قدم وزير الداخلية اللبناني زياد بارود ظهر أمس الخميس استقالته بعد رفض شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي أوامره بإخلاء أحد مباني وزارة الاتصالات. وقال بارود في مؤتمر صحفي مقتضب عقده في مقر الوزارة ببيروت "يبدو لي أن المنطق في إجازة بعدما أصبح القانون وجهة نظر، ولقد تيقنت في الأيام الماضية أن المشكلة أكبر بكثير من ظاهرها".
وأضاف "لأنني لا أرغب في أن أكون شاهد زور أو وزير تصريف أعمال يقتصر عمله على توقيع بريد الوزارة، ولأنني أرفض انتهاك الدستور بمعزل عن أي موقف سياسي منحاز، حررت نفسي من هذا الأمر".
وجاء هذا التصريح بعد ساعات على خلاف حاد نقلته محطات التلفزة بين وزير الاتصالات شربل نحاس وقوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية.
وكان نحاس قد أعلن أن نحو 400 عنصر من قوى الأمن الداخلي اعترضوه لدى دخوله مبنى تابعا لوزارة الاتصالات في بيروت ومنعوا موظفين من القيام بأعمالهم.
وطالب نحاس قيادة الجيش مواجهة ما أسماه "الحالة الانقلابية" وإخلاء العناصر المسلحة من المبنى.
في المقابل، أوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان أن انتشار عناصرها في أحد طوابق المبنى العائد لهيئة مستقلة للاتصالات جاء بناء على طلب الهيئة تأمين حراسة وحماية أمنية لمعدات وضعتها الحكومة في عهدتها.
يذكر أن حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها سعد الحريري في نهاية العام 2009 انهارت يوم 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولم يتمكن رئيس الحكومة الجديد المكلف نجيب ميقاتي من تشكيل حكومة بعد.