غضب يجتاح الشارع السعودي بعد الإعلان عن صفقة أسلحة أميركية ضخمة بينما يكافح البلد الغني في انتشال مواطنيه من براثن الفقر والبطالة. و ذكرت نشرية ميدل ايست اون لاين ان السعوديين حمدوا الله على صفقة الطائرات المقاتلة ال"أف 15" التي كشفت الولاياتالمتحدة عن إبرامها مع السعودية، معتبرينها "درعاً يحمي الوطن ضد ايران، بينما يندد آخرون بهذه "الصفقة المشبوهة"، مشددين على أن ملايين العاطلين عن العمل أولى بمليارات الدولارات من طائرات "السكراب، التي عفى عليها الزمن".
وكانت واشنطن أعلنت الخميس عن هذه الصفقة التي تبلغ نحو 30 مليار دولار والتي تدخل ضمن مبيعات أسلحة للسعودية بحوالي ستين مليار دولار، بموجب عقد كشف عنه في تشرين الاول/اكتوبر 2010.
واكتفت الصحف الشبه الرسمية السعودية بنشر بيان وزارة الدفاع التي أكدت ان المملكة قررت شراء المقاتلات الأميركية لتوفير "افضل القدرات الدفاعية" لقواتها المسلحة من اجل "حماية شعبها وأراضيها". ولم يفصح بيان الوزارة عن قيمة الصفقة.
بطالة وفقر في اغنى بقاع العالم
كما نشرت الصحف خبر الشروع في صرف إعانات شهرية مؤقتة للباحثين عن شغل ل550 ألف عاطل، بموجب برنامج وطني لإعانة الباحثين عن العمل، لتحفيزهم على التدريب والتأهيل وتسهيل الفرص الوظيفية المناسبة لهم.
وتقرر هذا البرنامج (المسمى "حافز")، بعد ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في السعوديه التي تحقق عائدات مالية هائلة كونها من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم.
وكانت وزارة العمل السعودية قد ذكرت ان اعداد المتقدمين الراغبين في الحصول على اعانة البطالة يقدر بنحو مليون شاب وفتاة. كما أن مجلس الشورى أعلن أن 22 في المائة من سكان السعودية هم من الفقراء، وذلك بناء على إحصائيات التقرير السنوي لوزارة الشؤون الاجتماعية الذي تحدث عن وجود ثلاث ملايين سعودي تحت خط الفقر.
ويذكر أن (إسرائيل) لم تعترض على الصفقة، بعد أن أوضحت واشنطن بأنها لن تمس بالتفوق النوعي لسلاح الجو الصهيوني .
وعقب "مهندس تكنولوجيا معلومات عاطل عن العمل" قائلاً "المصيبة الاكبر ان السعودية سوف تدفع ثلاثة اضعاف السعر التي تباع به هذه الطائرة في الاسواق العالمية وضعفين ونصف قيمة الطائرة الحديثة اف 35".
بعيداً عن المواصفات
غير أن أغلب التعليقات كانت منددة بالصفقة التي "لم تتسم بالشفافية الواضحة، التي غالبا ما تتخللها عمولات وسمسرة"، كما كتب أحدهم.
فتساءل بعضهم عن جدوى إنفاق كل هذه المليارات سنوياً على التسليح عوض صرفها على التعليم والصحة والتطوير وأي شيء يفيد المواطن.
وقال أحدهم "ماذا نصنع بالطائرات والصواريخ ونحن لا نجد ما نأكل ولا أين نسكن؟ لو وزعنا هذا المبلغ على القرض العقاري لكان بالإمكان إعطاء منزل ل240 ألف مواطن".
وقال آخر "علمتنا الاحداث ان هذا السلاح سيضاف الى المخازن.الجيد في هذه الصفقة انها ستوفر خمسين الف فرصة عمل للأميركيين وستضخ بعض الحياة في الاقتصاد الاميركي المتهالك وان قدر لهذا السلاح ان يُستخدم، فاعتقد انه سيكون عوناً لحرب طائفية في المنطقة".
وأردف رابع "الصفقة عقدت من أجل دعم الاقتصاد الأميركي. ولو تعرضت السعودية لعملية تهديد ستشاهدون قوات المارينز والشقراوات الاميركيات يصولون ويجولون في شوارع الرياض".
وعلق آخر قائلاً "على الأقل علينا تنويع مصادر السلاح حتى نصبح قادرين على تصنيعه مثل ايران التي تصنع معظم احتياجاتها الدفاعية والهجومية وبإمكانيات تكاد تكون كلها ذاتية وتكاليف قليلة جداً مقارنة بالمبالغ التي تفرضها الولاياتالمتحدة على الدول المجاورة لإيران".
وقال "لا أعرف أيهما أصعب صفقات السلاح أم إعطاء المواطنين حقوقهم المنهوبة؟ وأين صفقة اليمامة؟ أم أن كل سنة يمامة جديدة والشعب يشحذ؟ أم هي مجرد غطاء للسرقات ولدعم اميركا ومغامراتها في العالم؟ هل بدأ فصل آخر من السرقات في العهد الجديد؟ يا وزارة الدفاع، زمن التضليل انتهى".
وأضاف "الجيش السعودي لا يتجاوز الستين الفاً. هل هذا ما سوف نقابل به أي اعتداء بينما عناصر الأمن الداخلي يفوق 300 ألفاً. فهل التهديد الداخلي اقوى من التهديد الخارجي؟".
وطالب "نادر" هيئة مكافحة الفساد ب"سرعة التحرك لكشف حقيقة هذه الصفقة المشبوهة" ومن "مجلس الشورى، الصورى، بمناقشة هذه الصفقة الضخمة في اقرب وقت. فستون ملياراً ليست بالهينة على شعور المواطن الذي يرى هذه الثروات تسرق وتنهب وتبدد أمام عينيه في رابعة النهار وتحت حجج واهية".
وعلق أحد القراء قائلاً "كلما طلع لنا فائض بالميزانية اخذته أميركا. يعني، يا سعوديون لا تحلموا بالرفاهية!".