على مدى يومين، في أعقاب تحذير الأممالمتحدة بأن المدينة الأسطورية معرضة للخطر جراء أعمال العنف المتزايدة في غرب أفريقيا. وقد استولى المتمردون الإسلاميون والطوارق على عدة بلدت واقعة في الصحراء الواسعة شمال البلاد في وقت سابق من هذا العام، بما في ذلك تمبكتو، التي صنفتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على أنها موقع أثري. وخلال الأسبوع الماضي، قامت مليشيات إسلامية لها صلات بتنظيم القاعدة بطرد المتمردين الطوارق من ثلاث مدن رئيسية، بعد فشل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين. وبدأ مقاتلون مسلحون ينتمون إلى جماعة أنصار الدين المسلحة، التي تطبق أحكام الشريعة المتشددة، مهاجمة الأضرحة بعد طرد الطوارق، حيث قاموا بتدمير ثلاثة أضرحة في تمبكتو باستخدام المعاول والأزاميل، كما أنهم خططوا لتدمير جميع الأضرحة، البالغ عددها 16 ضريحًا، وفقًا لما ذكره السكان المحليون. وأشارت الصحيفة إلى أن الإسلاميين يعتقدون أن الأضرحة والمقابر المخصصة للأولياء المحليين - بموجب التفسير الصوفي للإسلام - هي أمور وثنية. ومن جهتها، دعت إيرينا بوكوفا، مدير عام منظمة اليونسكو، "جميع الأطراف المشاركة في النزاع لوقف هذه الأعمال الفظيعة". ويتم تخزين ما يقرب من 100,000 مخطوطة قديمة في منازل عائلية ومكتبات خاصة، حيث يتم الاعتناء بها من قِبَل علماء دين. وقال سكان محليون انهم مصدومون بسبب أعمال التخريب. وتذكرنا هجمات تمبكتو بتدمير تمثال بوذا العملاق في باميان في أفغانستان في عام 2001، بعد أن اعتبرتها حركة طالبان غير إسلامية. إن جماعة أنصار الدين، التي تعني "المدافعون عن الإيمان"، مدعومة من قِبَل فرع تنظيم القاعدة في شمال افريقيا، المعروف باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقد خرجت شمال مالي عن سيطرة الحكومة بعد انقلاب مارس الذي تسبب في إسقاط حكومة الرئيس المالي أمادو توماني توري. وأعلن المتمردون الإسلاميون والطوارق عن استقلال تلك المنطقة النائية في مايو، مما أثار مخاوف من أن المنطقة - التي هي في حجم فرنسا - يمكن أن تصبح ملاذاً آمنا لتنظيم القاعدة.