دخل الكمبيوتر إلى بيوتنا وصحبه النت ومحتوياته من صفحات للتواصل الاجتماعى ومنتديات ومواقع وكل هذه تحمل فى طياتها الخير والشر ويستخدمها كل شخص حسب ميوله ورغباته فينال من ورائها خيرا أو يحصد من خلالها شرا ومن خلال ملاحظاتى على ما يحدث من تصرفات لقسم من الناس على النت وجدت أن البعض يفعل الشر عالما به وعامدا له وقد يكون من أهل العلم والدعوة وهذا لامجال للحديث معه إلا أن ننصحه بأن يحذر لنفسه من غضب الله ونذكره بقوله تعالى " ... فلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)"النور أما من أوجه حديثى لهم اليوم فهم بعض من يفعل الشر جاهلا به وذلك مثاله بعض من ينتحل شخصيات وهمية غير شخصيته الحقيقية ويتخذ من ذلك ستارا ليدخل به إلى المنتديات ويطلب الصداقات من غير بنى جنسه فتجد شبابا ورجالا ينتحلون صفة نسائية ليتسنى عقد صداقات مع النساء ويتعرف على أسرارهن أو عقد صداقات مع رجال وإيهامهم بأنه امرأة متدينة أو غير ذلك مما يؤدى إلى تعلق الآخر به ومثل ذلك تفعله النساء أيضا ومن ذلك قرأت تلك المشكلة حيث قالت صاحبتها. من خلال عدة صفحات على النت قمت بانتحال عدة شخصيات من صنع الخيال مثل شخصية بنت معقدة، بنت من عائلة ثرية ووحيدة، شخصية بنت مثقفة ... حتى وصل بي الأمر إلى التحدث مع الآخر بصفتي ولدا وليس فتاة.والذى حدث أن تعلق الناس بي وأصبحت حياتى على النت تدور من خلال الكذب على الآخرين وتلك مسألة تؤرقني. كانت مجرد قكرة خطرت في بالي وأحببت تجربتها، علما بأنني إنسانه ملتزمة ومشاركة بعدة جمعيات تطوعية، وهذا مثال ونموذج يتكرر كثيرا من النساء والرجال ويتسبب فى مشاكل نفسية لمن يتعلقون بهذه الشخصيات الوهمية التى كثيرا ما يجد صاحبها نفسه فى وقت ما ملزم بأن يظهر حقيقته للآخر فما يكون أسهل عليه من إلغاء حسابه على النت وعمل صفحة جديدة باسم جديد ويترك الآخر يعانى من الصدمة. وهذا لون جديد علينا من الكذب والكذب فى الإسلام محرم هو شعبة من النفاق إذا لازم المرء لقوله صلى الله عليه وسلم " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ " وكبيرة من الكبائر حذر الرسول من الاقتراب منها فقال " إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.....". وعلى كل من يفعل ذلك عالما أو جاهلا بالحكم الشرعى عليه أن يسرع بالتوبة والنظر فى قول الله تعالى "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)"النساء. ويشترط لصحة التوبة: أولا: أن تندم على فعلك هذا. ثانيا: أن تعزم عزما أكيدا ألا تكذب مرة أخرى. ثالثا: أن تقلع عن هذا الذنب مباشرة. فإنك إن تبت إلى الله توبة نصوحة تاب الله عليك وإياك أن تقنط من رحمة الله وعفوه ومغفرته. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}