نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان كبار دبلوماسيون من الهند وباكستان بدأوا محادثات السلام يوم الاربعاء في ظل ما كشف عنه مؤخرا بتورط وكالة الاستخبارات الباكستانية في الهجمات الارهابية عام 2008 على العاصمة المالية للهند. وتأتي محادثات بين وزير الخارجية الهندي ماثاي رانجان الأمين ونظيره الباكستاني، جليل عباس جيلانى، بعد أسبوع من إلقاء القبض على المتهم الرئيسي في الهجمات على مومباي. وقال المشتبه فيه لمحققون هنود أن مسؤولين من وكالة الاستخبارات الباكستانية كانوا موجودين في غرفة التحكم في مدينة كراتشيالباكستانية بينما كان هو وآخرون يديرون المهاجمين على الارض في مومباي. في الشهر الماضي، أجرت الهند وباكستان محادثات غير حاسمة في حل النزاعات التي طال أمدها حول الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، والحدود البحرية. ومن المتوقع الاستعداد هذا الاسبوع لاجتماعا لمدة يومين لاعداد جدول اعمال المحادثات بين وزراء الخارجية لهذه الدول. ولم يتحدد بعد موعد لهذا الاجتماع.
وقال مسؤول هندي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه كان غير مصرح له بالتحدث الى وسائل الاعلام ان أحدث جولة من المحادثات تركز على السلام والأمن، بما في ذلك التهديد الذي يمثله الإرهاب، والنزاع المستمر منذ عقود حول منطقة كشمير، وتدابير بناء الثقة لدفع علاقات أوثق. وقال جيلاني للصحافيين انه تم "بتكليف من القيادة الباكستانية لتحريك عملية السلام الى الامام."
سيضغط المسؤولين الهنود على اسلام اباد بسبب فشلها في اتخاذ إجراءات صارمة ضد معسكرات الارهاب التي تديرها الجماعات الاسلامية المتشددة ومقرها في باكستان. ومن المتوقع أيضا أن تسلم الهند إلى المسؤولين الباكستانيين نسخ من جواز سفر باكستاني وبطاقات الهوية الصادرة للارهابي المشتبه فيه في مومباي سيد زبيدان الأنصاري، الذي يستخدم أيضا كنيته أبو جندال، اثناء معيشته في باكستان والهند.
وكان الأنصاري استخدام جواز سفر باكستاني في السفر إلى المملكة العربية السعودية، حيث كان يعيش قبل ترحيله إلى الهند يوم 21 يونيو. وتقول الهند انه خلال استجوابه من قبل المحققين في الاسبوع الماضي، قدم الأنصاري أدلة من هذا النوع من الدعم المقدم إلى جماعة لاشكر طيبة الارهابية و مقرها باكستان من قبل وكالة الاستخبارات الباكستانية المشتركة خلال هجمات مومباي عام 2008، و التي قتل بها 10 من الإرهابيين الباكستانيين 166 شخصا خلال حصار استمر ثلاثة ايام.
بالنسبة للهند، الأمن هو الأولوية الأولى في المحادثات. وقال المسؤول ان نيودلهي تريد من اسلام اباد اظهار أنها جادة في كبح جماح المتشددين وتلقي الهند باللائمة في هجمات مومباي. و قطعت العلاقات بين الجارتين النوويتين بعد هجمات مومباي، ولكن العلاقات تحسنت تدريجيا، مع استئناف محادثات السلام في فبراير 2011. وقد عمل الجانبان على ذوبان الجليد في العلاقات على مدى العامين الماضيين من خلال دفع التجارة الثنائية وزيادة الاتصالات بين الناس.
خلال زيارة قام بها إلى الهند في ابريل، التقى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، وتعهد الزعيمان لتحسين العلاقات. لكنها أبعد ما تكون عن حل نزاعهما حول كشمير، والتي تنقسم بين البلدين. وخاضت الهند وباكستان ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا، واثنان منهما حول كشمير.