استبعد سياسيون، وعدداً من رموز التيارات الإسلامية، إمكانية حدوث صدام بين الرئيس المُنتخب الدكتور محمد مُرسي، وكلاً من الولاياتالمتحدةالأمريكية، أو اسرائيل، وذلك عكس توقعات الشارع المصري، والمواطن البسيط الذي ارتبط بالخُطب الرنانة التي تُحاكي المشاعر قبل العقول، وأيضاً على النقيض مما ذهب إليه بعض النُخبة، قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية. سياسيون أكدوا ل " الفجر " أن الرئيس محمد مُرسي، سيحاول جاهداً الحفاظ على علاقات متوازنة مع واشنطن وتل أبيب، وسيحرص على تحقيق المصالح المتبادلة، دون صدام أو تصعيد للغة الحوار، خاصةً الولاياتالمتحدة التي ضغطت لأجل إعلان فوز " مرسي " بالرئاسة – على حد قولهم. بدايةً، أشار الدكتور محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان المُسلمين، إلى أنه من الصعب الآن الحُكم على طبيعة العلاقات بين مصر في ظل رئاسة الدكتور محمد مُرسي، وبين أمريكا واسرائيل، خاصةً مع عدم وجود مواقف يمكن الاستناد إليها. وحول تأكيد الدكتور محمد مُرسي، بأنه سيتدخل للإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن، المعتقل لدى الولايات المُتحدة، وهجوم الجمهوريين على تصريحات " مُرسي " وقولهم بأن الإدارة الأمريكية لن تثق في التعاون معه، قال أمين عام الإخوان : " الرئيس وعد بالإفراج عن مواطن مصري معتقل بالخارج، وهذا من حقه، ولا يمكن لأحد أياً كان رفض هذا الموقف ". واختتم " حسين " تصريحاته، بالتأكيد على أن أمريكا لم تعتاد على سيادة القرار المصري – على حد تعبيره – وأنها لا تزال في صدمة من الأمر. " كيف يصطدم " مرسي " بدولة ساهمت في جلوسه على كرسي الحُكم ؟ "، هكذا علقت الكاتبة فاطمة ناعوت، مشيرةً إلى الصفقة التي عقدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، مع الإخوان والمجلس العسكري، مقابل الوصول للحُكم، مع التنازل عن 5 حقائب وزارية سيادية لصالح " العسكري ". وفيما يتعلق بالعلاقة مع اسرائيل، أوضحت " ناعوت " أنها ربما تشهد توتراً كبيراً، خاصةً في ظل العلاقات المتميزة بين الإخوان وحماس، لكنها ربما تتحسن عبر التدخل الأمريكي. بينما أكد الدكتور عصام دربالة، القيادي بالجماعة الإسلامية، أن اسرائيل قد أصيبت بصدمتين، عقب ثورة 25 يناير، أولها ضياع الكنز الاستراتيجي، ممثلاً في الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وثانيها، صعود الإسلاميين للحُكم. وشدد " دربالة " على أن الولاياتالمتحدة، ستكون حريصة على دعم التجربة الديمقراطية في مصر، ولن تسعى للصدام مع خيار الشعب المصري، خاصةً أنها كانت في السابق، تستخف بالقرار المصري – على حد تعبيره – ولا تُعيره أي اهتمام. وأضاف القيادي بالجماعة الإسلامية، أن أمريكا تعلم بأن الرئيس المُنتخب يمثل الشعب المصري، وأن هناك رغبة شعبية في عدم التعاون مع تل أبيب، وواشنطن، لذا ستحرص كلتاهما على عدم استفزاز المصريين، والتعاون بصدق وفقاً للمصالح المشتركة. من جانبه أشار عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية السابق، إلى أنه لا صحة لما يتردد عن وجود صدام بين أمريكا واسرائيل، من جهه، وبين الإسلاميين أو الاخوان من جهه أخرى، موضحاً أن الجميع يعلم بوجود احترام متبادل – على حد تعبيره – وعلاقات ثنائية بين أمريكا والإخوان. وتوقع مساعد وزير الخارجية السابق، تجنب اسرائيل لأي استفزازات لنظام الحُكم الجديد في مصر، وأنها ستكون حريصة على التعاون مع الرئيس المُنتخب، حفاظاً على أمنها.