كوميدية على الشاشة وجادة جداً في حياتها اليومية، تعشق النجمة ليلى طاهر الأدوار التي تناقض شخصيتها لأنها تبرز إمكاناتها التمثيلية التي برهنت أعمالها سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح أو الإذاعة على أنها من أبرز علامات الحركة الفنية في العالم العربي ، عن مشاركتها في الجزء الثاني من الست كوم «الباب في الباب»، والمسلسل الإذاعي «لالو عامل بلو»، وسر ابتعادها عن المسرح كان الحوار التالي معها. *ما الذي حمسك لاستكمال دورك في الجزء الثاني من الست كوم «الباب في الباب»؟ نجاح الجزء الأول عند عرضه العام الماضي وردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها على دوري فيه، ما حمّس الشركة المنتجة وفريق العمل لتقديم أجزاء جديدة، وبعد الانتهاء من تصوير الجزء الثاني سنبدأ تصوير الجزء الثالث قريباً. أعتقد أن الشركة المنتجة باتت لديها ثقة كبيرة في العمل. *كيف تقيّمين دورك؟ أعشق الأدوار الكوميدية وأجد نفسي فيها، مع أنني لم أقدم الكثير منها، لكن كل دور أدّيته كان علامة بالنسبة إلي وأضاف إلى رصيدي الفني. *هل شخصيتك بطبيعتها كوميدية؟ إطلاقاً، فأنا جادة في حياتي اليومية، إلا أنني لا أحبّ أداء أدوار قريبة من شخصيتي لأنها لا تتطلب مجهوداً، لذا اختار دائماً شخصيات بعيدة عني تماماً. *لماذا تراجعت عن قرارك برفض المشاركة في مسلسلات الست كوم؟ ليس هذا بالضبط، إنما لم تعجبني الطريقة التي يتعامل بها المنتجون في تقديم هذه الأعمال عند عرضها، إذ يعتبرونها متواضعة مادياً وفنياً ولا يهتمون بها، ويقبلون عليها لمجرد ملء ساعات الإرسال، وهو ما رفضته لأن تاريخي لا يسمح لي بالمشاركة في مثل هذه الأعمال. للأسف، باتت فكرة ملء الوقت بإنتاج أي عمل أمراً طبيعياً لدى المنتجين، وعليه يرون في مسلسلات الست كوم ومسلسلات الأطفال أعمالاً تكميلية لملء ساعات الإرسال، باعتبار أن العائد الإعلاني سيغطي كلفتها الضئيلة بالنسبة إلى الدراما العادية. *لماذا اعتذرت عن المشاركة في أكثر من عمل درامي في الفترة الأخيرة؟ لانشغالي بتصوير «الباب في الباب» بشكل يومي، لذا اكتفيت بأن يشكل إطلالتي الوحيدة في رمضان إلى جانب المسلسل الإذاعي «لالو عامل بلو» مع الفنان وائل نور. *ما التطور في شخصية كوثر التي تجسّدينها في الجزء الثاني؟ تتابع كوثر تطفلها على حياة ابنها وزوجته، وهي صاحبة القرار الأول والأخير في كل ما يخص حياتهما، يساعدها بالطبع وجودهم في شقتين متواجهتين وقناعتها بأن زوجة ابنها لا تعرف شيئاً، فيما هي تفهم في كل شيء ولا بد من أن تفعل الأمور بنفسها، لكن سرعان ما تغيّر زوجة ابنها (كارولين خليل) تعاملها مع حماتها، بتعبير أدق تتمرد عليها ولا تعود الزوجة المقهورة كما كانت في الجزء الأول. الطريف أن تلك المشاحنات «تفجّر» الضحك. *شارك في الجزء الثاني ثلاثة مخرجين، كيف تعاملت معهم؟ لست من أنصار وجود أكثر من مخرج في العمل ذي الرؤية الواحدة، لكن ينتمي الست كوم إلى نوعية الحلقات المنفصلة المتصلة، ولا يوجد ما يربط بين الحلقات سوى الشخصيات، فلكل حلقة روحها المختلفة عن التي سبقتها أو اللاحقة لها، لذا لم تكن ثمة مشكلة في ذلك، لا سيما أن الشخصيات استمرت من الجزء الأول، ويعرف كل ممثل كيف يؤدي دوره، فكان وجود أكثر من مخرج أمراً مفيداً للمسلسل كي يخرج بشكل كوميدي غير مفتعل. *حدثينا عن دورك في المسلسل الإذاعي «لالو عامل بلو». أؤدي دور سيدة من منطقة شعبية تصدق كلام ابنها (وائل نور) ولا تثق برأي غير رأيه، إلى أن تكتشف أنه يسير في طريق خاطئ فتشعر بندم شديد، لعدم ثقتها بالكلام الذي يخبرها به المحيطون بها. *ما الفرق في العمل بين الإذاعة والتلفزيون؟ لميكرفون الإذاعة سحره الخاص به، وهو أصعب من كاميرا التلفزيون، لأنني مطالبة بأن أجعل الجمهور يتخيل أنه يراني من خلال الحس الصوتي، وتكون تعبيرات الصوت هي البطل. *هل ثمة جزء جديد من مسلسل «رمضان مبروك أبو العالمين»؟ لا، لو رغبت الشركة المنتجة في ذلك لكان من الأفضل أن تقدم جزءاً جديداً في العام التالي مباشرة وليس بعده بفترة طويلة. *هل يرجع ذلك إلى عدم نجاح المسلسل؟ على العكس، حقق نجاحاً، سواء في السينما، أو عندما قدم على شكل دراما في التلفزيون وما زال يحقق نجاحاً كلما أعيد عرضه، وكثيرا ما نُسأل عن جزء ثالث. *لماذا ابتعدت عن السينما؟ لم يعرض علي دور يضيف إلي، فأنا أحترم تاريخي ولا يمكنني المغامرة به لأجل دور لن يضيف إلى رصيدي، كذلك أحترم جمهوري الذي سيحاسبني لو أخطأت. *والمسرح؟ أين هو المسرح الآن؟ لا يوجد مسرح حقيقي لأن الدولة لم تعد تهتم به، بالإضافة إلى أن ارتفاع أسعار التذاكر الخاصة به أبعد الجمهور عنه، ومنذ قدمت مسرحية «حباك عوضين تامر» على خشبة مسرح الدولة وأنا أتمنى العودة إليه، لكنه بات متوقفاً بشكل كامل. *هل تتخوّفين من وصول الإخوان للحكم؟ ثمة قلق على مستقبل مصر وحرية الإبداع، وهذه الأمور ليست تخيلات واستباقاً للأحداث لكنها حقيقة، لا سيما أن منهج الإخوان لا يعترف بالفن ويرفض بعضهم عمل المرأة، فكيف نأمن على أنفسنا؟ في النهاية الشعب المصري وسطي ومعتدل ولن يقبل بأن يفرض أحد معتقداته عليه.