تحتاج مصر فى هذه المرحلة الهامة من تاريخها إلى العمل الجاد والبناء ، فالدول والمجتمعات تقاس جديتها وتقدمها باهتمامها بالعمل، والدول المتقدمة في العصر الحاضر لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم في العلوم والفضاء والتقنية إلا بجدية أبنائها في العمل،
وأسلافنا السابقون لم يبنوا حضاراتهم الإنسانية الكبيرة إلا بإخلاصهم في العمل، ولقد حصل التراجع والتأخر لنا في الوقت الحاضر لعدم الجدية والإخلاص في العمل ، فالثورة المصرية أثبتت قدرة الشعب المصرى على إحداث التغيير وإصراره على ذلك فلتكتمل هذه الثورة بالعمل الجاد الذى يساهم فى بناء مسقبل آمن لكل المصريين ،
دعوة أطلقها للجميع أن أوان العمل لنبنى مصر ولنزرع فى نفوسنا حب العمل من أجل وضع مصر فى المكانة التى تستحقها بين دول العالم ، فلنكف عن الشعارات والأقوال الرنانة دون أفعال ، أرى مستقبل مصر الأن مبنى على الأفعال لا على الأقوال فدع أعمالك تتحدث عنك قل فعلت ولا تقل سوف أفعل ، قل صنعت ولا تقل سوف أصنع ، فقد مضى زمن الأقوال وأقبل وقت الأفعال ،
فلن يقبل شعب مصر العظيم من يدّعى ويتكلم دون أن يفعل فلا تلقِ خطباً تتحدث فيها عن إنجازاتك وتفوقك وجميل سيرتك فتبتلى بمكذبٍ وحاسد، وتكون عرضة للسخرية والازدراء، ولكن قدم عملاً حسناً جميلاً بديعاً يسر من حولك ،وأعطِ مثلاً حياً من الأخلاق والسيرة الحسنة والسجايا الحميدة، فهي أعظم شهادة على عظمتك وسموك وعلو منزلتك.
إن الفاشلين أكثر الناس أقوالاً وأقلهم أعمالاً فهم يتحدثون عن أعمال وهمية وعن منجزات خيالية ليكسبوا رضا الناس وإعجابهم فما يزدادون إلا مقتاً، وليتهم أكتفوا بذلك، بل زادوا الطين بلة، فنشروا الأكاذيب والشائعات واستهلكوا أوقاتهم في كثرة الكلام، وتركوا (العمل) ولم يقدموا للأمة سوى (الكلام)،
وهذا كان من أكبر مساوىء النظام الحاكم البائد فكنا نسمع يوماً تلو الآخر عن الإنجازات وعن البرامج والوعود الكاذبة حتى ظننا أنهم يتحدثون عن وطن ، فكنا نسمع من حين إلى الآخر إلى تقارير إنجازات الحكومة وما قدموه لنا ولكن وصل الشعب إلى زروة طاقته ولم يحتمل هذا الكذب وكأن شعارهم أقوال لا أفعال حتى تهدم النظام على من فيه من مدعيين وهذه هى النهاية لأى مدعى نهاية حقيقية لمن يريد أن يتلاعب بمستقبل مصر أو أن يخدعنا ، فقد مضى هذا الزمن ولنستفيق بالأعمال البناءة لا بالخطب الرنانة ، فكل فرد فى هذا المجتمع يجب عليه أن يثور بداخله ضد عدم الإخلاص والتفانى ولنقدم صورة الإلتزام الجاد حتى تكتمل ثورة التغيير .
وأذكر هنا مقولة عثمان بن عفان رضى الله عنه حين قال " أنتم فى حاجة إلى أمير فعال أحوج منكم إلى أمير قوال "، فيجب علينا أن لانخبر الناس بما نستطيع، فلنفعل ما نستطيع ،فأسعد الأمم حالاً ، كثر فاعلوها ، وقل قاولوها.