أصدرت وزارة الدفاع اليمنية إشارات بشأن فاعلية الحملة التي تشنّها القوات المسلّحة منذ أيام على تنظيم القاعدة بجنوب البلاد والتي لم تخل من رسائل سياسية للمجتمع الدولي الذي بدأ منشغلا بالوضع الأمني في البلد وما يشكّله من مخاطر على استقرار الإقليم وعلى المصالح الدولية فيه. وقد بدأ الربط واضحا، خلال مؤتمر لندن الأخير لمجموعة أصدقاء اليمن، بين المنح والمساعدات الاقتصادية للبلد ومدى التقدّم في معالجة الأوضاع الأمنية وبسط الاستقرار؛ وفقا لما ذكرته صحيفة " العرب اللندنية " . ومن جانبها أعلنت الوزارة على موقعها بشبكة الأنترنت عن قتل سبعة عناصر من القاعدة بينهم قيادي يحمل الجنسية الأوزبكية في معارك عنيفة جنوب البلاد حيث يتابع الجيش حملة عسكرية واسعة النطاق ضد معاقل مسلحي التنظيم المتطرف , وقالت إن قوات الجيش اليمني وجهت "ضربات موجعة في مديرية ميفعة وعزان (في محافظة شبوة) أدت إلى تدمير ثلاث سيارات وقتل ستة من أبرز عناصر التنظيم كانوا على متن تلك السيارات وجرح عدد آخر فيما لاذ من تبقى بالفرار". ومن جانبه أكد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد الذي تفقّد الجبهة بأن "الحرب على الإرهاب مستمرة حتى القضاء على جميع عناصرها وتطهير اليمن من شرور وعبث الإرهابيين". وعلى جانب اخر ذكر السكان أن القتال الذي اندلع ليل الأربعاء الخميس ما زال مستمرا، كما ذكر موقع وزارة الدفاع في رسالة نصية للصحافيين أن غارات للطيران استهدفت مواقع للقاعدة في ريدة بمحافظة شبوة. ووفقا للصحيفة فقد أكد مصدر عسكري مقتل القيادي في تنظيم القاعدة أبو مسلم الأوزبكي الذى يرجح أن يكون قد قتل في اشتباكات اندلعت أثناء توجه قوات الجيش إلى منطقة المحفد" في محافظة أبين الجنوبية المتاخمة لشبوة. وجاءت هذه الحملة البرية بعد حملة جوية نفذتها طائرات أميركية من دون طيار ضد مراكز للتنظيم المتطرف في الجنوب ما أسفر عن مقتل حوالي 60 مسلحا من التنظيم ؛ وقد عكس تقرير لوزارة الخارجية الأميركية القلق من "تغوّل" تنظيم القاعدة في اليمن حيث ورد فيه أن الجهود الكبيرة المبذولة في ملاحقة زعيم القاعدة، أيمن الظواهري وتنظيمه أدت إلى تسريع اللامركزية في التنظيم وظهور جماعات أخرى مرتبطة بها تشكل أكثر خطورة. وألقى التقرير الضوء على ناصر الوحيشي الذي يزداد نفوذه والذي وصل مؤخرا ليكون الرجل الثاني في تنظيم القاعدة خلف أيمن الظواهري، حيث تمكن من تنفيذ أكثر من 100 هجوم داخل اليمن في العام 2013 إلى جانب محاولة تفجير طائرة أميركية فوق ديترويت بما عرف بكونه "قنبلة الملابس الداخلية".