* فى بعض الأحيان يقوم أهل المتوفى بتأخير الدفن حتى يحضر أقارب الميت، فما حكم الشرع فى ذلك؟ قال سعيد عامر الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف: الدفن هو ستر الميت ومواراته فى باطن الأرض بحيث لا تظهر رائحته، وقد توارث الناس من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا على وجوب دفن الميت بعد موته وهذا من مقتضى التكريم. وأضاف أنه لايترك الميت بدون دفن هملاً يتقزز منه الناس لأن فى ذلك هتكاً لحرمته، قال تعالى:"ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره"، وقال سبحانه: "منها خلقناكم وفيها نعيدكمومنها نخرجكم تارة أخرى". وأشار إلى أنه يستحب لأولياء الميت أن يبادروا بإخراج وصيته وتغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه حتى لا يتغير، والإسراع بدفنه يخفف من حدة البكاء والعويل عليه، وقد ورد فى ذلك آثار يقوى بعضها بعضاً منها: روى أبو داود أن صلحة بن البراء مرض فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم يعوده قال: "إنى لا أرى صلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنونى به حتى أشهده فأصلى عليه،وعجلوا فإنه لاينبغى لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهران أهله. وتابع: وروى الإمام أحمد وابن ماجة وابن حبان عن على رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاثة يا على لا تؤخرهن: الصلاة إذا آذنت-أى حضر وقتها- والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفئا" أى المرأة التى مات زوجها إذا وجدت زوجاً يناسبها. وأوضح: والإسراع فى التجهيز إنما يستحب لمن يمت فجأة، أما من مات فجأة كأن أصيب بنوبة قلبية أو تردى من مكان مرتفع فإنه ينتظر حتى يتأكد موته. وقال بجواز تأخير التجهيز انتظاراً لحضور أحد الأقارب ما لم يخف تغيره، فإن خيف تغيره عجل بتجهيزه. والتجهيز كما قلت هو تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه. والله أعلم.