شم النسيم .. فاصل.. ونواصل

زهقنا من السياسة وتعبنا من الأحداث، ياريت نأخذ فاصلا ولو قصيرا نرتاح بعض الشيء، فمع بداية الاسبوع القادم تبدأ اجازة شم النسيم العيد الذي صدَرته مصر إلي العالم كله ليحتفل به بنفس عاداتنا وتقاليدنا، ففي ألمانيا: يطلقون عليه "أوستربوم" وأهم مظاهر الاحتفال به البيض الملون وأرنب الفصح.. ومن العادات الخاصة بالألمان شجرة شم النسيم.
وفي أسبانيا.. يطلقون عليه "سمانا سانتا" ويحتفلون به أيضا لمدة 10 أيام.. وفي هنجريا: اسمه "سبرنكلينج" وأهم مظاهره رش الفتيات في عمر الزواج بالماء.. وفي المقابل تقدم الفتيات بسكويت أو مشروبا.. لكل من رش عليهن الماء وتحتفل النرويج بشكل مختلف فيطلقون عليه"باسكركيم".. ويقرأون روايات الرعب والتشويق.. وفي اليونان، احتفالات شم النسيم هي كوكينا أفجا"وهي الأضخم علي مدار العام، ولكل يوم احتفالية خاصة، ومن العادات المنتشرة أيضا "البيض المسلوق الملون باللون الأحمر".
أما نحن.. فقد بدأنا الاحتفال بشم النسيم قبل ما يقرب من خمسة آلاف عام، وبالتحديد في أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية. وإن كان بعض المؤرخين يرون أن بداية الاحتفال به ترجع إلي عصر ما قبل الأسرات، فكان لهم احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوي فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس في برج الحمل.
فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم، ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربًا تدريجيًّا من قمة الهرم، حتي يبدو وكأنه يجلس فوقها وفي تلك اللحظة تبدو واجهة الهرم وكأنها انشطرت قسمين.
ومع إشراقة شمس اليوم الجديد يتحول الاحتفال إلي مهرجان شعبي، تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة، فيخرج الناس إلي الحدائق والحقول والمتنزهات، حاملين معهم البيض وكانوا يكتبون عليه الأدعية والأمنيات وتطور الأمر إلي تلوينه بألوان وأشكال مبهجة، والفسيخ أو السمك المملح وقد ذكره "هيرودوت" فقال إنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم أما البصل فقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب علي المرض والخس الذي اعتبروه من النباتات المقدسة، فنقشوا صورته تحت أقدام إله التناسل عندهم.
وقد اهتم المصريون بعيد شم النسيم اهتماما خاصا جدا ومازلنا نحتفل به بنفس الاهتمام حتي الآن.
لنعتبر أن أجازة شم النسيم فاصل بين فترة ساخنة وفترة أسخن قادمة نخرج فيها الي الحدائق والمتنزهات والقري وضفاف النيل والسواحل.. لنرتاح قليلا ونلتقط الأنفاس لنستطيع ان نواصل