مساء أمس الثلاثاء، امتلأت سماء القاهرة، بشائعات كثيفة ، تعانقت مع الهتافات التي علت بميدان التحرير، تنديدًا بالمجلس العسكري، في مليونية "مواجهة الانقلاب العسكري"، واعتبر البعض أن وراءها من يريد أن يشغل بال الرأي العام بعيدًا عن الميدان. وبدأت الشائعات بعد المؤتمر الصحفي، الذي عقدته حملة أحمد شفيق، لتؤكد فيه تقدمه على محمد مرسي، نافية صحة ما أعلنته حملته عن فوزه قبل أيام، وتصاعد دخان تلك الشائعات، فى منتصف الليل أمس، بعد إعلان العليا للانتخابات عن التحقيق مع 3 موظفين بتهمة تسويد البطاقات بالمطابع الأميرية.
وتتوالى الشائعات، تتسرب في الثامنة من مساء أمس، حيث تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، خبر صدور أمر بضبط وإحضار عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، في مقدمتهم خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي، بتهمة تزوير الانتخابات، ودفع رشاوى مالية لثلاثة موظفين في المطابع الأميرية، مقابل تسويد البطاقات لصالح مرسي.
وفي ذات الوقت الذي بدأت فيه الشائعة تتسرب إلى المنازل والمقاهي، كان أعضاء الجماعة محتشدين في ميدان التحرير، لرفض الإعلان الدستوري المكمل، وحل البرلمان، وهو ما جعل الشاطر يظهر على عدة فضائيات تباعًا لينفي الشائعة، مؤكدًا أن الغرض منها إرباك الشارع، وإعاقة نقل السلطة.
واستمر توالى الشائعات التي جعلت البعض يستشعر أن هناك انقلابا عسكريا وشيكا، أن العسكري يعقد اجتماعا عاجلا، لدراسة إعادة انتشار الجيش في المحافظات تحسبا لحدث جلل، وهو ما فسره البعض أن يكون هذا الحدث إعلان فوز شفيق بالرئاسة، بل إن البعض الآخر قام بتطوير الإشاعة، بأن فرقا من الجيش الثالث بدأت بالفعل التحرك والانتشار في مدن القناة.
وهو ما تواكب مع تداول المواطنين، نقلا عن مصادر تابعة للداخلية، تراوحت بين قيادة كبيرة بالمباحث العامة وبين ضباط برتبة أقل، بأن هناك تعليمات لشركات الصرافة، وفروع البنوك الكبرى بعدم ممارسة عملها الأربعاء، تحسبا لاضطرابات قد تحدث، وتداول المواطنون خبر صدور تعليمات للموظفين بالمؤسسات الحيوية بعدم الذهاب إلى مقرات أعمالهم في صباح اليوم التالي.
ثم برزت الشائعة المفاجئة،والتى تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، وكان بطلها الرئيسي رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني، قالت إنه تغيب عن الظهور في لقاء تلفزيوني، بسبب اجتماع سري مع الفريق سامي عنان، وبعض قيادات المجلس العسكري، وهو نفاه نائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان، الذي شدد على نفي الاجتماع المزعوم.
وأخذت الشائعات قمة التصعيد ، فكان انتشار خبر وفاة الرئيس المخلوع مبارك ، وتناقلت وسائل الاعلام الخبر حسب أنباء تتردد من هنا وهناك ، مما زاد ارباك الشارع المصرى ، خاصة فى ساعات فاصلة من تاريخه وتحديد مصيرة.