جرت العادة فى بعض البلدان، بعد دفن الميت يسرع أهله إلى إعداد الطعام والولائم للمعزين، فما حكم الشرع فى ذلك؟ يقول الدكتور سعيد عامر، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، إنه لا خلاف بين أهل العلم فى جواز ضيافة المعزين بلا كراهة إذا ادعت الحاجة. وأضاف عامر ل"صدى البلد" في فتواه، أن ابن قدامة يقول إذا دعت الحاجة إلى ذلك جاز، فإنه ربما جاءهم من يحضر ميتهم من القرى والأماكن البعيدة.. ولا يمكنهم إلا أن يضيفوه. وأوضح: أما إذا لم تكن هناك حاجة إلى الضيافة فقد اختلف الفقهاء فى كراهتها على مذهبين: الأول: يرى كراهة اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت، لأن فيه زيادة مصيبتهم وشغلاً لهم إلى شغلهم، ولأن العزاء ليس موضع ولائم إلى تشرع للسرور لا فى الشرور، بل يسن صنع الطعام لأهل الميت لما رواه الترمذى وأحمد وأبوداود أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد جاءهم ما يشغلهم". واستشهد بابن تيمية فى الفتاوى: إنما المستحب إذا مات الميت أن يصنع لأهله طعاماً، كما قال صلى الله عليه وسلم لما جاء نعى جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه:" اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد أتاهم ما يشغلهم"، وذلك إعانة لهم وجبراً لقلوبهم، فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتى إليهم عن إصلاح طعام لأنفسهم". أما الرأي الثانى فيرى أنه لا بأس من اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت للمعزين، قال ابن قدامة: إذا دعت الحاجة لإصلاح أهل الميت للطعام جاز لهم ذلك. وقال المناوى: يندب لجيران الميت وأقاربه الأباعد صنع الطعام ويحلفون عليهم فى الأكل. وقال الشيخ أحمد البنا: فصنع الطعام لهم نوع من البر بالغريب.