لا تخطئ العين ولا تخطئ الأذن ولا يخطئ العقل في تحديدالحكم الصحيح على الأشياء التى يقوم بها رجال الأعمال تحت مسميات غير صحيحة وتصبح هذه الأعمال في ظاهرها مختلفة عن باطنها وتظهر وتكثر هذه المظاهر الخادعة في هذه الأيام تحديدا وهي أيام الأنتخابات فتكثر الولائم والعطايا والهبات وأعمال الخير من رجال الأعمال المرشحين لعضوية المجالس النيابية ويتقبل معظم الجمهور ما يقدمه رجال الأعمال ليس على أساس أنه رجل البر والتقوي بل على أساس اللي يجي منه أحسن منه ويظل جمهور الناخبين أدري بحقيقة هذا الرجل ولا تلقي عطاياه الآثر المطلوب وعلى الوجه الآخر يوجد رجال أعمال يعلمون معني الوطنية الصحيحة والخير والحق ولا يعلنون عما يقومون به ومن هؤلاء رجال الأعمال منير غبور حيث قام بأفتتاح مسرح مدرسة القاهرة الأنجليزية وقد حضرها لفيف من رجال الدولة والمسئولين ورجال الأعمال وبعض من الفنانين والفنانات قبل نهاية سنة 2011 وقد ألقي كلمة أرتجالية في بداية الأفتتاح ومن خلال الأرتجال تظهر حقيقة الرجال من حيث التسامح والوطنية أم التطرف والحزبية وجاءت كلمته لتعبر عن دور المسرح في نشر الثقافة وأن دور المسرح لا يقل عن دور التعليم وأن قدماء الأغريق أنشأوا المدارس لنشر التعليم والمسارح لنشر الثقافة والتوعية وأنه يتوقع نمو الثقافة بنمو المسارح لنشر ثقافة المحبة والتسامح المفقودة هذه الأيام وبعد هذا الأفتتاح مر ثلاثة أسابيع ولم نقرأ عن هذا المسرح أو نسمع عنه في أي وسيلة من وسائل الأعلام المسموعة أو المقرؤة رغم أن هذا المسرح يضاهي مسارح الدولة بل يفوق وكانت هذه رسالة غبور للأجيال أن تدع الأيام تتحدث عن عملك ولا تتحدث أنت عن نفسك فالأجيال لا تخطئ الأحكام فلم يحضر غبور وسائل الأعلام للطبل والزمر ومنشتات التهنئة خاصة وأن ما تم أنفاقه على المسرح ليس بقليل وهذا يفسر عدم ظهور نجم غبور في العهد البائد لأنه بهذا الشكل خارج عن زمرتهم زمره الطبل والزمر لذلك لم تصبه نفحات النظام البائد التى أنقلبت بعد رحيله جمرات تحرق من أصابه هذه النفحات وما أحوجنا في هذه الأيام إلي مثل هذا العمل الذي لا يعلن صاحبه عنه بل يقدمه للأجيال مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم عن المنفق بإن يداه اليسري لا تعلم ما قدمت يمينه وهو الأمر الغائب هذه الأيام فالعالم كله أصبح يعلم ما ستقدمه اليد اليمني قبل أن تقدمه وبعد أن يعلم العالم ذلك ترجع اليد اليمني في العطاء ولا تعطي شيئا والأمثلة كثيرة فقد تبارت الدول الأوروبية والعربية وأمريكا عن منح العديد من المليارات إلي مصر وقد هللت لذلك صحف وقنوات فضائية كثيرة وقد فاجئنا الجنزوري أنه لم يحدث شئ مما قالوه ولم تصل أي منح لا من الدول العربية النفطية ولا من الدول الغربية الحضارية ولا من أمريكا التى نصبت نفسها الراعي الأول للديمقراطية وما أحوجنا اليوم برجال الأعمال لأن يقدموا للوطن وللأجيال ابتغاء وجه الله وليس التفاخر والتباهي فالوطن في أمس الحاجة لمثل هذه الأعمال الخيرية الآن . الآن وليس الغد لأن الخارج لا يقدم مساعدات بل يقدم رشاوي تحت مسمي تنمية الديمقراطية فإذا أتت الديمقراطية بعكس ما يشتهون حجبوا مساعداتهم وكانت نسيا منسيا ويجب على رجال الأعمال الشرفاء أن يساهم كلُ في مجاله بتقديم ما يراه خير للوطن من فكر ومال وخلق فرص عمل وفتح مصانع جديدة حتى نصبح أمه منتجة وليست مستهلكة فمن لا يملك قوت يومه لا يملك قراره وإلا أصبح قرد من القرود في العصر الحديث تحركه الدول الأوروبية وأمريكا طبقا لمصالحها فإذا أنتهي دور القرد تركته يذهب إلي الجحيم مثل الشاه ومبارك وعلى صالح والقذافي وفي حديث شريف ما معناه من أعان ظالما سلطه الله عليه فقد أعانت هذه القرود أمريكا على شعوبها لذلك سلطها الله عليهم عندما أحتاجوا إليها وعلى القرود تدور الدوائر وله في ذلك حكمة.