هوت مؤشرات البورصة المصرية لدى إغلاق تعاملات اليوم الاثنين على نحو حاد وسط مخاوف من عودة الصراع بين القوى السياسية عقب قرار الرئيس محمد مرسي بعودة البرلمان،لتدفع الأسهم المصرية للهبوط الحاد فاقدة أكثر من 3ر11 مليار جنيه من قيمتها السوقية من 5ر346 مليار جنيه أمس إلى 2ر325 مليار جنيه اليوم. وهبط المؤشرالرئيسي للبورصة المصرية /إيجي اكس 30/ بنسبة 15ر4 فى المائة ليصل إلى 52ر4698 نقطة، فيما خسر مؤشرالأسهم الصغيرة والمتوسطة/إيجي اكس70/ نحو 96ر3 فى المائة من قيمته لينهي التعاملات عند مستوى 05ر418 نقطة. وامتدت الخسائر إلى مؤشر/إيجي اكس 100/ الأوسع نطاقا الذى فقد نحو 85ر3 فى المائة من قيمته، لينهي التعاملات عند 06ر716 نقطة، فيما بلغت أحجام التداول الكلية 3ر1 مليار جنيه، تضمت تعاملات بسوق المتعاملين الرئيسيين بنحو 890 مليون جنيه. وأوقفت إدارة البورصة التعامل على أسهم 100 شركة لمدة نصف ساعة خلال تعاملات اليوم بسبب تسجيلها نسبة الهبوط المسموح بها خلال الجلسة الواحدة والبالغة 5 في المائة، على خلفية عمليات البيع العشوائية والحادة من المستثمرين خاصة المصريين فى مستهل التعاملات قبل أن تتحول اتجاهاتهم نحو الشراء عند الاغلاق. وواصل المستثمرون الأجانب عمليات البيع،لكنها كانت بشكل أكثر كثافة اليوم حيث بلغت مبيعاتهم أكثر من ضعف مشترياتهم، فيما إتسمت تعاملات المستثمرين العرب بالشراء القوي سعيا لتصيد فرص الهبوط الحاد للاسعار خاصة فى بداية التعاملات. وقالت مروة حامد محللة أسواق المال إن الهبوط الحاد للسوق اليوم كان متوقعا بسبب أزمة قرار "عودة البرلمان" خاصة بعد رد الفعل من القوى السياسية، مشيرة إلى أن المستثمرين باتوا أكثر هدوءا عند التعامل مع الازمات وهو ماظهر بشكل واضح في قيام فئات من كبار المضاربين باستغلال البيع العشوائي والعنيف فى بداية التعاملات ليقوموا بعمليات شراء إنتقائية على الأسهم خاصة فى ظل التوقعات بأن الازمة سيتم حلها في القريب العاجل خاصة أن الأمر يتعلق بموقف القضاء الذي ينتظر أن يقول كلمته في قرار عودة البرلمان. وأشارت إلى أن المستثمرين الأجانب كثفوا من مبيعاتهم اليوم تخوفا من حدوث صدام بين القوى السياسية فى مصر ما قد يعيد البلاد إلى أجواء التوترات وعدم الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي من جديد. وأوضحت أن البورصة المصرية كانت فى حاجة إلى حدوث تصحيح للأسعار بعد الارتفاعات المكاسب القياسية التى سجلتها والتي قاربت من نحو 50 مليار جنيه، لكن المستثمرين كانوا يخشون البيع بسبب كثرة التوقعات بإستمرار موجة الصعود، لافتة إلى أن قرار عودة البرلمان وتداعياته دفعت بالمؤشرات للاسراع بالهبوط. ولفتت حامد إلى أن هناك شرائح من المستثمرين الأفراد استفادوا من حالات البيع العشوائية وقاموا بعمليات شراء، نظرا لوجود توقعات لديهم بحل الازمة وعودة السوق للصعود من جديد خلال الفترة المقبلة، معتبرة أن وجود هذه الروح بالسوق يعزز من فرص عودة تعافيها سريعا.