قالت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية أنه لما يقرب من 20 عاما اتبع حلف شمال الاطلسي (ناتو) والسياسة الأمنية الأوروبية أربع استراتيجيات معيبة وأنها حادت عن وظيفتها الأساسية ويدفع العالم ثمن ذلك. وأوردت المجلة الأمريكية في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، الأربع استراتيجيات المعيبة مستهلة إياها بافتراض زعماء الدول الغربية بأن روسيا قد أصبحت قوة مسالمة ، ولذا لم تعد تهديدات موسكو محل قلق لهم. وقالت "إن الاستراتيجية الثانية التي اتبعها الحلف، أن قادته اعتقدوا أن "الدفاع الجماعي" وهو المهمة الأساسية لحلف الناتو لم يعد سببا مقنعا للحفاظ على تماسك بنيان التحالف ، ولذا من وجهة نظر القادة الغربيين ، فإنه يجب توسيع حجم نطاق عمل الحلف أو وقفه عن العمل ، وبناء عليه يقوم الحلف بتوسيع عضويتها واختراق آفاق جديدة بالأخذ على عاتقها تنفيذ مهام جديدة حول أرجاء العالم". وأضافت " أما عن الاستراتيجية الثالثة فإن القادة الغربيين افترضوا أن توسع الناتو لن يثير رد فعل روسيا وصدقوا وجهة نظرهم بأن توسع الناتو أمرا مسالما أقنعوا أنفسهم أيضا أن روسيا تري نفس الأمر كما يرونه أنفسهم". واستطردت " أما عن الاستراتيجية الرابعة، فقد اعتقد الزعماء أن التحالف سينجح في تنفيذ المهام العسكرية ويحقق الاستقرار في أماكن من العالم بعيدة مثل أفغانستان والعراق وليبيا". وتابعت المجلة الأمريكية " ففي عام 2014 انتبه المسؤولون الغربيون لمثل هذه الأخطاء الاستراتيجية بشق الأنفس ، لقد أدركوا أن مهمة الدفاع الجماعي لحلف الناتو في أوروبا لا تزال حيوية لأن روسيا تعمل على ترسيم الخريطة الدولية مرة أخري بالقوة ولم يكن على الناتو الخروج لتنفيذ مهام في أراض بعيدة لأن روسيا لم تر أن توسع الناتو وزحفه نحو الحدود الروسية أمر حميد ، ولأن بعثات منظمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان والعراق وليبيا كبدتها قدرا كبيرا من الأرواح والأموال ولم تسفر عن نتائج واضحة المعالم". ومضت فورين بوليسي تقول " كما يتبارى المسؤولون الأميركيون والأوروبيون للرد بمصداقية متماسكة وفعالة علي العدوان الروسي في أوكرانيا ، يجب عليهم أيضا إجراء إعادة تقييم الاستراتيجيات الأساسية ، ولا تزال أوروبا تواجه تهديدات أمنية على سبيل المثال مخاوف من العدوان الروسي". واختتمت المجلة قائلة " لا تزال المهمة الأساسية لحلف الناتو - الدفاع الجماعي - حيوية وهناك حاجة ماسة لاستخدام أساليب الردع والدفاع في أوروبا ، وكما هو الحال في العديد من العلاقات بين القوى العظمى ، فإن التحدي الأساسي هو ردع العدوان وطمأنة الحلفاء دون إثارة التصعيد ، ولذا يتوجب على القوي العظمي مثل الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية وحلف الناتو الرجوع والنظر في استراتيجياتهم القديمة".