أمر المستشار ياسر التلاوي المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، برفع 16 توصية للجنة الخبراء الثلاثية من أساتذة كلية هندسة عين شمس، المكلفين بفحص المخالفات الفنية، وأسباب حادث قطار دهشور، الذى أودى بحياة 27 مواطنا وأصيب خلاله 36 آخرين جميعهم من عائلة واحدة إلى رئاسة مجلس الوزراء؛ لأخذ تلك التوصيات فى الاعتبار، وتعميم العمل وفق الاشتراطات الهندسية الصحيحة بجميع مزلقانات السكة الحديد، لتجنب تكرار تلك الحوادث الجنائية، بما يعد بمثابة مواجهة وإنذار للحكومة بالأخطاء السابق حدوثها بمجازر المزلقانات. وتضمنت توصيات اللجنة المرفوعة، للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، ضرورة إلزام قائدى القطارات بالسرعة المسموحة قانوناً، وعدم تجاوزها تحت أى ظرف. فقد تبين أن سائق قطار بضائع دهشور كان يقود بسرعة تتراوح بين 63 و69 كيلومترا في الساعة، مع العلم بأن السرعة المقررة هى 50 كيلومترا في الساعة، وتطوير البنية التحتية لقطارات السكة الحديد. وتضمنت التوصيات مراعاة مطابقة أجهزة قياس السرعة بالقطارات من مثيلتها من الأجهزة الأرضية، حيث تبين أن الجهازين غير متوافقين على خطوط السكة الحديد، ولتشغيل أحدهما ينبغى تعطيل الثانى، وهو ما فعله سائق القطار، حيث عطل عداد السرعة « A.T.C» متعمدا مع علم مرءوسيه؛ بسبب تهالك البنية الأساسية للقطارات، وعدم توافق الجرارات مع التركيبات الأرضية التى يسير عليها القطار، ما يجعل القطار يتوقف تلقائيا حال تشغيل جهاز قياس السرعة، ويضطر السائقون إلى إغلاقه. وأوصى خبراء اللجنة الثلاثية فى تقريرهم المقدم إلى نيابة حوادث جنوبالجيزة، برسائة أسامة حنفى وتم رفعه لرئاسة مجلس الوزراء، بالتفتيش الدورى والمستمر على سائقي القطارات بعد نهاية كل رحلة، ما يجعلهم لا يتمادون في الإفراط بالسرعة المستخدمة، وكذلك ضرورة توفير ظروف عمل إنسانية لمراقبي المزلقانات. وثبت للجنة أن عاملى المزلقان لا تتوافر لهما وسائل معيشة آدمية، للمراقبين بمحل عملهم، لعدم وجود كهرباء لإضاءة المكان لتبين قدوم قطارات مع عدمه، كما لا يتم توفير مصدر لمياه الشرب، أو مكان لقضاء حاجتهم، ويستمر عملهم على مدار 24 ساعة بنظام الاسبوع الكامل، بالمخالفة للعقل والمنطق، بحجة عدم القدرة على توفير اتوبيسات لنقلهم من وإلى مكان الخدمة بشكل يومى بما يسمح بتبديل ورديات المتابعة بين عدة أشخاص. وأوصت اللجنة بضرورة تطوير المزلقانات، وإغلاقها بطريقة آلية وبواسطة أجهزة تحكم، حيث ثبت تقصير عاملي المزلقان وترك المزلقان مفتوحاً وقت قدوم القطار؛ ما أدى لوقوع الحادث، ووصف التقرير نظام إغلاق المزلقانات بالسلاسل الحديدية بأنه "بدائي"، ويعرض حياة العامل للخطر. كما اشتملت التوصيات المرفوعة إلى مجلس الوزراء على، ضرورة إقامة مطبات أرضية على طرق النقل المؤدية إلى المزلقانات لإجبار السائقين على تهدئة السرعة على أقل تقدير، وإقامة كبارى لعبور السيارات بمناطق المزلقانات لمنع تقاطع خطى سيرهما إن أمكن، ووجوب وضع لوحات إرشادية بمكان المزلقان وقبله بقرابة 50 مترا لتنبه سائق السيارات لقدوم القطار، وتوفير إضاءة بأماكن المزلقانات وغيرها من التوصيات.