عقد مجلس أمناء المعهد العربي للتخطيط ، اليوم اجتماعه السنوي الثاني في مدينة طنجة في المملكة المغربية ، حيث تم استعراض مشروع خطة النشاط السنوية للعام 2014- 2015 وإقرارها، والتشديد على ضرورة دعم استكمال خطة التطوير الداخلية الشاملة التي بدأتها الإدارة العامة للمعهد، والهادفة للارتقاء وتطوير اختصاصاته الرئيسية في مجال التدريب وتعزيز القدرات وكذلك دعم خطة المعهد الهادفة لتوسيع خدماته في مجال التدريب والدعم المؤسسي والاستشارات المتخصصة والموجهة للحكومات العربية بما يؤكد دوره كبيت خبرة عربي في مجالات التنمية الاقتصادية العربية وبما يستجيب للاحتياجات الإنمائية للدول العربية. وقال المعهد الذى يتخذ من الكويت مقرا له في بيان وزع هنا اليوم ، إن هذا الاجتماع عقد برأسة هند براك الصبيح وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية في دولة الكويت ورئيس مجلس أمناء المعهد العربي للتخطيط التى أكدت في كلمة لها أن هذا الاجتماع يهدف إلى تعزيز الجهود التنموية للمعهد في الدول العربية وتعزيز العمل العربي الإنمائي المشترك خاصة أن هذا الاجتماع يعقد في وقت تواجه فيه مسيرة التنمية العربية تحديات عدة لاسيما في ظل التطورات الإقليمية والعالمية المحيطة والتي تتجلى بتباطؤ معدلات النمو الاقتصادي الاختلالات في المالية العامة الانخفاض في الاستثمارات المحلية والأجنبية، ارتفاع نسب الفقر والبطالة والحاجة إلى توفير المزيد من فرص العمل وما يترتب على ذلك من حاجة لتطوير الخطط والأساليب والأدوات اللازمة لمواجهة هذه التحديات. وأضافت الصبيح أنه وعلى الرغم من أهمية تطوير القطاع الخاص والدور الكبير الذي يلعبه في مواجهة تلك التحديات إلا أنه ينبغي التأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه الدولة ومؤسساتها العامة في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، مشددة على أهمية تطوير الإدارات العامة ورفع مستوى الطاقات البشرية فيها وذلك بما يساهم في الارتقاء بمستويات الإنتاجية لدى مؤسسات القطاع العام وتحسين قدرتها في التخطيط الإنمائي ورفع كفاءتها في تنفيذ خطط التنمية. وأشارت الصبيح إلى أنه وفي ظل هذه التطورات، فقد سجل المعهد العربي للتخطيط استجابة لافتة في مواكبة الاحتياجات التنموية للدول العربية وهو ما ترجم من خلال تطوير تطوير نشاطاته وخدماته ذات الطابع الإنمائي محققاً نقلة نوعية في هويته التنموية. ومن جهته قال مدير عام المعهد العربي للتخطيط بدر عثمان مال الله ، إن هذا الاجتماع يهدف لإطلاع الدول العربية الأعضاء على أبرز خطوات التطوير التي شهدها المعهد على المستوى الداخلي واستعراض أبرز ملامح خطة النشاط للعام القادم ، مشيرا إلى الاستمرار في تطبيق الإستراتيجية الهادفة لتعزيز دور المعهد كبيت خبرة عربي في مجال الدعم المؤسسي والاستشارات المتخصصة ، مؤكدا أن هذه التوجهات سيتم ترجمتها من خلال تكثيف الجهود الهادفة لتوسيع دائرة المستفيدين من الخدمات الأساسية الموجهة للحكومات العربية عبر التركيز على تطوير الأدوات والمنهجية التي تساهم في استقطاب الاستشارات المرتبطة بالاختصاصات الرئيسية للمعهد في عدة مجالات من بينها تصميم وتقييم الخطط التنموية للدول وتحليل وتقييم أداء قطاعات محددة كالقطاعات الإنتاجية وأسواق العمل وكفاءة قطاع المصارف وأسواق رأس المال ودراسات الجدوى المالية والاقتصادية للمشاريع التنموية. بدورها سجلت برامج التدريب وتطوير القدرات والتي تعد من الاختصاصات الرئيسية للمعهد تطورات مهمة من خلال تعديل هيكلها الأساسي وإعادة النظر بمحتواها بالإضافة للتطرق للمفاهيم الاقتصادية والنظريات الحديثة كتطبيق الحوكمة والإصلاح المؤسسي كيفية تطوير حاضنات الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة آليات تطوري النظام المصرفي وتمويل التنمية وهو ما ساهم في ارتفاع عدد البرامج التدريبية إلى 435 بين شهادات تخصصية ودبلومات بين العامين 2010 - 2015 مقارنة ب 268 برنامج في الفترة 2005 - 2010. وأضاف مال الله إلى أن المعهد العربي للتخطيط مستمر في توجهاته التي يولي من خلالها محور المشروعات الصغيرة والمتوسطة اهتماما خاصا كاشفا عن قرب انتهاء الاستعدادات لافتتاح المركز الإقليمي المتخصص في هذا المجال بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية على أن يرتكز نشاطه في تقديم خدمات استشارية وخدمات الدارسات والتدريب لهذه الشريحة من المشاريع ، موضحا أنها ستشكل المحور المهم من جهود تطوير نشاطات البحوث في المعهد، إلى جانب مواضيع أخرى تأتي في صدارة اهتمامات الدول العربية في هذه المرحلة كتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر بالنظر إلى تأثيره على إنتاجية العمل، بالإضافة إلى التطرق إلى اتفاقيات التبادل الحر المبرمة من قبل هذه الدول. ومن المقرر أن يعقد المعهد على هامش اجتماع مجلس الأمناء ملتقى صناع القرار حول "آفاق التنمية المستدامة وتخطيط التنمية والنمو الاقتصادي" وهو يتضمن ثلاث جلسات عمل رئيسية ، حيث يستعرض د. بدر مال الله خلالها أبرز ملامح محتوى الإستراتيجية الثامنة على أن تركز على المنطلقات الإنمائية لهذه الإستراتيجية بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهدافها ومضمونها وأخيرا الفرص والتحديات التي تواجهها ، كما تشمل جلسات الملتقى جلسة تحت عنوان "تحديات تنفيذ الاستراتيجيات والخطط التنموية والإصلاحات المؤسسية المطلوبة لذلك".