الفريق ضاحي خلفان تميم، قائد شرطة دبي، يحسن الدخول في معارك كلامية كثيرة خارج حدود إمارته ودولته, ويجيد التدخل فيما لا يعنيه, ويبدع فن التلويح والتشويح دون وجه حق, فعقب إغتيال "المبحوح "، عام 2010 أعلن هذا الخلفان أن "عميلا " من داخل حركة حماس، قام بتثريب معلومات للموساد بوصول المبحوح إلى الإمارات الشقيقة، وهذا ما إستوجب ردا قويا من حماس وقالت له: "التعاون مع شرطة دبي هو الأجدى بدلا من إطلاق تصريحات متسرعة". لكن من الواضح أن خلفان يعشق هوايتة المتميزة في خلق وإختلاق المشاكل التي تتعدى حدود بلاده، فرد على تصريحات للشيخ يوسف القرضاوي، بقناة الجزيرة في مارس 2012، والذي إنتقد القرضاوي ترحيل الإمارات لنشطاء سوريين معارضين لنظام الطاغية بشار الأسد، فقام خلفان بشن هجوم على القرضاوي، وقال أننا سنصدر مذكرة إلقاء قبض على القرضاوي, ويتصرف ضاحي كما لو كان حاكم الإمارات, وأقول: إن ما ذكره هذا الخلفان بشأن إعتقال القرضاوي, هو التعدي بعينه على حقوق المسلمين وعلمائهم, وإنه لمن الخزى والعار على هذا الرجل أن يقول مثل هذه الهراء الذي يصنع أزمات بين الحكومتين المصرية والإماراتية, وأنا شخصيا سأعتبر تصريحات خلفان "غير مسئولة وتفتقد للحكمة", وخصوصا بعدما سحبت الجنسية من الإسلاميين المنتمين الى "جمعية الإصلاح" المؤيدة للإخوان المسلمين، زاعمين أن لديهم علاقة مشبوهة بجمعيات تمول الإرهاب و"لقيامهم بأعمال تعد خطرا على أمن الدولة وسلامتها"، وذلك في إجراء نادر في هذه الدولة, ومن بين من سحبت منهم الجنسية, الشيخ محمد عبد الرزاق الصديق عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة العالم المصري الشيخ يوسف القرضاوي الذي تربطه علاقات متوترة بالإمارات. ولكن.. لم يستطع خلفان، الصمت بعد نتيجة الإنتخابات الرئاسية لمصر، وفوز محمد مرسي برئاسة الجمهورية، وهو ما جعل قائد شرطة دبي، يهاجم الرئيس المنتخب وإعتبر فوزه "نذير شؤوم على مصر والبلاد العربية، فقال: العزاء للأمة العربية والإسلامية بفوز الإخوان فإنهم ليسوا من الإسلام في شىء إستخدموا الدين ولم يخدموه, فقال: تقدم مرسي تراجع لمصر، وفوز الإخوان يوم شؤم وكارثة على المصريين والأمة العربية والإسلامية!!”، و”يحرم عليه.. أن نفرش له سجادا أحمر، وسيأتي الخليج حبوا, وسيُقبل يد خادم الحرمين مثلما فعل حسن البنا مع الملك عبدالعزيز. وأن الثورة المصرية ممولة من إيران.. فلم يكن هذا الرجل من المعجبين ب ثورات «الربيع العربي»، بحيث كان من أشدّ المدافعين عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وأخيراً هاجم الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، على موقعه المفضل لخوض المعارك الجدلية "تويتر".ووصف خلفان، فوز محمد مرسي، بأنه "سايكس – بيكو جديدة"، أراد بالتلميح أن يشير إلى الإتفاقية المعروفة بين فرنسا وبريطانيا لفرض الإنتداب على الدول العربية أوائل القرن الماضي. كما وجه كلامه للإخوان قائلا:"يا إخوان إعلموا علم اليقين أنكم إذا بقيتم هكذا تسبون وتقذفون وتوبخون وتهمزون وتلمزون وتحتقرون وتكفرون وتفجرون.. فلن تجدوا ما يسركم"، حسب قوله, ثم قال "إذا تطاولوا علينا ليس لهم إلا ما لا تحمد عقباه"، كما قال: "الإخوان تغلغلوا في دول الخليج ووجودهم بهذا العدد نذير شؤوم..يتمسكنون حتى يتمكنون"، وأنهى كلامه بالتهديد الصريح قائلا: "إذا حاول الإخوان زعزعة أمن الخليج، الدم سيصل للركب.. هذا هدفهم زعزعة أمن الخليج والإنقلاب على الحكومات. فإنَّه لا يخفى على القاصي والداني ما تميَّزت به مصر الزعامة, ومصر القيادة, ومصر التاريخ, ماذا قدمت للخليج! وإنَّ هذا الخلط المشين من قِبَل المغرضين والحاقدين على مصر والإعتداء على رمز مصر, رئيس مصر هو بعينه إعتداء على شعب مصر، العريق بمختلف أطيافه, كما أن هذا الإعتداء يساعد على إشعال الفتن في المجتمع المصري في وقت أحوج ما تكون فيه مصر إلى لملمة الصفوف للخروج من تبعات الأحداث والتبعات الماضية. ولكنني أؤكد على أن إشعال الفتن, سوف لا تثني أقلام كتَّاب ومثقفي وإعلامي مصر عن كشف مخططات الحاقدين على مصر, وهؤلاء في واقع الأمر غارقون في أحلامهم الوردية حتى النخاع إلى درجة أّنَهم يتناسون كالثمالى أن الشعب المصري أكبر من أن ينساق وراء فتنهم، فقد ضرب المجتمع المصري أروع الأمثلة للقاسي والداني في تلاحمه وتآزره وتكاتفه لإنجاح الثورة ورفع شأن مصر, وإعادة مكانتها القوية والمرموقة, فهذه المواقف والتخبطات والألاعيب الصادرة من الحاقدين على مصر, لا تهز مصر قيد شعرة, فإن ما وصل إليه الكارهون لمصرمن مرحلة ضعف حرجة, تُملي عليهم البحث الحثيث عن وسائل أخرى للدخول في مآزق أخرى, بإشعال الفتن في الداخل والخارج، ومن هنا كان تدخلُّهم السافر في الشأن الداخلي المصري وإستغلالهم لمجرياته وحبس أنفاسه, والسعي المستمر في تأجيج الفتن, وإختراع سيناريوهات زائفة للإنطلاق من جديد في محاولة التأثير على المجتمع المصري وعلى الرأي العام العالمي بالكذب والبهتان والتحليلات البائسة وبالتقارير الكاذبة المغرضة, وما يسبق ذلك من محاولة التأثير على المجتمع بشتى الطرق بتغيير الأقلام الشريفة المخلصة, أو إرباكها وإكتساب التعاطف الجماهيري ذلك الذي يعدُّ في نظرهم جسر العبور إلى زعزعة الأمن والنظام, والذي يمثل في أطروحاته خط الدفاع باسم حرية التعبير وحرية الفكر وممارسة الحقوق السياسية, والتحرر من الولاء للدولة بالإغراق في ولاء الفرد لنفسه باسم الفردانية والتحرر من قيود السلطة إلى أبعد حد ممكن, وتقليص دور المؤسسات الأمنية لإغراق المجتمع في مختلف الأيدلوجيات التي تعج بها العالم. ويجعل من التوريات والتلميحات والتلاعب بالألفاظ والسخرية طريقًا تمهيديا ينشدونه ليمكنهم من محاولة إختراق الوسط الثقافي على وجه الخصوص وغزوه فكريا لنشر الأفكار والمذاهب بمكر ودهاء، ومحاولة تكوين جمهرة شعبية لهذه الآراء والأفكار، التي تعد الحلم الوردي الذي يراود أطروحاتهم الفاشلة, التي يتخذون فيها الشعارات البراقة طريقًا لتحقيق مآربهم, وهذا في الحقيقة يبين سر تغني هؤلاء بشعارات حرية الفكر وحقوق الإنسان, وهذه الطوائف الحاقدة على مصر, كأنهم يطبقون مقولة ( فولتير) أحد منظرِّي الثورة الفرنسية والذي يقول:”إنَّني أختلف معك في كل كلمة تقولها، لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في أن تقول ما تريد. المستشار بالسلك الدبلوماسي الأوروبي ورئيس الإتحاد الدولي للشباب الحر