استؤنفت اعمال البحث عن ناجين الخميس في حطام سفينة كونكورديا الغارقة مقابل ساحل جزيرة جيليو الايطالية الصغيرة حيث تنتظر عائلات المفقودين وسط التوتر والغضب على قبطان السفينة الموضوع قيد الاقامة الجبرية. وقال شقيق احد عناصر الطاقم الهندي الذي ما زال مفقودا كيفين ريبيلو لوكالة فرانس برس، "انه في منزله الان لانه يقيم في ايطاليا. في بلد آخر (...) كان ليقبع في السجن ويمضي وقتا سيئا جدا، ولا يحتسي القهوة مع والدته".
وتابع ريبيلو ان قيادة سفينة رحلات سياحية "ليس عالم ديزني، فانتم تتحكمون بحياة بشر. انا غاضب جدا"، علما انه اتى من ميلانو حيث يعمل لمتابعة البحث عن شقيقه راسل المتزوج ووالد طفلة في الثالثة والنصف من العمر فيما تنتظر عائلتهما الاخبار بقلق في بومباي.
وتخشى عائلات اخرى لجأت الى فندق في اوربيتيلو (توسكانة قرب جزيرة جيليو) الاسوأ وتتلقى دعم فرق من علماء النفس. وبعض هؤلاء من الناجين من الكارثة وعليهم التغلب على الصدمة وشعور بالذنب لانهم نجوا. وبلغت حصيلة قتلى الكارثة الخميس 11 شخصا تم التعرف رسميا على ثمانية منهم وهم اربعة سياح فرنسيين وايطالي واسباني وعنصران من الطاقم هم بيروفي ومجر كان عازف كمان على السفينة.
وتعرفت عائلة الفرنسيين من شرق فرنسا بيار غريغوار (69 عاما) وشقيقته جان غانار (70 عاما) على جثتيهما الخميس، بين الجثث التي انتشلت مؤخرا على ما اعلنت مفوضية الشرطة في مدينة غوسيتو في توسكانة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو في باريس "مع الاسف فقد اربعة من مواطنينا حياتهم في غرق كوستا كونكورديا. ما زلنا نجهل مصير اثنين من الرعايا الفرنسيين".
وفقد 25 شخصا منذ حوالى ستة ايام من بينهم الضحايا الذين لم يتم التعرف الى هوياتهم.
واطلقت عائلتا الزوجين الفرنسيين المفقودين ميلين ليتزلر (23 عاما) وميكايل بلومان (25 عاما) الخميس نداء لجمع الشهادات على موقع فيسبوك.
وقال اندريه ليتزلر عم ميلين لوكالة فرانس برس "نريد جمع القدر الاكبر من شهادات الركاب الذين راوهما في اثناء غرق السفينة، او حتى في اثناء الاسبوع السابق للحادثة، لمحاولة معرفة اين هما وما قد حدث".
وبعد انقطاع اعمال البحث الاربعاء لاسباب امنية استؤنفت الخميس.
وفجرا قال المتحدث باسم خفر السواحل فيليبو ماريني "سنستعين بمتفجرات دقيقة لفتح المزيد من ممرات الدخول" الى هيكل السفينة.
ويصعب العمل بسبب انغلاق انحاء من السفينة وراء ابواب موصدة وانسداد المنافذ اليها بكومات من حطام الاثاث او قطع السجاد.
وفيما استؤنفت اعمال البحث لم ينطلق ضخ الوقود من السفينة (2380 طن من المازوت) بالرغم من مخاطر حصول تسرب نفطي الى الجزيرة وهي محمية طبيعية ذات قيمة بيئية كبرى.
وقد تستغرق هذه العملية اسابيع نظرا لتعقيدها حيث ينبغي تسخين المازوت لجعله اكثر سيولة.
والخميس تم تداول معلومات اضافية تتعلق بقبطان السفينة فرانشيسكو شكيتينو المتهم بالقتل غير العمد لعدة اشخاص بسبب التهور وبالتخلي عن السفينة وهو حاليا قيد الاقامة الجبرية في منزله في ميتا دي سورينتو جنوب نابولي.
واشارت النيابة الى ان القبطان "بعد مغادرته السفينة ظل متسمرا على الشاطئ الصخري في جيليو وهو يشاهد (السفينة) وهي تغرق". ويستند الاتهام الى اقوال خمس شهود رئيسيين ضده ولا سيما موظفي السفينة.
واعلنت شركة كوستا الايطالية التي تملك كونكورديا صباح الخميس انها اتصلت "بجميع المسافرين (...) للتأكد من عودتهم سالمين والاطمئنان على صحتهم" وكذلك لاطلاعهم على "اعادة تكاليف الرحلة كافة وكل ما يتعلق بها من مصاريف". كما كررت تعزيتها لاهالي الضحايا.