بعد الجدل الذي أثارته سفينة الماشية البرازيلية التي دخلت البلاد رغم عدم صلاحياتها، وتخوف البعض منها.. "صدى البلد" يفتح ملف السفينة، ويناقش كل أطراف الأزمة.. في البداية، أوضح العميد هشام زين، رئيس مباحث ميناء بورسعيد، أن السفينة لم تكن سوى سفينة عابرة لميناء بورسعيد ولم تتوقف به مطلقا، حيث كانت ضمن قافلة شمالية عابرة يوم 16 فبراير متوجهة إلى ميناء السويس. أما العميد محمد المحروقى، رئيس مباحث تموين بورسعيد، فبين أن السفينة كانت تحتوى على 5635 رأس ماشية حية قادمة من البرازيل على السفينة "جلى فار جلى مار" وتمت مناظرتها من الحجر البيطرى لمتابعة وصولها إلى ميناء السويس موقع الكشف النهائى عن الشحنة. وجاء الدكتور فؤاد البدراوى، وكيل وزارة الطب البيطري ببورسعيد، ليؤكد أن بورسعيد لم تستقبل أي سفن خاصة بالماشية أو الأغنام نظرا لعدم وجود مجزر بها لذبح تلك الكميات. وأضاف أن علاقته بالأمر لا تتعدى قيام إدارة تحركات هيئة قناة السويس بإبلاغ المديرية يوم 22 فبراير بوجود عجل نافق بالمجرى الملاحي لقناة السويس فتم التنسيق مع القاعدة البحرية والحجر البيطري. وتم انتشال العجل النافق، ليتبين أنها ضمن السلالات الموجودة على السفينة العابرة رغم قيام طاقم السفينة بقطع الأكواد المعلقة فى أذنها لإخفاء معالمها، ولكن لندرة تلك السلالة تم التعرف عليها، وقد شرحها رجال الطب البيطرى عقب ذلك. أما الدكتور محمد نجيب، مدير عام الحجر البيطري والواقع تحت نطاق إشرافه محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس ودمياط، فقد روى القصة مؤكدا عدم دخول الرسالة إلى مصر، حيث تم رفض الشحنة كاملة بميناء السويس. وقال نجيب: "عندما أبلغنا بالرسالة انتدبنا أحد الأطباء لمناظرة الشحنة على السفينة أثناء عبورها لبورسعيد، غير أن نية قبطان المركب وهو "سورى الجنسية"، لم تكن سوية، فأعاق صعود القارب الذى يحمل الطبيب إلى السفينة حتى تمكن الطبيب من الوصول بصعوبة عبر سلم متحرك أعاقه من الوصول إلى السطح". وتابع: "أخفى القبطان الطبيب البيطرى المقيم مع الشحنة منذ إقلاعها من البرازيل، فما كان من الطبيب إلا أخذ قرار كتابى على القبطان مختوم بعدم إلقاء أى شيء فى المياه الإقليمية، بالإضافة إلى سلامة الشحنة وعدم نفوق شيء منها". وأضاف: "كان الترتيب أيضا أن يكون الطبيب نفسه هو الطبيب الذى رفض دخول الشحنة من ميناء السويس بعد نفوق أكثر من 2000 رأس عليها من إجمالى 5635 رأس ماشية أى ما يوازى 40%، كما أن الباقى منها على وشك النفوق، فتم الرفض بناء على قرار اللجنة وإخطار هيئة الموانئ والقوات البحرية لتأمين خروج الشحنة إلى خارج المياه الإقليمية من السويس واتخاذ إجراءاتهما". ونوه نجيب إلى أن الشحنة من أجود السلالات البرازيلية، لكن نظرا لتعطل العلافات الإلكترونية ورداءة تجهيز السفينة ووضع العلف الجاف إلى الماشية فى ممرات السفينة، مما حوله إلى روبة أضرت فى الحال بالحالة الصحية للماشية، فكانت السبب الرئيسى فى النفوق، خاصة أنها ماشية مراع طبيعية". هذا وقد أكد أحد المصادر تعرض السفينة للغرق مرتين خلال رحلتها، منها مرة أمام جزر الكنارى والأخرى فى الشواطئ الجزائرية.