علقت صحيفتان أمريكيتان اليوم /الأحد/ على الانتخابات البرلمانية التي شهدتها ليبيا يوم أمس والاجواء التي أحاطت بها ، فقد اعتبرت صحيفة (واشنطن بوست) أعمال العنف والمظاهرات التي اندلعت فى شرق ليبيا اشارة واضحة على التحديات التي ستواجهها البلاد فى المستقبل القريب بينما تخطو أولى خطواتها نحو استعادة الاستقرار والأمن . ورصدت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الألكتروني- أجواء الفرحة التي عمت أوساط الناخبين الليبيين حينما ذهبوا للإدلاء بأصواتهم في أول خطوة واضحة تجاه الديمقراطية منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي أبان الثورة الليبية العام الماضي ، الا ان الهجمات التي شنها مسلحون ضد مراكز اقتراع بمدينة بنغازي قد كشفت الصدع الذي يهدد بتمزيق البلاد إربا . ورغم ذلك ، قالت الصحيفة أن الانتخابات البرلمانية الليبية ، والتي في حال نجاحها سيخول إلى البرلمان الجديد تشكيل حكومة تسيير أعمال وصياغة دستورا جديدا ، لا تزال تعد أحدث علامة فارقة في تاريخ ثورة نبعت من ثورتي تونس ومصر ، واللتين نجحتا في الإطاحة بالنظام الحاكم بهما . كما ألقت (واشنطن بوست) الضوء على آمال الإسلاميين في ليبيا بالاستحواذ على السلطة هناك بعدما تم اقصاءهم أبان عهد القذافي ، حيث يودون خلع ثوب الأحزاب الدينية وارتداء زي النظام الحاكم الذي يسيطر على جميع أرجاء البلاد . وحول الانتخابات الليبية ، قال السيناتور الأمريكي جون ماكين عن ولاية أريزونا - في تصريحات أوردتها الصحيفة - " إن نسبة الاقبال كانت مرتفعة للغاية ، إذ شهدت مراكز الاقتراع ازدحاما شديدا وتوافد المواطنين المتحمسين لذا تعد هذه الانتخابات عملية ناجحة بصفة عامة " . لهذا رأت الصحيفة الأمريكية أن عملية الانتخابات البرلمانية في ليبيا تعد تتويجا لمرحلة انتقالية صعبة فشل فيها قادتها في كبح جماح الميليشيات المسلحة وارساء الأمن والاستقرار في ظل تأجج نيران النزاعات القبلية والتي سرعان ما تتحول إلى نزاعات دامية . ومن جانبها ، رجحت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن تؤدي الانتخابات البرلمانية الليبية إلى توسيع دائرة نفوذ حزب العدالة والبناء ، وهو الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ، غير أنها أشارت إلى أن مبادئ الانتخابات التي وصفتها ب"الجديدة والمعقدة " تفضل المرشحين المستقلين الذين يركزون على الاهتمامات المحلية أكثر من الاهداف الحزبية والايديولوجيات الثابتة. ورغم عدم الاعلان عن النتائج الرسمية لهذه الانتخابات ، إلا أن (وول ستريت جورنال) تناولت - في سياق تعليق أوردته على موقعها الألكتروني- ما أعلنه عدد من المراقبين بأن النتيجة المحتملة تميل إلى امكانية أن تتمخض عن هيئة حاكمة يهيمن عليها خليط من المرشحين المحليين الذين يمثلون الدوائر الانتخابية النائية ، بدلا من الكتل الحزبية . وأوضحت الصحيفة أن الهيئة المنتخبة ستراقب عملية صياغة دستور جديد التى قد تستغرق ستة أشهر ومن شأن هذه الهئية ايضا رسم خارطة طريق لدولة يبلغ تعداد سكانها ستة ملايين نسمة لكي تتمكن من تفكيك هياكل السلطة المركزية التي أسسها نظام القذافي . وأضافت " إنه على الرغم من الأشهر التي عاشتها ليبيا في ظل عدم استقرار امنى واندلاع اعمال عنف دامية ، إلا أنه يمكن القول بأن الانتخابات البرلمانية قد اجريت بطريقة سلسة نسبيا في ما يقرب من 1500 مركز اقتراع منتشر في جميع أرجاء ليبيا " ، وذلك وفقا لما قاله مسئولون . وقالت (وول ستريت جورنال) في ختام تقريرها / أن العديد من المرشحين المستقلين ، ومنهم رجال أعمال وفنانين ، يحاولون جاهدين الانخراط في العملية السياسية في بلادهم عقب رحيل نظام القذافى المستبد .