قال د. محمد السعدني، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وخبير السياسة الدولية، إن "مجلس المعارضة القطري" كان طرفاً بشكل أو بآخر في الانقلاب الناعم الذي أتي بالأمير "تميم" بدلاً من والده الأمير "حمد بن جاسم". وأوضح "السعدني" في تصريحات خاصة ل "صدى البلد" أن هذا المجلس ظهر في إطار حركة ثقافية كبيرة حدثت في قطر نتيجة بعثات الشباب التي سافرت إلى الغرب والولايات المتحدةالأمريكية، حيث لم تعد تسمح ثقافتهم بعد العودة أن يطيقوا السلطوية والفاشية التي يمارسها الحكم القطري ضد شعبه، وتجاوزات قطر ضد الشعوب العربية. وتابع: "تلك الحركة تتنامي يومًا بعد الآخر في قطر، ولها روافد في الغرب الأوروبي خصوصًا لذا فهي ليست سهلة التطويق وليست مجرد ظاهرة إعلامية لكنها موجودة فعلاً على أرض الواقع ولها تأثيرها داخل قطر". وأوضح "السعدني" أن تلك الحركة يتزعمها الشباب وتلقى دعم كبير منهم خاصة الرافضين لسلوك حكام قطر وبها شيوخ أصوليين أفتوا بتورط حكام قطر في الفساد وإضاعتهم لثروات الشعب القطري من عوائد البترول فيما لا يعود على قطر بالنفع. وحول إمكانية تحريك هذا المجلس لثورة بقطر، قال السعدني: "الثورات والأعمال المعارضة تحتاج لفترة عمل على الأرض قبل أن يتضح لنا إلى أين تتجه، كما أن دعم الشعب لها واستجابة قطاعاته المختلفة تحدد إلى أي مدى ستصل، ف"25 "يناير مثلا كانت مجرد تعبير عن الاستياء وتحولت إلى ثورة لم تكن منتظرة، وكذلك الحال في تونس والتي تطورت فيها الأحداث من مجرد مطالب عادية لمطالبة بتغيير النظام بأكمله". وتابع :" تحركات مجلس المعارضة القطري قد تكون شرارة لثورة تحتاج لوقت اكثر حتى تشتعل". وكان قد اجتمع مجلس المعارضة القطرية فى العاصمة الفرنسية باريس أمس السبت لبحث خطوات التصعيد ضد سياسة حمد بن خليفة وحمد بن جاسم"عائلة آل ثانى" التأمرية والعدائية ضد الدول الخليجية الشقيقة. وأصدر المجلس بيانا أكد فيه أنه يتابع بانزعاج بالغ التراشق والاتهامات المتبادلة بين شعوب دول الخليج العربى الشقيقة، واصفا: "ما يحدث بأنه أمر محزن يدمى القلب لشعوب شقيقة تربطها روابط الدين والأخوة والدم والنسب". وأضاف البيان الذى نشره على حسابه "مجلس المعارضة القطرية" بموقع تويتر أن أعضاء المجلس اجتمعوا فى مقره بباريس وتداول هذا الأمر وهو يحمل كامل مسئولية ما يحدث على الانقلابيين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وسياستهم التآمرية والعدائية ضد الدول الخليجية الشقيقة". ونوه البيان إلى أن الانقلابيين قد أنفقوا ثروة شعب قطر على بث الفتنة وسفك الدماء، وهذا أمر لا يقبله دين أو عقل، فليس هناك أى مصلحة من ذلك عدا إضعاف وتشتيت الأمة العربية والمستفيدون هم أعداؤها وأعداء الأمة الإسلامية.