ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الجولة التي يقوم بها رئيس الوزراء الفلسطيني في قطاع غزة إسماعيل هنية بالمنطقة، والتي بدأها الأحد بزيارة مصر في أول جولة خارجية له منذ بدء الربيع العربي؛ وذلك بهدف كسب الدعم لحركة المقاومة الإسلامية حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية الأخيرة في فلسطين. وقال محمد عوض، نائب رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية- في مكالمة هاتفية أجرتها معه- أن هنية سيتوقف أولاً في مصر ثم يتوجه إلى السودان، ومن المتوقع أن يتوجه إلى قطر وتونس ودول عربية وإسلامية أخرى، كتركيا والبحرين.
وقال هنية للصحفيين قبل دخوله مصر، والتي أشار فيها إلى أن "الربيع العربي فتح آفاقًا واسعةً لنا، وعلينا الاستفادة منه لتعزيز مصالح شعبنا".
وقالت إن هذه الزيارة هي الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها هنية منذ عام 2007م عندما وقع صدام عسكري بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة انتهى بسيطرة حماس على القطاع.
ولا احد ينكر الدور الذي تلعبه مصر لإنجاح المصالحة بين حماس وفتح ب"المهم"، والذي من شأنه أن يُسهم في تشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات تشريعية في مايو القادم.
ولابد ان توجود عقبات خارجية تقف في وجه إنجاح المصالحة، كتحذير الولاياتالمتحدة والصهاينة من دخول حركة حماس في أية حكومة فلسطينية مستقبلاً، وما سيترتب عليه من قيام الكيان بتخفيض عائدات الضرائب المنقولة إلى السلطة الفلسطينية، فضلاً عن قيام أمريكا بخفض المساعدات للسلطة.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا يطالبون باعتراف حماس بالكيان ووقف ما يصفونه بالعنف ضد الصهاينة والاعتراف بالاتفاقيات الموقّعة بين السلطة الفلسطينية والكيان، وذلك قبل الاعتراف بالحركة كشريك شرعي.
كما ان الصهاينة ترفض السماح بمشاركة سكان القدسالمحتلة في الانتخابات الفلسطينية إذا ترشَّح أحد من حركة حماس هناك.
وتحدثت عن ارتفاع أسهم حركة حماس بين الفلسطينيين بعد نجاحها في اتمام صفقة تبادل الأسرى مع الكيان وأفرج فيه عن نحو 1027 أسيرًا فلسطينيًّا مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسيبر لدى حماس جلعاد شاليط.
وقالت إن استطلاعات الرأي الفلسطينية كانت تضع حركة فتح في المقدمة لدى الناخبين الفلسطينيين، إلا أن فشل مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية والكيان ونجاح صفقة تبادل الأسرى بين حماس والصهاينة، فضلاً عن اتجاه المنطقة لاختيار حكومات إسلامية؛ عزَّز من موقف حماس.
وأضافت أن أحد أهداف جولة هنية في المنطقة هو جمع الأموال من أجل إعادة بناء قطاع غزة الذي تعرَّض لدمار كبير خلال عملية "الرصاص المصبوب" الصهيونية على القطاع، والتي استمرت لمدة 3 أسابيع من نهاية ديسمبر عام 2008م إلى منتصف يناير عام 2009م، واستشهد فيها أكثر من 1300 فلسطيني.