استمتع اتليتيكو مدريد بواحدة من أمجد الليالي في تاريخه البالغ 111 عاما حين أقصى تشيلسي من دوري أبطال اوروبا يوم الأربعاء وتأهل ليواجه غريمه القوي ريال في المباراة النهائية. وسيعبر الغريمان الاسبانيان الحدود للبرتغال ليخوضا النهائي في لشبونة في 24 مايو بعدما عوض اتليتيكو تأخره ليفوز 3-1 وسيصبح اتليتيكو وريال الذي تأهل بانتصار ساحق على بايرن ميونيخ حامل اللقب يوم الثلاثاء أول فريقين من نفس المدينة يتقارعان في أي مباراة نهائية للمسابقات الاوروبية. كما ستكون هذه المرة 17 التي يجمع النهائي فيها بين ناديين من نفس البلد وثاني نهائي اسباني خالص بعد عام 2000 حين سحق ريال منافسه بلنسية بثلاثية. وسيظهر اتليتيكو في النهائي للمرة الأولى منذ خسر أمام بايرن ميونيخ في مباراة إعادة عام 1974 بينما يسعى ريال لنيل اللقب العاشر. وفي ضوء هذه المعطيات لن يغيب عن ذهن أحد أن ريال الأقوى والأغنى ستكون لديه فرصة قوية لتحقيق مراده في استاد لوش بلشبونة. لكن دييجو سيميوني مدرب اتليتيكو الذي احتفل بالهدف الثالث على طريقة نظيره مورينيو بالركض على خط التماس قال للصحفيين "لا أرى في اللعب ضد ريال ميزة ولا مشكلة." وأضاف "الواقع أننا نعرف بعضنا البعض بشكل جيد جدا. سنلعب ضد فريق قوي للغاية اعتاد اللعب في هذه المناسبات الكبيرة. مر وقت طويل منذ وصلنا لهذا الموقف لذلك نشعر بالسعادة والإثارة." وأقر البرتغالي مورينيو الذي خسر في قبل النهائي للموسم الرابع على التوالي بأن الفوز ذهب للفريق الأفضل. وقال "الشوط الأول كان لنا لكن المباراة انقلبت حين أنقذ حارسهم ضربة رأس من جون تيري وفي نفس الدقيقة احتسبت ركلة ركلة جزاء لصالحهم ليتقدموا 2-1. بعد ذلك لم يكن هناك سوى فريق واحد.. أصبحت المباراة تحت رحمتهم." ولعب كل فريق بطريقة دفاعية وتراجعا أملا في تشكيل خطورة من الهجمات المرتدة. وأشرك مورينيو بطريقة مفاجئة الظهير الأيسر اشلي كول ضمن التشكيلة الأساسية وأمامه سيزار أزبيليكويتا في خط الوسط وبينما كان لهذا أثر جيد في البداية فإن السيطرة انتقلت بمرور الوقت لاتليتيكو. وبدا أن لاعبي الفريق الاسباني أصبحوا أكثر حماسا من تشيلسي بعدما دخل مرماهم هدف وفي ظل الجهد الجبار الذي بذله ثنائي الوسط ماريو سواريز وتياجو اللاعب السابق في تشيلسي في خط الوسط بدا اتليتيكو الفريق الأفضل. وقال كوستا مهاجم اتليتيكو في مقابلة مع محطة كانال بلوس التلفزيونية الاسبانية "في الحقيقة كان الفريق رائعا." وتابع "فعلنا كل شيء لبلوغ النهائي. نستحق نحن وريال مدريد الظهور في النهائي." ولم يكن للحظ أي دور في انتصار اتليتيكو. فالفريق بدا أكثر نهما للحصول على الكرة وأسرع في الألعاب المشتركة وأكثر دقة في طول الملعب وعرضه. وبالإضافة ذلك جاء الهدف الذي أحرزه كوستا في دقيقة فارقة من عمر المباراة بعد ساعة من اللعب حين أنقذ حارس اتليتيكو الشاب تيبو كورتوا البالغ من العمر 21 عاما ضربة رأس من تيري قائد تشيلسي. وبعدها بدقيقة احتسبت ركلة الجزاء على تشيلسي إثر عرقلة من صمويل إيتو ضد كوستا الذي نفذها بنفسه. ومرت 12 جقيقة أخرى لينجح اللاعب الدولي التركي توران في إضافة الهدف الثالث بعدما ردت العارضة ضربة رأس له في الهجمة نفسها. والآن سيتطلع اتليتيكو للانضمام لصفوة من الأندية الاوروبية التي سبق لها الفوز بجميع المسابقات الثلاثة للاتحاد القاري بعدما فاز بكأس الأندية أبطال الكؤوس في 1962 ورفع كأس الأندية الاوروبية في 2010 و2012. الآن لم يعد بينهم وبين ذلك الإنجاز إلا فوز واحد صغير على ريال مدريد.