انتقدت وزارة الخارجية السودانية حديث وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأن الحكومة تسعى لتقويض دولة جنوب السودان واتهامها لها بخرق نصوص اتفاق السلام في كلمتها أمام مجلس النواب الأمريكي. واعتبر المتحدث الرسمي باسم الخارجية العبيد مروح في تصريحات صحفية حديث كلنتون بأنه يعد في اطار الصراع ما بين الادارة الامريكية ومجموعات الضغط التي تبتز الادارة الامريكية لاتخاذ مواقف تجاه السودان . وقال مروح إن الموقف الأمريكي يتكشف بالتدريج كلما اقتربت حمى الانتخابات، معربا عن أسفه لاستجابة الادارة الامريكية لهذه الضغوط ، وقال إن الادارة الامريكية اختارت أن تبقى علاقاتها مع السودان في اطار صراعها مع مجموعات الضغط. من جهته ، اعتبر حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان ، تهديدات الإدارة الأمريكية وضغوطها على السودان ناتجة عن بوادر فشلها في تبني الاصلاح السياسي بجنوب السودان بعد الإنفصال ، موضحا أن أمريكا حققت رغبتها بإقناع مواطنى جنوب السودان بالإدلاء للإنفصال إلا أنها اصطدمت بالصراع القبلي والعرقي بين قيادات الحركة الشعبية والمواطنين بولايات الجنوب. وقال القيادي بالمؤتمر الوطني رئيس القطاع السياسي السابق الدكتور قطبى المهدى في تصريح صحفي إن أمريكا لاتزال تلوح بالتهديدات والعقوبات على السودان منذ أكثر من 5 أعوام ولم تتمكن من تحقيق أي هدف تجاه البلاد. وأوضح أن ما أشارت إليه وزيرة الخارجية الأمريكية بممارسة ضغوط على السودان واتهامها له بخرق إتفاقية السلام الشامل، ناتج عن عدم سيطرتها على ما يحدث من خلافات ونزاعات بين قيادات الجنوب، مضيفا أن أمريكا أقنعت الجنوب بإغلاق أنابيب النفط لكى ينهار الشمال إقتصاديا وسياسيا وتناست في الوقت ذاته عدم إمكانية الجنوب بإنشاء خطوط جديدة تمر عبر كينيا أو غيرها. وأضاف قائلا: أن أمريكا لم تتمكن من تمرير أجندتها الخاصة عبر لجنة الوساطة الأفريقية التي كونها الإتحاد الأفريقي برئاسة ثامبو أمبيكى فضلا عن أن الحكومة السودانية ملتزمة بالوقت والمكان المحدد لأى محادثات مع الجنوب تحت رعاية الإتحاد الإفريقي. ونوه المهدى إلى أن الإدارة الأمريكية تحاول نقل رسائل إلى مجلس الأمن الدولى بأن "المؤتمر الوطني" خرق الإتفاقيات المتعلقة بالقضايا العالقة بجانب محاولتها تهميش الشكاوى التي قدمتها الحكومة ضد خروقات الجنوب العسكرية والأمنية، فضلا عن الأدلة التي بحوزة المجلس حول دعم دولة الجنوب للحركات المتمردة.