رأي الشرع في حديث "لا عزاء فوق ثلاثة أيام"

يقول أحد الأشخاص إنه بعد دفن الميت يقوم الناس بتقبل العزاء لمدة ثلاثة أيام فقط، مستندين لحديث "لا عزاء فوق ثلاثة"، ويقولون إن العزاء بعد اليوم الثالث حرام، فما حكم الشرع فى ذلك؟
أوضح الدكتور سعيد عامر، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، أن الفقهاء اتفقوا على استحباب تعزية أهل الميت المسلم، ويستحب أن يعزى جميع أقارب الميت سواء أكان الميت رجلاً أو امرأة، وهذا من باب "وتعاونوا على البر والتقوى..."، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يعزى المسلمين فى مصايبهم.
واستند "عامر" ل"صدى البلد" في فتواه، إلى ما رواه الترمذى وابن ماجة عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "من عزى مصاباً فله مثل أجره" لأن التعزية تصبير وتسلية.
وأضاف: يكون العزاء من حين الموت، وذهب البعض إلى أن العزاء يكون قبل الدفن وبعده إلى ثلاثة أيام، ويستثنى من الكراهية بعد الثلاثة: ما لو كان أحدهما (المعزى والمعزى) غائباً فلم يحضر إلا بعد الثلاثة، وأكثر أهل العلم على أنه ليس للتعزية وقت مخصوص ولا أيام مخصوصة، بل هى مشروعة من حين الدفن وبعده والمبادرة بها أفضل فى حال شدة المصيبة، وتجوز بعد ثلاثة أيام من موت الميت لعدم الدليل على التحديد.
وتابع: أن حديث "لا عزاء فوق ثلاث" مرفوع ويتداوله العوام ولا يعرف له أصل، وقالوا ما دامت المصيبة باقية فى نفسه يعزى بخلاف إذا نسى مصيبته لطول الزمن فإننا لا نعزيه لأننا إذا عزيناه بعد طول الزمن، فهذا يعنى أننا جددنا عليه المصيبة والحزن. والله أعلم.